اتهم مسؤول ملف الشرق الأوسط في جمعية “الدفاع عن الشعوب المهددة GFBV تركيا بتهديد وجود الكرد في عفرين منذ احتلالها في آذار/ مارس 2018.
وأشار الدكتور كمال سيدو في تصريح للاتحاد ميديا أن “نسبة الكرد في عفرين كانت حوالي 96% في حين أصبحت الآن أقل من 20%، والكرد الباقون هم من المسنين وهم أيضاً مهددين.
وأضاف “سيدو أنه “كلما استمر الاحتلال أكثر، فهناك احتمال ألا يبقى في عفرين أي كردي”. ولفت “سيدو” إلى أن “تركيا تقوم بالقضاء على الطابع الكردي في هذه المنطقة وتستهدف الجانب الثقافي واللغوي والتاريخي لها”.
تهديد الشعوب
وعمدت تركيا من خلال الفصائل الموالية لها تغيير التركيبة السكانية لمدينة عفرين والمناطق التابعة لها، من خلال عمليات تهجير ممنهجة طالت أكثر من 300 ألف من السكان الأصليين.
واستقدمت أكثر من 400 ألف من العرب والتركمان وعوائل فلسطينية وقامت بتوطينهم في 30 مستوطنة بُنيت بتمويل من الكويت وقطر.
ونوه مسؤول ملف الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة أن “النسبة القليلة من المسيحيين التي كانت تسكن عفرين هربوا بسبب التهديد التركي”، مشيراً إلى بقاء التهديد على حياة بعض “العلويين والإيزيديين الباقين في عفرين، من قبل المجموعات الإسلامية المدعومة من تركيا”.
وقال “سيدو” أن “منطقة عفرين كان يقطنها سكان متسامحون، وباتت محكومة من قبل الجيش التركي الذي لم يعد جيشاً علانيا كما كان يقال سابقاً، بل أصبح جيشاً إسلاميا ومشبعاً بالشعارات الإسلامية المتطرفة.
تجاهل تركيا للضغوط
وتشهد مناطق عفرين تزايداً في الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها المتمثلة بالجيش الوطني، ويفسر المحامي “إبراهيم شيخو” هذه الزيادة بـ “عدم وجود رادع لهذه الفصائل سواء من الطرف التركي أو من طرف الجهات الدولية والحقوقية”.
وتوقع “شيخو” في تصريح للاتحاد ميديا “زيادة وتيرة هذه الانتهاكات في المستقبل رغم المناشدات والنداءات التي تطلقها جهات ومنظمات دولية ومحلية من 4 سنوات”.
واعتقلت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا منذ بداية العام الجاري 34 مدنياً، وفق مركز توثيق الانتهاكات في شمال شرقي سوريا، وأشار المركز إلى أن الاعتقالات هي “محاولات مكشوفة لإسكات وتهجير من تبقى من السكان الأصليين أو استغلالهم للحصول على المزيد من الإتاوات والفدية”.
ووجهت 19 منظمة رسالة إلى رئيسة مجلس حقوق الإنسان “نزهة شميم خان”، ورئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا “باولو سيرجيو بينيرو” طلبوا فيها “مطالبة تركيا إنهاء احتلالها لمنطقة عفرين وغيرها من المناطق السورية، احتراماً لميثاق الأمم المتحدة، وتسليم المدينة لإدارة مدنية من أهلها بإشراف ورعاية الأمم المتحدة”.
وكشف د. كمال سيدو للاتحاد ميديا أن جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة “تُعلم الجهات الدولية والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وبرلمانات دول الاتحاد الأوربي، ووسائل الإعلام الأوربية، بشكل دوري عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي تحدث في عفرين”. مضيفاً أن هذه التقارير منشورة على موقعهم باللغتين الألمانية والإنكليزية.
وأفاد “سيدو” أن GFBV كتبت رسائل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي “جو بايدن” في الذكرى الرابعة للغزو التركي على عفرين. وذلك عقب اعتصام نظمته جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة أمام سفارة بلديهم ببرلين.
وطالبت ” GFBV” في رسائلها الرئيسين “لعب دورهم لإعادة عفرين إلى أهلها” على اعتبار أن “روسيا كانت ولا تزال هي المسيطرة على أجواء عفرين، وأميركا كحليف في حلف الشمال الأطلسي NATO”، وفق الدكتور “سيدو”.