قال مراسل الاتحاد ميديا، أن نازحي كل من حي غويران والزهور في الحسكة، يعودون تدريجياً إلى منازلهم، في ظل استمرار أزمة النزوح للكثير من العوائل التي اضطرت للنزوح بسبب الاشتباكات العنيفة.
تنام أكثر من 300 عائلة خارج منازلها منذ بدء الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، وفق إحصائية تحصل عليها مراسلنا.
ويبلغ عدد الأفراد في هذه العائلات أكثر من 1300 شخص موزعين على نحو 5 مراكز مثل الجوامع وصالات الأفراح، ومراكز مدنية، وفق مراسلنا.
وروت فاطمة، نازحة من حي الزهور، للاتحاد ميديا معاناتهم اليومية في مركز التجمع والإيواء وخاصة بعد انقطاع الكهرباء “المئات من الأطفال والنساء والرجال ننام في المكان نفسه، ويزداد صعوبة الوضع في ساعات الليل التي تنقطع فيها الكهرباء”.
وأكدت فاطمة ” توفير المستلزمات الضرورية من الطعام والشراب من قبل المنظمات الخيرية ومؤسسات الإدارة الذاتية، لكن الأمر يسوء فيما يتعلق بوسائل الاهتمام الشخصية مع مرور الأيام”.
وقال “أبو ثائر” للاتحاد ميديا أن الأمر الأصعب في مراكز الإيواء المؤقتة هي توفير التدفئة، وخاصة في ظل تواجد أعداد كبيرة من الناس داخل المركز الواحد.
وأوضح “أبو ثائر” أن “درجات الحرارة في هذه الفترة منخفضة جداً، ونظراً لوجود هذا العدد من الناس والأطفال في مركز الإيواء فلا يُسمح لنا بتشغيل المدافئ أو أية أدوات للتدفئة خوفاً من الحرائق”.
وأشار “أبو ثائر” وهو من حي غويران “في ساعات النهار يمكن تحمل البرد، ولكن في ساعات الليل يصعب الأمر كثيراً خاصة على الأطفال وكبار السن”.
وطالب “أبو ثائر” الجهات المعنية بـ “تسريع عمليات عودة المدنيين إلى منازلهم والحد من معاناتهم”، منوهاً أن “هذه المعاناة تزداد يومياً مع بقاء الناس في هذه التجمعات”.
استمرار عودة أهالي #غويران و #حي_الزهور إلى منازلهم، بعد نزوحهم جراء هجوم تنظيم #داعش على #سجن_الصناعة والحيّين. pic.twitter.com/w7Lm3UPDHQ
— Al-Etihad Media – الاتحاد ميديا (@aletihadmedia) February 1, 2022
وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد للاتحاد ميديا:” قدمت الإدارة الذاتية بالإضافة لشخصيات اجتماعية ومنظمات مدنية المساعدات العاجلة والأساسية للنازحين منذ بداية عمليات النزوح من حيي غويران”.
ونفى أحمد:” الإحصائيات التي نشرتها منظمات دولية تفيد بنزوح أكثر من 45 ألف شخص من الأحياء الجنوبية للحسكة”.
وكشف “أحمد” أن:” المنظمات الدولية نفسها التي نشرت هذه الادعاءات قدمت المساعدات لبعض العوائل التي نزحت باتجاه المربع الأمني” الواقع تحت سيطرة النظام.
وطالب أحمد :” المنظمات الدولية وبالأخص التابعة للأمم المتحدة بـ “تحييد المسائل الإنسانية عن السياسية، وكان عليها مساعدة النازحين في مناطق الإدارة الذاتية أيضاً وليس فقط في مناطق النظام لتحقيق أجندات سياسية”.
وأكد أحمد:” عدم تقديم المنظمات الدولية أية مساعدة للنازحين”، مشيراً إلى أنهم علموا بقدوم بعض المساعدات لكنها “وُزعت في المربع الأمني عبر قوى عسكرية وليست إنسانية”.
وأشار أحمد إلى أنه :”خلال أيام سيكون هناك عودة للنازحين برفقة الأمن الداخلي وبدعم من الإدارة الذاتية”، منوهاً أن هذه العودة ستتم “حال الانتهاء من حملات التمشيط والبحث عن خلايا داعش المتبقية”.
رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد، للاتحاد ميديا:" على المنظمات الدولية وبالأخص التابعة للأمم المتحدة بـ "تحييد المسائل الإنسانية عن السياسية، وكان عليها مساعدة النازحين في مناطق الإدارة الذاتية أيضاً وليس فقط في مناطق النظام لتحقيق أجندات سياسية" pic.twitter.com/fJpl4d5vOg
— Al-Etihad Media – الاتحاد ميديا (@aletihadmedia) February 1, 2022
هجوم الحسكة
وشنّ عناصر من تنظيم “داعش” مساء الـ 20 الشهر الجاري هجوماً على أحد البوابات الخارجية لسجن الصناعة بحي “غويران” عبر سيارة مفخخة.
ولاحقت قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية عناصر داعش المختبئين في الأحياء المدنية والمباني الرسمية عبر حملات تمشيط بمشاركة قوات جوية وبرية من التحالف الدولي.
وفرضت القوى الأمنية طوقاً أمنياً حول سجن الصناعة والأحياء المجاورة لها منعاً لتسلل عناصر “داعش” إلى الأحياء الأخرى من المدينة أو الهروب إلى مدن أخرى.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي انتهاء الأعمال القتالية في سجن الحسكة ومحيطها، واستسلام جميع عناصر داعش.
ولا تزال عمليات التمشيط والبحث عن عناصر “داعش” ومتورطين في الهجوم على سجن الحسكة مستمرة، وفقاً لبيان القيادة العامة لـ “قسد” أمس الاثنين.