“تذكَّر”… حملة أطلقها ناشطون سوريون لدعم مخيّمات الشمال السوري

أطلق مجموعة من السوريين، حملة خيرية لجمع التبرعات للمهجّرين المقيمين في عدة مناطق شمالي سوريا، تحت عنوان: “تذكَّر… في البرد القاسي العائلات الفقيرة”.

وقال القائمون على الحملة أنها تستهدف جمع التبرعات للأطفال والعوائل السورية المهجّرة في مخيمات منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب، والتي تعاني من ظروف صعبة نتيجة سوء الأحوال الجوية.

ووفقاً للقائمين على الحملة، فإن المساعدات ستكون مستلزمات التدفئة للعوائل المقيمة في المخيمات وألبسة شتوية للأطفال.

وتهدف الحملة بشكل مبدئي إلى جمع عشرة آلاف دولار أمريكي، ستكون مخصّصة بشكل كامل للمساعدات.

طفلان فقدا حياتهما نتيجة لسوء الأحوال الجوية

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) يوم العشرين الجاري، توفي الطفل ونُقلت والدته إلى العناية المركزة بعد أن تسببت الثلوج في انهيار خيمتهم في منطقة قسطل المقداد التابعة لمحافظة حلب.

ونشرت وكالة الأنباء Us news يوم الواحد والعشرين من الشهر الجاري تقريراً عن معاناة اللاجئين والنازحين السوريين في مخيماتهم شمال سوريا، وقال أبو أنس الذي يقيم حالياً في مخيم الزيتون شمال سوريا لـ Us news : “كنت خائفاً من سقوط الخيمة على أطفالي، لم أنم حتى الثامنة صباحاً، وضعنا بائس، لا تدفئة ولا خيم تصلح حتى للحيوانات”.

وحذرت الأمم المتحدة في بيان، لها يوم العشرين من الشهر الجاري، من حدوث الفيضانات في مخيمات اللاجئين والمهجرين السوريين بمجرد ذوبان الثلوج، وأشارت في تقريرها إلى دمار 362 خيمة في مخيم الزيتون حتى 19 كانون الثاني/يناير، وتضرر أكثر من 400 عائلة تسكن المخيم.

وتوفي طفل في خيمته يبلغ من العمر شهراً واحداً فقط، نتيجة البرد الشديد بريف مدينة جرابلس شمالي شرق حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “عائلة الطفل من مهجري حي الوعر في حمص ويقطنون ضمن خيمة في مخيم زوغرة قرب الحدود السورية – التركية”.

وتسببت العاصفة الثلجية بانقطاع عدداً من الطرقات الفرعية والرئيسية في ريف حلب الشمالي والشرقي وريف عفرين ومناطق بريف إدلب، التي تحوي مخيمات نازحين ومهجرين من مختلف أنحاء سوريا.

من تهجير لتهجير

انهارت نحو 212 خيمة، في ريفيّ حلب وإدلب، يوم الأربعاء الفائت، نتيجة الثلوج والأمطار الغزيرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأدى انهيار الخيم، إلى تشرد أكثر من 680 شخص، في ظل الأحوال الجوية القاسية، في الوقت التي سعت فيه فرق الإنقاذ، إلى إنقاذ نازحين عالقين في الثلوج.

اضطرت 80 عائلة مكونة من 300 شخص، للنزوح من مخيم أورينت في تجمع مخيمات أطمة هرباً من السيول التي تشكلت جراء الأمطار الغزيرة بالإضافة إلى تضرر أكثر من 40 خيمة وتلفها بشكل شبه كامل، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وحاصرت الثلوج النازحين واللاجئين في عدة مخيمات منها مخيم الجبل ومخيمات أخرى في منطقة بلبل بريف عفرين شمالي حلب بعد انقطاع الطريق الواصل إليها.

وقال الدفاع المدني السوري، أن “كثافة الثلوج أدت لانهيار عدد من الخيام”، في حين عملت فرقه على “جرف الثلوج وفتح الطريق للوصول إلى المدنيين وإجلائهم”.

ووفقاً للدفاع المدني السوري فإن “أضراراً كبيرة لحقت بمخيمات ريف إدلب الشمالي والغربي جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة”.

واستطاعت فرق الدفاع المدني السوري من الوصول إلى مخيمين حاصرتهما الثلوج في منطقة بلبل شمالي حلب بعد أن فتحت الطريق المؤدي إليهما من قرية شران بريف عفرين.

وأشار الدفاع المدني إلى مأساوية الأوضاع التي يعيشها النازحون في المخيمات والصعوبة الكبيرة التي تواجه فرق الدفاع المدني في القدرة على الاستجابة لجميع المخيمات المتضررة جراء السيول.

وأكدت فرق الدفاع المدني قيامها بعشرات عمليات الإخلاء للأهالي في مخيمات، بعد أن علقوا داخل خيمهم التي تهدمت عليهم بسبب الثلوج.

عدد اللاجئين والمهجرين السوريين

نشرت منظمة الإغاثة الإنسانية “كير” في 19 كانون الثاني/يناير تقريراً بعنوان “الأمهات آخر من يأكل، والأطفال أول من يتجمد”، عن وضع اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والمهجرين في المخيمات السورية.

ذكر التقرير أنّ عدد السوريين المهجرين داخلاً 6.7 مليون شخصاً، بينما خرج 6.8 مليون سورياً كلاجئين إلى البلدان المجاورة مثل الأردن، ولبنان وتركيا، ووجد معظمهم نفسه في خيام أو مباني غير مكتملة، مما جعلهم معرّضين لظروف الشتاء القاسية.

وقال عمار أبو زياد مدير منظمة كير في الأردن: “أصبحت المساعدة الآن لهؤلاء اللاجئين أكثر أهمية من أي وقت مضى، للتأكد من أنّهم في مأمن من البرد”

وقال أبو زياد عن حال اللاجئين في لبنان: “اللاجئون ليس لديهم وظائف أو دخل، ولا يمكنهم الحصول على الوظائف، ويعانون من عواقب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان”.

وأكد بوجار خوجة مدير منظمة كير في لبنان تصريحات زميله أبو زياد عن اللاجئين السوريين: “تشعر منظمة كير بالقلق على المهجرين في الداخل السوري، وخاصة النساء والأطفال حيث تؤدي الظروف المتدهورة، ومحدودية إمدادات الوقود واستخدام المواد الخطرة للتدفئة، إلى خلق ظروف صحية وبيئية خطيرة جداً”.

وقالت شيرين ابراهيم مديرة منظمة كير في تركيا: “في المخيمات السورية، الأمهات آخر من يأكل، والأطفال هم أول من يتجمد”.

يمكنكم/ن الدخول لرابط الحملة من خلال الضغط هنا

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد