أشار تقرير “نقاط الجوع الساخنة” الصادر عن “منظمة الأغذية والزراعة FAO” و”برنامج الأغذية العالمي “WFP” أن سوريا من بين 20 دولة حول العالم، وهي “بؤر جوع ساخنة”، يعرض الصراع والصدمات الاقتصادية والمخاطر الطبيعية وعدم الاستقرار السياسي ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية، ملايين الأرواح للخطر.
وأكد التقرير بقاء سوريا إلى جانب أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وكونغو الديمقراطية وهايتي وهندوراس والسودان، “بلداناً مثيرة للقلق بشكل خاص”.
ولفت التقرير إلى أن 735 ألف من أصل 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان عانوا من انعدام الأمن الغذائي في أيلول/ سبتمبر 2021.
وأضاف التقرير أن 88% من اللاجئين السوريين اعتمدوا على المساعدات الإنسانية، “لأنهم لم يتمكنوا من تحمل أبسط تكاليف الاحتياجات المطلوبة للبقاء على قيد الحياة”.
ودفع استنفاد الاحتياطات الأجنبية والانخفاض الحاد في قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، كجزء من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان، أجزاء كبيرة من السكان باتجاه الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وفق التقرير المشترك لـ FAO وWFP.
ونوه التقرير إلى أن في سوريا “لا يزال ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد مدفوعا بالأزمة الاقتصادية المستمرة والنزوح المطول والظروف الشبيهة بالجفاف التي تؤثر على الإنتاج الزراعي”.
“ولا تزال قيود وصول المساعدات الإنسانية والبيئات الأمنية المعقدة تشكل تحدياً أمام العمليات الإغاثية في سوريا”، إلى جانب عدد من الدول الأفريقية، وفق تقرير المنظمتين الأمميتين.
جهود أممية لاحتواء الأزمة
كشف “برنامج الأغذية العالمي في شباط/ فبراير 2021 عن بيانات تفيد بأن 12.4 مليون سوري، أي ما يقارب 60% يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقدّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن.
وأعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ “مارتن غريفيث” تخصيص 25 مليون دولار لدعم عمليات الإغاثة في سوريا.
واعتبر “غريفيث” أن هذه الخطوة التي أتت في سياق إفراج الأمم المتحدة عن 150 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، تمثل “شريان الحياة لملايين الأشخاص المحاصرين في أزمات نقص التمويل”.
ووجّهت منظمة الصحة العالمية WHO نداءً طارئاً لتوفير 257.6 مليون دولار “لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في سوريا”، وفق بيان نُشر على الموقع الرسمي للمنظمة.
وأشارت المنظمة أن النداء يهدف إلى “الحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية بما يشمل الاستجابة لكوفيد- 19 وتقديم الخدمات المنقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن”.
وذكرت “الصحة العالمية” أن “13.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و12.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة الصحية، من بينهم 4 ملايين نازح و1.33 مليون طفل دون الخامسة”.
ونوهت المنظمة إلى أن “انعدام الأمن والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، واستمرار جائحة كورونا تؤثر على توافر الخدمات الصحية وجودتها في جميع أنحاء سوريا”.
وتهدف الأمم المتحدة وشركاؤها إلى مساعدة 183 مليوناً من الأشخاص الأكثر ضعفاً بتكلفة لا تقل عن 41 مليار دولار، وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة.