توفي طفلين نتيجة البرد وانخفاض درجات الحرارة ضمن مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا خلال الـ 24ساعة الماضية، وفق ما أعلنت “منسقو استجابة سوريا.
وأشارت “منسقو استجابة سوريا” في بيان لها أن الحالتين المسجلتين خلال 24 ساعة الماضية تضاف إلى حالات سابقة تم توثيقها نتيجة البرد والأمراض النفسية الناجمة عن استخدام مواد غير صالحة لتدفئة”.
ونوهت إلى “توقف الدعم عن أكثر من 18 منشأة طبية، ما زاد من مصاعب تأمين منافس للأطفال في حالات الأمراض النفسية.
وكشفت تقارير إعلامية ومقاطع مصورة وفاة الطفلة “جنى طلاس” نتيجة البرد بمخيم “الأزرق” بمدينة الباب شرقي حلب.
وفقد الطفل “صلاح مهند جنيد” حياته بمخيم “زوغرة” بريف جرابس شرقي حلب في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي بسبب البرد والانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
وحمّلت “منسقو استجابة سوريا” المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة “المسؤولية الكاملة عن وفيات الأطفال نتيجة ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات”، مشيرة إلى إرسال أكثر من 195 شاحنة من المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري.
ولفتت “منسقو استجابة سوريا” إلى أن “الجهات الداعمة للقطاع الطبي أيضاً تتحمل مسؤولية التقصير في تأمين عمليات الدعم وخاصة لمشافي الأطفال وإيقاف الدعم عنها”.
وجددت المنظمة السورية مطالبها من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بـ “تحمل مسؤوليتها بشكل كامل اتجاه النازحين والسكان المدنيين في المنطقة”، مؤكدة “عدم حصول النازحين ضمن أكثر من 70% من المخيمات الموجودة على مواد التدفئة.
وطالبت “منسقو استجابة سوريا” المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة “التحرك الفعلي لتقديم المساعدات الشتوية للنازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري ومخيمات اللجوء بشكل عام، وزيادة فعالية العمليات الإنسانية في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة القادمة”.
مناشدة أممية
أبدى نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، “مارك كتس” قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في شمال سوريا، وذلك خلال لقاء صحفي في 24 الشهر الماضي.
وأضاف “مارك كتس” تضرر حوالي 100 ألف شخص بسبب الثلوج، وحوالي 150 ألف شخص آخر يعيشون في الخيام تضرروا بسبب الأمطار والدرجات المتجمدة، وهذا يعني ربع مليون شخص يعانون الآن”.
وأشار ” منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ” إلى أن “العاملين الإنسانيين انتشلوا الأفراد من تحت الخيام المنهارة، والكثير من هؤلاء الأشخاص ليس لديهم معاول أو أدوات أخرى لإزالة الثلوج، ولذا كانوا يزيلون الثلوج من على خيامهم بأيديهم العارية”.
وحث “كتس” المجتمع الدولي على “فعل المزيد والمساعدة في إخراج هؤلاء الأشخاص من الخيام إلى مأوى مؤقت أكثر أمناً وكرامة”.
وكشف “كتس” أن “الأمم المتحدة ناشدت المجتمع الدولي للحصول على أكثر من أربعة مليارات دولار لكل سوريا العام الماضي، لكنها حصلت على 45% فقط من ذلك، بينما تلقت 58% فقط من التمويل الذي كانت تأمل الحصول عليه”.
ورأى المسؤول الأممي أن “النظام الإنساني على مستوى العالم منهك للغاية في الوقت الحالي، وخاصة في سوريا التي يعاني فيها الناس بسبب 10 سنوات من الحرب”، مضيفاً أنه “من الصعب استمالة التمويل المطلوب لتقديم المساعدة التي يحتاج إليها الأشخاص بالفعل”.
ولفت “كتس” إلى صعوبات التكلفة الكبيرة لتلبية احتياجات 6.5 مليون نازح داخل سوريا، وقال إن “المواقع التي نتحدث عنها تخضع مناطق شاسعة منها لسيطرة مجموعة مصنّفة في قائمة الأمم المتحدة على أنها جماعة إرهابية، وثمة الكثير من الصعوبات للدخول إلى تلك المنطقة”.
صعوبات الطقس تمنع المساعدات
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي تضرر 22 موقعاً بمحافظة حلب وبالتحديد “عفرين وإعزاز” و9 مواقع بمدينة إدلب، نتيجة الظروف الجوية من تساقط الثلوج وأمطار غزيرة.
وأشار تقرير “أوتشا” إلى “الإبلاغ عن تضرر 362 خيمة، و2124 شخصاً ضمن 429 أسرة حتى تاريخ 19 كاون الثاني/ يناير الماضي”.
وكشف التقرير عن “مقتل طفل في قرية قسطل مقداد التابعة لحلب بسبب انهيار سقف الخيمة، نظراً لتراكم الثلوج الثقيلة عليها، ونُقلت الأم إلى العناية المركزة”.
ونوه إلى “انخفاض درجة حرارة طفلين في ناحية بلبل، وخضوع الطفلين للعلاج في أحد مستشفيات عفرين”.
وأوضح تقرير “أوتشا” أن انسداد الطرق “تحول دون وصول فرق التقييم إلى المواقع وتقديم المساعدة”، مؤكدة في الوقت نفسه “تقديم المساعدة حين يسمح الوضع بتقييم المواقع المتضررة وتحديد الاحتياجات”.
معاناة مستمرة منذ عقد
سببت الأحداث العسكرية في سوريا على مدار 10 سنوات نزوح حوالي 6.7 مليون شخص داخل سوريا حتى نهاية عام 2020 وفق إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، يعيش 2.8 مليون نازح داخل المخيمات، ويتعرضون لظروف إنسانية صعبة، وتعتبر هذه المخيمات “سيئة في أفضل الأحوال”.
وارتفع عدد المخيمات المتضررة نتيجة الأمطار والثلوج إلى أكثر من 266 مخيماً، وفق الإحصائية التي نشرها “منسقو استجابة سوريا” في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأشارت الإحصائية إلى احتراق حدوث 23 حريقاً ضمن تلك المخيمات وسط استمرار انخفاض درجات الحرارة.
وكشف تقرير لـ منسقو استجابة سوريا” في 24 الشهر الماضي انهيار أكثر من 467 خيمة بشكل كامل.
وأشار تقرير المنظمة أيضاً إلى “دخول مياه الأمطار إلى 411 خيمة، وتسجيل أضرار جزئية في 982 خيمة أخرى”.
وكشف التقرير أن “عدد الأشخاص المتضررين بلغ أكثر من 23.176 شخصاً، وأصبح 2753 شخصاً دون مأوى نتيجة دمار الخيام الخاصة بهم”.