نشرت رابطة “تآزر – Hevdestî” للضحايا في شمال شرق سوريا، تقريراً كشفت فيه عن أعداد الأشخاص المعتقلين على يد فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، خلال العام 2021، في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض.
وطالت عمليات الاحتجاز والاعتقال 185 شخصاً من مكونات تلك المناطق، بين كُرد وعرب، ووثق التقرير احتجاز واعتقال 12 طفل/ة و24 امرأة، في حين أطلق سراح 60 شخصاً فقط من بين العدد الكلي.
ونوهت رابطة “تآزر” للضحايا في تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء، أن حجم الانتهاكات المرتكبة من قبل تركيا وفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لها، في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض أعلى بكثير من الحالات الموثقة ضمن التقرير بالاسم والكنية ومكان الاعتقال والتاريخ.
قتيلان تحت التعذيب
كشف تقرير ” تآزر – Hevdestî” عن مقتل شخصين على الأقل تحت التعذيب، بينما أكدت أن مصير 123 شخصاً لا يزال مجهولاً.
وجاء في التقرير أن قوات “الشرطة المدنية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، اعتقلت الشاب “على الأحمد” مطلع شهر آب/أغسطس 2021، في رأس العين/سري كانيه، خلال محاولته العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية.
وفي مساء 2 آب/أغسطس، أي بعد يوم واحد من اعتقاله، أسعف “الجيش الوطني” المعتقل المنحدر من الحسكة، إلى المشفى، بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة التعذيب، ليفارق الحياة صباح يوم 3 آب/أغسطس.
أما حالة القتل الثانية الموثقة، فتمت بين تاريخ 16 أيلول/سبتمبر والـ 20 من الشهر ذاته من العام 2021، حيث قام عناصر من ميليشيا “صقور الشمال” التابعة للجيش الوطني السوري، باعتقال النازح “حكمت خليل الدعار” بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية.
ووقعت عملية الاحتجاز بشكل تعسفي، حيث اقتيد المعتقل صاحب الـ 45 عاماً والمنحدر من بلدة “الطيانة” بريف دير الزور، إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة للجيش الوطني في مدينة رأس العين/سري كانيه.
وأخبرت قوات “الجيش الوطني”، عائلة المعتقل في 20 أيلول/سبتمبر 2021 بضرورة مراجعة المشفى العام في مدينة رأس العين/سري كانيه، ولدى وصولهم علمت العائلة بوفاة “حكمت” نتيجة التعذيب.
وتسبب مقتل “حكمت الدعار” بموجة غضب شعبية حينها، بعد انتشار صوراً أظهرت تعرضه لعملية تعذيب وحشية، ظهرت آثارها على مختلف مناطق جسده وتسببت بوفاته.
ونشرت الطبابة الشرعية في مديرية الصحة التابعة لـ “الحكومة السورية المؤقتة” تقريراً جاء فيه، إن وفاة “الدعار” المباشِرة كانت بسبب ارتفاع السكّر بدمه مما تسبب باحتشاء عضلته القلبيّة ووفاته.
وتضمن التقرير ذاته تأكيدات بوجود آثار تعذيب وجروح طولية وعرضية واضحة على ظهر القتيل، وعلى لوح الكتف ومعصم اليدين، في حين لم يذكر التقرير وجود أي أعراض مرضيّة.
وحققت “لجنة شرعية” طالبت بتشكيلها عشيرة “القرعان” (العكيدات) التي ينتمي لها الضحية، بالاتهام الذي وجه إليه دون النظر في قضية مقتله، ليصدر حكم بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بتبرئة الضحية من التهم الموجهة إليه.
423 معتقلاً منذ احتلال رأس العين/سري كانيه وتل أبيض
اعتقل ما لا يقل عن 423 شخصاً من بينهم 52 امرأة و26 طفلاً منذ احتلال رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، في 9/10/2019 وحتى نهاية عام 2021، وفق توثيقات رابطة “تآزر”.
ووثقت الرابطة مقتل 5 أشخاص على الأقل نتيجة التعذيب خلال تلك الفترة، وسجلت ما لا يقل عن 242 حالة تعذيب للمحتجزين/ات في سجون فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا.
وأشار تقرير الرابطة إلى قيام قوات الاحتلال التركي بنقل 90 محتجز/ة، أكثر من نصفهم مدنيين، إلى داخل الأراضي التركية، ومحاكمة ما لا يقل عن 48 محتجزاً منهم حتى الآن، حيث صدرت أحكام بالسجن تتراوح بين 13 عاماً والسجن المؤبد.