شن جيش الاحتلال التركي والفصائل الموالية له، مساء اليوم الأربعاء، على ريف بلدة تل تمر بريف الحسكة.
وأعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن” مقاتلات مجلس تل تمر العسكري يردون على هجوم بري نفذه الاحتلال التركي ومرتزقته على قرية تل اللبن جنوب غرب تل تمر “.
وقال المركز:” يتصدى مقاتلو مجلس تل تمر العسكري لهجوم بري ينفذه الاحتلال التركي ومرتزقته على قرية تل اللبن جنوب غرب تل تمر، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المجلس والمرتزقة”.
“مطرقة الشعب” تكسر داعش
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية من خلال عملية “مطرقة الشعب” السيطرة على سجن الصناعة بالحسكة واستسلام جميع عناصر داعش.
وكشفت عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد “مشاركة نحو200عنصراً من داعش في الهجوم على سجن الصناعة بالحسكة.
وأشارت خلال مؤتمر صحفي اليوم الاربعاء عقب الإعلان عن السيطرة على السجن أن “بعضهم قدموا من مناطق سري كانييه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض.
وعزت عضوة قيادة “قسد” نوروز احمد، تأخر عمليات المداهمة إلى استخدام عناصر داعش المدنيين وأطفال داعش “أشبال الخلافة” المحتجزين داخل السجن كدروع بشرية.
في حين نوهت عضوة القيادة العامة لـ “قسد” إلى “عدم وجود إحصائيات دقيقة بعدد القتلى والجرحى، والتي ستنشر قريباً”.
ورغم إعلان السيطرة على سجن الحسكة إلا أن عمليات تمشيط الأحياء الجنوبية ومحيط السجن لا تزال مستمرة، وفق عضوة قيادة “قسد” نوروز احمد.
بداية العملية “المعقدة”
وشنّ عناصر من تنظيم “داعش” مساء الـ 20 الشهر الجاري هجوماً على أحد البوابات الخارجية لسجن الصناعة بحي “غويران” عبر سيارة مفخخة.
ونفذ عناصر “داعش” المحتجزين داخل السجن بالتزامن مع الهجوم الخارجي استعصاءً أسفر عن هروب العشرات من عناصر التنظيم المتشدد إلى الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة القريبة من السجن كحي “الغويران”، و”حوش البعر”.
ولاحقت قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية عناصر داعش المختبئين في الأحياء المدنية والمباني الرسمية عبر حملات تمشيط.
وشاركت قوات التحالف الدولي في عملية التصدي لتمرد سجناء داعش، سواء من خلال الطيران الحرب، أو من خلال القوات البرية التي شاركت بـ 14 عربة ودبابتين.
وأشارت القيادة العامة لـ “قسد” في بيان نشرته في 23 الشهر الجاري إلى “مقُتل 175 من عناصر “داعش” خلال الأيام الثلاثة الأولى ممن نفذوا الهجمات أو المعتقلين الذين حاولوا الهروب واشتبكوا مع القوات الأمنية، واستشهاد 27 من مقاتلي “قسد” والقوى الأمنية”.
وفرضت القوى الأمنية طوقاً أمنياً حول سجن الصناعة والأحياء المجاورة لها منعً لتسلل عناصر “داعش” إلى الأحياء الأخرى من المدينة أو الهروب إلى مدن أخرى.
وأعلنت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرقي سوريا حظراً كلياً على مدينة الحسكة والبلدات والنواحي التابعة لها اعتباراً من 24 ولغاية 31 الشهر الجاري، وحظراً جزئياً على مدينة قامشلو والبلدات والنواحي التابعة لها اعتباراً من اليوم الثلاثاء ولغاية 31 الشهر الجاري، من الساعة السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً.
استمر حصار “قسد” والقوى الأمنية لسجن الحسكة بمشاركة من طيران التحالف نحو 6 أيام.
ويقع سجن الصناعة جنوبي مدينة الحسكة ويضم قرابة 3500 محتجز من عناصر تنظيم داعش، ينتمون لأكثر من 50 جنسية.
تنديدٌ دولي ومحلي بهجمات داعش
واعتبرت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية هجمات داعش داخل سجن الحسكة “محاولة يائسة لإعادة بناء قوته المستنزفة”.
وتابعت الوزارة: “التحالف عازم على ضمان فشل داعش بتحقيق مسعاه، ويشيد بشركائه قوات سورية الديمقراطية لاستجابتها الشجاعة ردا على الهجوم. هذا الهجوم وغيره في سورية والعراق يذكرنا بالخطر الذي يشكله داعش للمنطقة”.
وقال التحالف الدولي في بيان نشره في 23 الشهر الجاري إجراء قوات التحالف “عمليات مراقبة في الوقت الحقيقي خلال الحدث، ونفذت سلسلة من الضربات على مدار العملية”.
وأكد التحالف الاحتفاظ بـ “حق الدفاع عن نفسه وعن القوات الشريكة ضد أي تهديد، وسيواصل بذل كل ما في وسعه لحماية تلك القوات”.
وأدان المجلس الوطني الكردي عبر بيان نشره في 24 الشهر الجاري ما أسمتها بـ “عملية داعش الإرهابية ومن يقف ورائها”.
ولفت البيان إلى أن “زيادة الوضع الناشب من معاناة أهالي مدينة الحسكة في ظل الأوضاع المعيشية والخدمية المتفاقمة، وضرورة توفير ما يلزم من الاحتياجات لتخفيف هذه المعاناة”.
واتهم المجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، تركيا بزعزعة الأمان والاستقرار عن طريق “تدريب المرتزقة في معسكرات خاصة في سري كانييه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض، وإرسالهم إلى حي غويران واستهداف سجن الحسكة”.
واعتبر المجلس التدخل التركي “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتعدياً سافراً على الأراضي ذات السيادة”.
استمرار أزمة النزوح رغم انتهاء المعارك
رافقت عمليات ملاحقة عناصر تنظيم داعش في الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة التي نفذتها قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية، موجة نزوح للمدنيين من تلك الأحياء باتجاه الأحياء الأكثر أماناً.
واكتظت القاعات العامة والجوامع بمئات المدنيين الهاربين من حدة الاشتباكات، وسط الظروف الصعبة ونقص درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وفق ما أفاد مراسل الاتحاد ميديا.
وأمنت القوى الأمنية ممرات آمنة في الأحياء المجاورة لسجن الصناعة لخروج المدنيين منها، وفق ما أعلن الرئيس المشترك لهيئة الداخلية لشمال وشرقي سوريا “علي حجو”.
وعملت عدد من المنظمات المحلية على إيصال المساعدات الإغاثية والصحية المستعجلة للنازحين خلال أيام نزوحهم.
واتهمت دائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا الصليب الأحمر الدولي بـ “تسيس الدعم الإنساني واختزال المساعدات للجهات المرتبطة بالنظام السوري”. وذلك بعد اطلاعها على بيان الصليب الأحمر الدولي بخصوص أحداث الحسكة عبر رئيس بعثتها في سوريا “كريستوف مارتن”.
وأشارت دائرة العلاقات الخارجية في بيانها أن “تسيس معاناة الشعب في الحسكة لاسترضاء النظام في دمشق يعتبر أمراً مخالفاً لمبادئها التي تبنتها وهذا التسيس المتعمد للمأساة لا يخدم المحتاجين والمتضررين من النزاع المسلح”.