تزايدت أعداد المصابين بأذية أو أزمة نفسية بمناطق سيطرة النظام السوري مؤخراً بشكل ملحوظ، وخاصة الأمراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب.
وقال الصيدلي “هاشم” لـ”الاتحاد ميديا”، أن “أعداد المرضى ممن يتقدمون بوصفات طبية خاصة بالأمراض النفسية تزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة”.
وتابع الصيدلي أن “أدوية الزولوسير والترامادول وبعض الأدوية المنومة باتت مبيعاتها قريبة من مبيعات أدوية نزلات البرد أو المسكنات العادية، وهذا يدل على حجم المرضى المتزايد”.
وأشار الصيدلي “هاشم” إلى أن “أغلب الوصفات الطبية التي تعالج الاكتئاب والقلق تكون لمرضى بعمر بين 25 حتى 35 عاماً”.
وأكد الطبيب النفسي “محمد” على فكرة ارتفاع أعداد المراجعين لعيادته النفسية، مبيناً أن أغلب الأمراض والانتكاسات النفسية ناجمة عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يتعرض لها سكان مناطق سيطرة النظام مؤخراً.
ونوه الطبيب “محمد” إلى قلة مراكز الاستشارة النفسية وعدم الاهتمام الحكومي بهذا الجانب الخطر، موضحاً أن بعض الحالات التي راجعته كانت بعيدة خطوات قليلة عن الانتحار بسبب الضغوط.
يشار إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تقول أنه لا يوجد في سوريا كلها قبل 2011 سوى 70 طبيباً نفسياً فقط، بالإضافة لعدد قليل جداً من الأخصائيين النفسيين، وهاجر منذ عام 2011 نصفهم تقريباً.
حوالي 7.5 مليون طفل ومراهق سوري بحاجة للدعم النفسي
نشرت “الجمعية الطبية السورية الأميركية” العام الماضي، تقريراً حول الصحة النفسية والدعم النفسي الذي يحتاج إليه الأطفال والمراهقون السوريون الذين عاشوا بظروف الحرب.
وبيّن التقرير أن “حوالي 7.5 مليون طفل ومراهق سوري بحاجة للدعم النفسي، حيث بدا واضحاً على أكثر من نصفهم علامات الاضطراب النفسي والعاطفي.
ووفقاً للتقرير يوجد عدد هائل من الأطفال قد يعانون من اضطرابات كبيرة في نشأتهم، إذا تُركت دون علاج، بالرغم من أن عدداً منهم يظهرون مرونة هائلة في مواجهة الصعوبات.
وأظهر التقرير أنه من المحتمل أن تتسبب هذه الاضطرابات بمشكلات عقلية وعاطفية وفسيولوجية ترافق الأطفال طوال حياتهم.
ويعاني 99% من النازحين السوريين داخلياً من أعراض “اضطراب ما بعد الصدمة” ، وفقاً لما نشر موقع “تنسيق الشؤون الإغاثة الإنسانية في سوريا.
وتحدث تقرير لمنظمة “إغاثة سوريا” البريطانية تبين فيه أن75 % من الشباب السوري اللاجئ في لبنان وتركيا وشمال سوريا، يعانون من سبعة أعراض على الأقل لاضطراب ما بعد الصدمة.