على غرار تصريحاتها في أفغانستان البنتاغون تروج لسقوط اوكرانيا بـ 72 ساعة

أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي أنّ كييف “ستسقط خلال 72 ساعة إذا حدث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا”.

وقال ميلي للمشرعين خلال جلسات مغلقة في الثاني والثالث من شباط/ فبراير الجاري نقلت ملخصها فوكس نيوز، أنّ غزواً روسياً واسع النطاق لأوكرانيا قد يؤدي إلى سقوط كييف في غضون 72 ساعة، وقد يُكلّف أوكرانيا خسارة 15 ألف جندياً.

وبحسب فوكس نيوز، أعرب العديد من المشرعين عن قلقهم من أن إدارة “بايدن” لم تستجب بسرعة لتزويد أوكرانيا بمساعدة عسكرية كبيرة، مثل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، وقاذفات الصواريخ التي من شأنها صد العدوان الروسي.

أسباب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا

وصف “جون سيمبسون” محرر الشؤون الدولية في  BBC في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عملية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014 بأنها “أسلس عملية غزو في التاريخ الحديث إذ انتهت قبل أن يدرك العالم الخارجي أنها قد بدأت”.

آنذاك حاولت الولايات الأمريكية برئاسة “باراك أوباما” التحرك لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعا لاجتماع لقادة مجموعة السبعة الكبار التي تضم كل من “الولايات المتحدة الامريكية، كندا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا واليابان”.

لكن لم يردع ذلك الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن التوقيع على قرار ضم القرم رسمياً لسيادة بلاده، الأمر الذي لم تعترف به أوكرانيا ولا الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية.

وبقيت مسألة القرم محل نقاش ونقطة خلاف بين روسيا الاتحادية ودول حلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي بسطت فيه موسكو سيطرتها على شبه الجزيرة.

استمر الخلاف بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا منذ ضم شبه جزيرة القرم حتى يومنا هذا، لكن بوتيرة أخف، قبل شهر آذار/ مارس من عام 2021، حين أعلنت صفحة وزارة الدفاع الأوكرانية باللغة العربية على موقع تويتر، إن الحرب “بدأت رسمياً الآن مرة أخرى في أوكرانيا”.

وأعلنت حينها وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت 20 موقعاً دفاعياً للجيش الأوكراني، في منطقة “دونباس” شرقي البلاد، في حين حذّرت روسيا كييف وحلف الناتو (NATO) من القيام بأي محاولة لاستعادة شبه جزيرة القرم.

وفي 26 مارس/ آذار الماضي تصاعد التوتر مجدداً في “دونباس”، عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جراء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا.

وتصاعد السجال بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا الاتحادية، لتنشر قبل أيام وسائل إعلام تقارير عن حشود روسية على الحدود الروسية الأوكرانية، حيث تتهم واشنطن موسكو بنيتها شن عملية عسكرية ضد كييف، الأمر التي تنفيه روسيا وتعتبره “دعاية مغرضة” حسب مسؤولين روس.

يذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية حسب ما تقوله كييف، ودعمها الانفصاليين في “دونباس”، الأمر الذي تقول فيه روسيا أن الموضوع كان نتيجة لاستفتاء شعبي، وهو ما تشكك بصحته أوكرانيا ودول حلف شمال الأطلسي.

تقارير أميركية مماثلة قبل سقوط أفغانستان بيد طالبان

ذكرت مصادر في وزار الدفاع الأميركية في آب/ أغسطس العام الماضي، إنّ حركة “طالبان” يمكنها عزل “كابول” خلال 30 يوماً، وفرض سيطرتها الكاملة عليها خلال 90 يوماً.

سحبت واشنطن قواتها تدريجياً من أفغانستان خلال السنين العشرة الماضية، وحدّدت واشنطن العام الماضي موعداً نهائياً للرحيل عن أفغانستان، الأمر الذي أعطى الضوء الأخضر لطالبان وسمح لها بالتخطيط لشنّ هجوم كامل على الجيش الأفغاني.

وأعلن الرئيس الأميركي “جو بايدن” أنّه سيسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11أيلول/ سبتمبر عام 2021، وبالفعل نفذ وعده وسحب 95% من قواته بحلول نهاية تموز/ يوليو الماضي.

وعند انسحاب واشنطن من الحرب ضعفت عزيمة الجيش الأفغاني، وبدأت حينها مرحلة هجوم طالبان، ولم تستغرق أكثر من عشرة أيام بعد رحيل القوات الأميركية كي تسقط الحكومة الأفغانية.

وبعد دخول طالبان إلى “كابول” في اليوم الأخير من الهجوم، هربت الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة سابقاً من الولايات المتحدة الاميركية تاركة البلاد بيد طالبان.

وقال “جو بايدن” في مؤتمر صحفي نقلته “فوكس نيوز” بخصوص الوضع في أفغانستان في آب/ أغسطس 2021: “الولايات المتحدة الأميركية لم تكن لتستقر في أفغانستان للأبد، ولست نادماً على تنفيذ هذا القرار”.

وتعرّضت الولايات المتحدة الأميركية لانتقادات كبيرة إثر انسحابها من أفغانستان، إلا أنّ “بايدن” أكّد في تصريحاته على أنّ “المهمة في أفغانستان لم تكن لبناء دولة، ويجب على الأفغان حماية بلادهم”، بحسب تقرير لفرانس 24.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد