قالت بعثة تقصي الحقائق (FFM) التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) أن غاز الكلور استخدم خلال العمليات العسكرية التي جرت في كفر زيتا بريف حماة، بتاريخ 1 تشرين الأول/أوكتوبر 2016.
وجاء في تقرير المنظمة الصادر يوم أمس، أن “بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة تعتقد أن غاز الكلور الصناعي استُخدم في قصف بلدة كفرزيتا، بالقرب من مستشفى ميداني، حيث عانى ما يقرب من 20 شخصاً من الاختناق وصعوبات في التنفس”.
وأكدت البعثة على أنها “حصلت على معلومات بشأن عملية القصف عام 2016 من خلال عدة أنشطة ومن مصادر مختلفة”، مبينةً أنها “أجرت مقابلات مع شهود للحصول على أدلة رقمية”.
وأشارت البعثة في تقريرها إلى أنها “حصلت على إحدى أسطوانات الكلور الصناعية التي تم استردادها من موقع الحادث في كفر زيتا”.
ولاحظت البعثة أن الأسطوانة الصناعية منقوشة بعلامات كتب عليها “CL 2” وهي الصيغة الجزيئية لغاز الكلور”، وأجرت المنظمة تحليلات كيميائية ودراسة ميكانيكية، ومحاكاة رقمية لتقييم الضرر المرئي على الاسطوانة من قبل مختبرات مستقلة.
وانتهت تلك التحقيقات بخلاصة مفادها أن “أسطوانة الكلور تمزقت نتيجة قوة ميكانيكية وأطلقت مادة مهيجة سامة تؤثر على الجهاز التنفسي والأغشية المخاطية، مما يعطي أسباب معقولة للاعتقاد بأن اسطوانة الكلور الصناعية استخدمت كسلاح”.
ولم تحمل المنظمة مسؤولية القصف لأي جهة، منوهة أن “بعثة تقصي الحقائق ليست مكلفة بإلقاء اللوم على من استخدم المواد الكيماوية كأسلحة”.
وختمت المنظمة بيانها بأنها شاركت تقريرها مع الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، كما أنها سترفع التقرير إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن طريق الأمين العام للأمم المتحدة.
كيماوي النظام
استطاعت الولايات المتحدة وروسيا التوصل إلى اتفاق في عام 2013، جاء بموجبه أن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية يجب أن تدمر ويتم التخلص منها بحلول منتصف 2014.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في 24 تموز/يوليو 2014، إن كل المواد الكيماوية التي أزيلت من سوريا بموجب اتفاق مع الحكومة سلمت بالفعل إلى المنشآت التي ستقوم بتدميرها خارج البلاد.
وكشفت المنظمة في بيان أن “1300 طن من الكيميائيات التي أزيلت من سوريا يجري تدميرها في عدد من المواقع، لافتة إلى أن 32 بالمائة من الكمية دمر بحلول 21 تموز/يوليو”.
وأضافت أن 7 حظائر ستسوى بالأرض تماماً، بينما أغلقت 5 منشآت تحت الأرض بالأختام بشكل دائم، وكلفت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها بمهمة الإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بعد هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق أدى إلى مقتل المئات عام 2013.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو آرياس، في 3 حزيران 2021، أمام الأمم المتحدة ، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً فيما لا يقل عن 17 مرة خلال الحرب الأهلية السورية.
وتابع آرياس، المدير العام للمنظمة، إن الخبراء حققوا في 77 ادعاء وخرجوا بنتائج أكدت تلك “الحقيقة المزعجة” التي تأتي على الرغم من انضمام سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013.