قال مدير عام شؤون الإيزيدية في حكومة إقليم كردستان سعود مصطو نجم للاتحاد ميديا: “إنّ خبر مقتل زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي القرشي أفرحنا كمجتمع إيزيدي، وكل مجرم يجب أن يأخذ جزاءه خاصة وأن الإيزيديين تعرّضوا لإبادة جماعية عام 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي”.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من اليوم “أنّ القوات العسكرية الأميركية نفذت عملية ناجحة في شمال غرب سوريا، استهدفت فيها زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي القرشي، بهدف القضاء على الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائه ولجعل العالم أكثر أماناً”.
وأكّد بايدن أنّ العملية التي قامت بها بلاده، تُثبت قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى أي موقع يشكل مصدر تهديد لها، وأشار إلى أنّ التحضير لهذه العملية استغرق أشهراً “لضمان قتل الإرهابي أبو ابراهيم القرشي”.
وقال نجم إنّه:” بالرغم من سعادتهم بمقتل القرشي إلا أنّهم كمجتمع إيزيدي كانوا يتمنون إلقاء القبض عليه، ومحاكمته للاعتراف بالجريمة التي تعرّض لها الإيزيديون والإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحقهم عام 2014″.
وانتقد نجم غياب وجود تعريف قانوني في الدولة العراقية لما حدث مع الإيزيديين، وطالبها بتحريك ملف الإيزيديين على الصعيد الدولي، لتدوين ما تعرّضوا له ولمحاسبة المجرمين، ولتعويض عائلات الضحايا، بهدف إعادة الأمان إلى المناطق الإيزيدية.
تناقضات بين تصريحات البنتاغون والحكومة الأميركية
وقالت وزارة الدفاع الأميريكية “البنتاغون” اليوم أنّ ” القرشي كان من المخططين للإبادة الجماعية للأيزيديين”، وهذا ما رآه نجم يناقض تصريحات الولايات المتحدة الأميركية التي “لم تعترف على مستوى الحكومة أو على مستوى الكونغرس بأنّ ما تعرّض له الإيزيديون في عام 2014 كان إبادة جماعية”.
وقال نجم: “لم يكن هناك أي خطوات جدية تُترجم على أرض الواقع بأنّ ما تعرّض له الإيزيديون كان إبادة جماعية، وندعو المجتمع الدولي، والولايات المتحدة بأن تعترف بأنّ ما تعرض لههذا المجتمع هو إبادة جماعية”.
كما طالب نجم بتشكيل محكمة سواء على المستوى الوطني المحلي، او على المستوى الدولي لمحاسبة كل من كان له يد في الإبادة الجماعية للإيزيدين.
وأضاف نجم أنّهم لن يملون كمجتمع إيزيدي من المطالبة بحقوقهم، والمطالبة بإجراء محاكمات عادلة لكل من له يد في الإبادة الجماعية بحق هذا المجتمع.
الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين على الصعيد الدولي
اعترف برلمان بلجيكا إلى جانب برلمانات كندا، وأرمينيا والبرلمان الأوروبي وألمانيا أنّ ما تعرّض له الإيزيديون في عام 2014 على يد تنظيم داعش كان “إبادة جماعية”.
وكان القضاء الألماني قد أصدر حكماً هو الأول من نوعه العام الماضي فيما يتعلق بالإبادة الجماعية للإيزيديين، وكان هذا الحكم بمثابة رسالة واضحة بأنّ مرتكبي هذه الجرائم لن يختبئوا أينما كانوا”.
وبحسب تقرير صادر عن فرانس 24 العام الماضي، فإنّ البلدان السابقة مقتنعة بأنّ رغبة داعش كانت القضاء “الممنهج على الإيزيديين”.
هجمات تنظيم داعش الإرهابي على المجتمع الإيزيدي
شنّ عناصر تنظيم داعش في عام 2014 هجمات وحشية على منطقة شنكال، الأمر الذي أدى لنزوح آلاف الإيزيديين، وقتل التنظيم الآلاف من الإيزديين وخطف وسبى الأطفال والفتيات.
وصفت الأمم المتحدة ما حدث مع الإيزيديين بأنّها إبادة جماعية تضمنت القتل والذبح والاستعبد الجنسي للفتيات.
وأشارت إحصائيات الأمم المتحدة التي صدرت العام الماضي إلى استرقاق أكثر من 6500 من النساء والأطفال الإيزيديين وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350 ألف إيزيدياً توجهوا إلى مخيمات شمال العراق.
وبحسب الأمم المتحدة لا يزال أكثر من 120 ألف من الإيزيديين الذين عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تمنعهم من إعادة بناء حياتهم، وغالبيتهم يعيشون بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم.