صرّحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الخميس إنّ قوات العمليات الخاصة الأميركية نفذت بنجاح مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا عند منتصف ليل الأربعاء وتمكنت من استهداف إرهابي كبير، دون وقوع أي إصابات بين الأميركيين ولم يذكر البيان أي تفاصيل اخرى.
وبحسب مصادر محلية للاتحاد ميديا، فإنّ “قوات التحالف طالبت في المنطقة التي تم فيها الإنزال عبر مكبرات الصوت من المطلوبين بتسليم أنفسهم”.
وأشارت مصادر الاتحاد ميديا إلى أنّ التحالف الدولي استهدف منزل فيه الجهادي البريطاني المعروف باسم ابو حسام البريطاني في المنطقة بين جنديرس بعفرين وأطمة بريف إدلب.
وذكرت رويترز في تقريرها عن عملية الإنزال الجوي العسكرية لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلدة أطمة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا سقوط عدد من المدنيين في العملية التي استغرقت ساعتين، قائلين أنّ العملية كانت تستهدف جهادياً يُشتبه في انتمائه إلى تنظيم القاعدة دون تحديد إسمه.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي في بيان له: “إنّ قوات العمليات الخاصة الأميركية قامت بمهمة خاصة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا، وتكللت المهمة بالنجاح، فلم تقع أي إصابات بين صفوف القوات الأميركية”.
قال سكان أطمة إنّ الغارة وقعت حوالي منتصف ليل يوم الأربعاء في منطقة مكتظة بالسكان قرب الحدود مع تركيا، وهي منطقة يعيش فيها عشرات الآلاف من المهجرين السوريين في مخيمات مؤقتة، بحسب تقرير رويترز.
وأشارت رويترز إلى عدم ورود أي معلومات تفيد عن مقتل جهاديين في هذه العملية، وقال أحد السكان إنّ العملية أسفرت عن مقتل عدة أشخاص، وقال آخرون لرويترز: “انتشل رجال الإطفاء ما لا يقل عن 12 جثة من تحت أنقاض مبنى سكني، من بينهم نساء وأطفال”.
وقال سكان ومصادر من المعارضة لرويترز دون الكشف عن هويتهم، إنّ عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، وسمعوا دوي انفجارات بالقرب من منزل جهادي أجنبي.
وقال آخرون إنّه بعد انتهاء الغارة، ظلّت طائرات استطلاع مجهولة الهوية تُحلّق في المنطقة، وبحسب مصادر رويترز هرع الأمن التابع لهيئة تحرير الشام إلى موقع الغارة بعد انتهاء العملية.
أشار تقرير رويترز إلى أنّ العديد من الشخصيات الجهادية الأجنبية التي انشقت عن جبهة النصرة سابقاً، والتي تندرج تحت مسمى هيئة تحرير الشام كانت جزءاً من تنظيم القاعدة حتى عام 2016.
وأطلق الجيش الاميركي لسنوات طائرات بدون طيار لقتل كبار عناصر القاعدة في شمال سوريا، خاصة عندما كان تنظيم القاعدة نشيط خلال الحرب السورية التي استمرت أكثر من عقد من الزمان، بحسب رويترز.
وذكرت رويترز أنّ عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية استهدفت فلول الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في شمال شرق سوريا، وأكّدت سابقاً أنّها ستستمر في عملياتها للقضاء على الإرهاب في سوريا.
تفاصيل جديدة عن عملية القوات الأميركية العسكرية في شمال غرب سوريا
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقريرها عن عملية القوات الأميركية العسكرية في شمال غرب سوريا التي نشرته اليوم، إلى أنّ هجوم القوات الأميركية المحفوف بالمخاطر ضد “زعيم في تنظيم القاعدة” ارتبط بقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
نقلت مروحيات اميركية عناصر من القوات الأميركية إلى مواقعهم بعد منتصف ليل الأربعاء بوقت قليل، وحاصرت منزلاً في بلدة أطمة، وتبع ذلك مواجهة طويلة بين القوات الأميركية وعناصر تابعين للتنظيم بحسب نيويورك تايمز.
أطلقت مكبرات صوت الهليكوبتر تحذيرات باللغة العربية للنساء والأطفال داخل المنازل لإخلائها على الفور، وبعد حوالي ساعتين ووفقاً لشهود لنيويورك تايمز، اندلعت معركة كبيرة، وانطلقت القذائف الصاروخية والنيران من المنازل والمباني المحيطة نحو القوات الأميركية.
وخلال العملية عانت إحدى المروحيات الأمريكية من مشكلة ميكانيكية وأجبرت على الهبوط ثم دمرتها الطائرات الهجومية الأمريكية، وقال شهود عيان إن القوات الأميركية وطائرات الهليكوبتر المتبقية استمرت في التحليق لفترة طويلة، بحسب نيويورك تايمز.
وقال مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، تشارلز ليستر لنيويورك تايمز إن عدداً من التسجيلات المصورة من مكان الحادث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت أشخاصاً ينتشلون جثث تسعة رجال ونساء وأطفال على الأقل من بين أنقاض المنزل المتضرر بشدة.
وقال السيد ليستر إن حجم ونطاق ومدة المعركة تشير إلى أن الهدف من الغارة كان على الأرجح شخصية بارزة في القاعدة، فلن تخاطر الولايات المتحدة الأميركية بإرسال هذه القوات لمجرد شن غارة جوية ما إذا كان التركيز على شخصية بارزة فيه.
ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الهدف، ورفضوا التعليق على ما إذا كان زعيماً بارزاً لتنظيم القاعدة، أو حتى زعيم الجماعة الإرهابية نفسه ، أيمن الظواهري، الذي يُعتقد أنه موجود في المناطق الحدودية الوعرة التي تمتد عبر أفغانستان وباكستان، بحسب نيويورك تايمز.
فصيلة حراس الدين في إدلب
تُعتبر محافظة إدلب موطن للعديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة العنيفة ، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً ، والتي كانت مرتبطة سابقًا بالقاعدة.
ظهرت حراس الدين في أوائل عام 2018 بعد انفصال عدة فصائل عن جبهة النصرة، التي نأت بنفسها علناً على الأقل منذ ذلك الحين عن القيادة العامة للقاعدة، وهي منظمة صغيرة ولكنها خطيرة من كبار نشطاء القاعدة الذين أرسلهم الظواهري إلى سوريا للتخطيط لهجمات ضد الغرب، بحسب نيويورك تايمز.
وقد كانت إدلب مسرحاً للضربات الجوية الأمريكية في الأشهر الأخيرة، لكن وتيرة النشاط هناك كانت أقل بكثير من هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد فلول تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا.
في أوائل ديسمبر / كانون الأول العام الماضي، نفذت طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper ضربة ضد زعيم ومخطط بارز للقاعدة في إدلب، لكن المراجعة الأولية للهجوم أشارت إلى أن صاروخ الطائرة بدون طيار أصاب زعيم القاعدة على دراجة نارية وعائلة سورية في سيارة قريبة من الدراجة النارية.