أثار حفل زفاف (هبة) ابنة وزير داخلية النظام السوري، محمد رحمون، من (علي) ابن رجل الأعمال الشهير وأحد أبرز واجهات النظام الاقتصادية، وهيب مرعي، غضب سكان مناطق سيطرة النظام واستيائهم، بعد معرفتهم أن تكلفة الزفاف وصلت لحدود خيالية.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصوراً من الحفل الذي أقيم يوم الخميس الماضي في منتجع “هوليدي بيتش طرطوس” المملوك أساساً لوالدة العريس، والذي شهد حضور مجموعة كبيرة من الفنانين للغناء من بينهم “عاصي الحلاني”.
ووصلت تكلفة حفل الزفاف لأكثر من مليار ليرة سورية أي ما يعادل (250 ألف دولار أميركي تقريباً) وفق ما قال ناشطون على وسائل تواصل الاجتماعي، وهو رقم وصفه السوريون أنه يستطيع أن ينقذ مئات العائلات ممن تقطن في العراء وخيم اللجوء.
وشهد سكان مناطق سيطرة النظام السوري على عدة حفلات زفاف مماثلة جرت بالرغم من الانهيار الاقتصادي الحاصل خلال السنوات السابقة، بين أبناء شخصيات سياسية وأمنية واقتصادية، لتقوية أعمالهم التجارية أو تأمين وحماية مصالحهم، وأغلب تلك الحفلات تقام بتكاليف يعتبرها الشباب السوري العاجز عن الزواج حالياً “خيالية”.
تكاليف مرتفعة للزواج في سوريا
تسبب ارتفاع تكاليف الزواج ومتطلباته في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى عزوف أعداد كبيرة من الشباب عن هذه الفكرة، التي أصبحت بمثابة “حلم” يصعب تحقيقه في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل وفرض حكومة النظام ضرائب واسعة النطاق ورفعها “الدعم” عن مئات آلاف العائلات.
وقالت “نيرمين” وهي شابة تبلغ من العمر 29 عاماً، لـ”الاتحاد ميديا”، أنها ما تزال مخطوبة منذ 7 سنوات، ولم تستطع حتى الآن هي وخطيبها من التقدم خطوة إضافية نحو الزواج حتى الآن”.
وتتابع “نيرمين”، “تخليت عن شروط كثيرة وأحلام بملكية منزل أو تفصيل الأثاث الذي أرغب به منذ صغري، حتى أنني تخليت عن شراء فستان للزفاف، وبالرغم من ذلك قدرتنا المالية وعملي وعمل خطيبي لا يكفيان لهذه الخطوة، ومازلنا ننتظر”.
أما “سعد” (متزوج حديثاً) فيشرح لـ “الاتحاد ميديا” عن تكاليف زواجه الذي وصفه بـ”البسيط”، مبيناً أن التكلفة الكلية لحفل الزفاف فقط كانت بحدود 7 مليون ليرة أي ما يعادل (2000 دولار أميركي).
وأوضح “سعد” أن حجز صالة الأفراح في حلب يتراوح بين 700 ألف و2 مليون ليرة سورية، ما يعادل (200 إلى 700 دولار تقريباً)، وفقاً لمساحتها ووجود تدفئة وإنارة فيها من عدمها، في حين دفع سعد مبلغ مليون ليرة سورية لقاء الصالة وحدها.
أما تكلفة الشخص الواحد في حفل الزفاف فتتراوح بين 17 حتى 20 ألف ليرة سورية وسطياً، وذلك لقاء تقديم بعض المقبلات أو العصائر للحضور.
في حين بلغ ثمن “بدلة العرس” مع الحذاء الذي اشتراهما “سعد” حوالي 350 ألف ليرة سورية، بينما فستان العروس كان بتكلفة 1.5 مليون ليرة سورية، مبيناً أن ما جمعه خلال عامين من عمله في “الإمارات” وضعه كتكلفة لعرسه الذي انتظر حدوثه مدة 4 سنوات.
ويلجأ عدد من الشباب للزواج دون إقامة حفل زفاف أو يكتفون بحفلة صغيرة للعائلة والأصدقاء المقربين، لتوفير المال واستخدامه للسفر أو شراء أثاث للمنزل.