توفي الباحث في التاريخ الإسلامي والمفكر المصري، سيد القمني، اليوم الأحد، عن عمر 75 سنة بعد صراع مع المرض.
وأثار القمني، خلال سنوات من البحث في التاريخ الإسلامي، جدلاً واسعاً، بسبب آراءه وكتاباته، التي عارضتها بشدة تيارات الإسلام السياسي في مصر والعالم العربي، وحتى أن العديد من هذه التيارات قامت بتكفيره، ووصفه بالمرتد.
ووصف الكاتب والباحث المصري حامد عبد الصمد سيد القمني بالأب الروحي ” لجيل كامل من التنويريين والعلمانيين” في مقطع نشره على صفحته في الفيس بوك.
وترك القمني، للمكتبة الإسلامية والعالمية عدة نتاجات، أبرزها “أهل الدين والديمقراطية، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل، وقصة الخلق، وصحوتنا لا بارك الله فيها”.
ويعد كتابه “رب هذا الزمان” الصادر عام 1997، من أشهر أعماله، خاصة بعد أن صادره مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، وأخضع بعدها القمني لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول “معاني الارتداد المتضمَّنة في كتابه”. بحسب موقع الحرة الأميركي.
وقدم القمني، في كتابه حروب دولة الرسول، رؤية واقعية بعيدة عن المبالغات، في بواكير الدعوة الإسلامية، وقدم في كتابه منابع سفر التكوين وقصة الخلق في القرآن، مقاربة للنظرية الدينية لخلق الكون وربطها بالأساطير البابلية والسومرية.
وقدم في كتابه الحزب الهاشمي، تحليلاً لانقسام المسلمين لشيعة وسنة، وأرجع ذلك إلى وضع قريش في مرحلة ما قبل الإسلام.
وجاءت وفاة “القمني” في اليوم الذنشر فيه برنامج “مختلف عليه” للكاتب والإعلامي المصري “إبراهيم عيسى” حلقة يحاور فيها “عيسى” سيد القمني حول فكره ومعالجته للقضايا، حيث تعتبر هذه الحلقة، آخر حوار أجري مع الراحل قبل وفاته
وأعلن القمني في أكثر من مرة أنه تلقى تهديدات من التيارات الإسلامية، تطالبه بالتراجع عن أفكاره، وإلا فإنه سيواجه الموت.
خاصة بعد أن بدأ بتصعيد لهجته في مقالاته، بعد التفجيرات التي ضربت منطقة طابا في العام 2004، حينها هاجم “القمني” قيادات في تيار الإسلام السياسي.
وتعرض القمني لمضايقات من نوع آخر، حين رفع الداعية الإسلامي يوسف البدري، دعوة قضائية ضد وزير الثقافة المصري فاروق، وشيخ الأزهر في العام 2009، على إثر منح القمني جائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية.
وتحجج البدري في دعواه، بأن منح “القمني” تلك الجائزة إهدار للمال العام، وأنها منحت لشخص يسيء للإسلام والذات الإلهية.
وقدم شيخ الازهر أحمدالطيب، مذكرة للقضاء الإداري، مطالبة بمنع القمني من أي جوائز تكريم، ومنع تداول كتبه، وذلك بسبب بعض الآراء التي عارضها الأزهر.
وطالبت الدكتورة ايزيس ابنة سيد القمني، حينها، النائب العام المصري بحماية والدها بعد الهجوم الذي شنته ضده جبهة علماء الأزهر في بيان رسمي يحمل توقيع رئيسها الدكتور يحيى إسماعيل.
ولد المفكر الراحل “القمني” في 13 مارس/آذار 1947 بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف، وتناولت أبحاثه ودراساته ملفات التاريخ الإسلامي وصفت بالجريئة.