مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بإجلاء “أشبال الخلافة” من سجن غويران في الحسكة

عبّر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثة الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيثس عن قلقه من الوضع في الحسكة، وخاصة على “أشبال الخلافة” لمحاصرين داخل سجن غويران والذين “يحتاجون للمساعدة كي يصلوا إلى بر الأمان”.

وقال خلال إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا يوم الخميس: “حتى لو غادر الأطفال السجن فإنّ مستقبلهم غير واضح، وهم في خطر، فلن يتمكنوا من الحياة في أسرة، ولن يتمكنوا من الاندماج في مجتمعاتهم، فهم بحاجة إلى إعادة بناء حياتهم، يجب إجلاءهم من السجن على الفور”.

وأشار غريفيثس إلى أنّ الأطفال في سوريا يعانون بشكل كبير جداً، “يرتجف البعض منهم من البرد في المخيمات، والآخرون في مراكز الاحتجاز، ومن يعيش مع أسرته يفتقد التعليم أو النظام الصحي أو النظام الغذائي الذي يحتاجون إليه.

ورأى غريفيثس أنّ “الأمم المتحدة تخذل الشعب السوري صغاراً وكباراً، ولم ننجح في حماية المدنيين أو في تقديم الإغاثة اللازمة لهم، أو في تأمين الخدمات الاجتماعية الأساسية، علينا تخفيف العبء عليهم”.

نقاط الاشتباكات الساخنة تحصد أرواح المدنيين في سوريا

أشار غريفيثس خلال إحاطته “إلى مقتل ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال جرّاء سقوط صواريخ على مدينة عفرين في 20 كانون الثاني/يناير الجاري، كما ألحقت غارة جوية أخرى في أوائل الشهر الحالي أضراراً جسيمة بمحطة المياه التي تخدم مدينة إدلب”.

ورأى غريفيثس أنّ الهجوم على سجن الحسكة وما تلاه كان بمثابة “تذكير حيّ للأمم المتحدة كي تعلم مدى عدم الاستقرار الذي يعيشه الشعب السوري في أجزاء من البلاد، وتذكير مخيف بتهديد داعش المستمر في المنطقة”.

وتصاعد العنف في مخيم الهول، الذي بات من أخطر المخيمات في العالم، وقال غريفيثس: “في 11كانون الثاني/يناير الحالي قُتل عامل صحة، وأصيب طبيب آخر في اليوم التالي، علينا حماية العاملين في المجال الإنساني، وقبل كل شيء نحن بحاجة لوضع حلول دائمة للأشخاص الذين يعيشون في المخيمات، بما في ذلك العودة الآمنة لبلادهم وخاصة الأطفال”.

العواصف الشتوية القاسية وآثارها على المخيمات

خلّفت العواصف الشتوية القاسية سلسلة من الدمار في المخيمات الواقعة شمال غرب سوريا، وعبر غريفيثس عن حزنه من أن بعض العائلات في المخيمات يحرقون القمامة للتدفئة، ولحماية أنفسهم من درجات حرارة دون الصفر في تلك المخيمات.

وقال غريفيثس أنّه شعر بالصدمة بعد مقتل طفل نتيجة انهدام خيمته على رأسه بسبب الثلوج المتراكمة، وإصابة 24 شخصاً ووفاة اثنين بسبب حرائق المخيمات، وقال: “لا أستطيع تخيل صعوبة الأمر”.

وطالب غريفيث بزيادة التمويل المخصص لمساعدة سكان المخيمات، لأنّ التمويل الحالي لا يغطي سوى نصف عدد السوريين في المخيمات، الذين يحتاجون إلى أساسيات للبقاء غلى قيد الحياة.

الأزمة الاقتصادية السورية تتفاقم

أشار غريفيثس إلى أنّ الغذاء أصبح أكثر تكلفة من أي وقت مضى، ووصلت تكلفة السلة الغذائية إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأربعة الماضية.

كما أنّ إنتاج الغذاء المحلي هو أيضاً مصدر قلق، وهو ما أكدته تقارير منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، التي أشارت إلى أنّ إنتاج القمح في سوريا انخفض بأكثر من 60% في عام 2021.

وأشار غريفيثس إلى أنّ المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة لملايين الأشخاص كل شهر ليست كافية، وإنّ التمويل الجيد هو الحل الوحيد لإنقاذ سوريا من صورتها المأساوية.

وقال: “المدنيون في سوريا يحتاجون إلى طعام وأدوية ومواد أخرى منقذة للحياة،  إنهم بحاجة إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية، كي يعيشوا حياة كريمة”.

والوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك برأي غريفيثس هي أن تخصص الأمم المتحدة المزيد من الأموال لدعم العمليات الإنسانية في سوريا، ولتقديم الخدمات الأساسية التي يجب أن تحصل عليها الكثير من العائلات السورية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد