قررت الصين وروسيا بدء شراكة “بلا حدود” تقوم على مبدأ دعم كل منهما للأخرى في القضايا والمواجهات بشأن أوكرانيا وتايوان مع تعهد بزيادة التعاون في مواجهة الغرب وأميركا.
وجاء إعلان الشراكة، يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، إذ دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال لقائهما إلى “حقبة جديدة” في العلاقات الدولية، وتهدف هذه الحقبة لوضع حد للهيمنة الأميركية والغرب.
ونشرت موسكو وبكين بياناً مشتركاً جاء فيه أن “البلدان يعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً”، في حين دعمت الصين مطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
بالمقابل، أظهرت موسكو موقفاً داعماً لموقف بكين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وعارضت أي شكل من أشكال استقلال الجزيرة.
وأكد البيان على أن “الصداقة بين البلدين ليس لها حدود، ولا حظر فيها على التعاون في أي مجال”.
اتفاقيات
استطاع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى بكين، في 4 من شباط/فبراير، توقيع اتفاقاً لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين، بعشرة مليارات متر مكعب إضافية.
وقال مساعد الكرملين يوري أوشاكوف، في 2 من شباط/فبراير الحالي، إن بوتين والرئيس الصيني شي قد يوقعان 15 اتفاقية مشتركة خلال اللقاء، وتشمل هذه الصفقات مجال الطاقة.
وتسعى موسكو لإيجاد سوق جديد غير السوق الأوروبي التقليدي لها، عبر تعزيز العلاقات مع بكين (أكبر مستهلك لطاقة في العالم) التي جعلت من روسيا ثالث أكبر موردي الغاز بالنسبة لها.
وصرح بوتين خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني أن “رجال الطاقة الروس أعدوا حلولاً جديدة جيدة جدا بشأن إمدادات الهيدروكربون إلى جمهورية الصين الشعبية”.
ووقعت شركة Gazprom الروسية على عقد مدته 30 سنة يقضي بتزويد شركة البترول الصينية الوطنية بالغاز الطبيعي من خط أنابيب جديد يربط الشرق الأقصى الروسي بشمال شرق الصين.
تعليق أميركي
واعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن الاجتماع الصيني الروسي كان يجب أن يحمل أهدافاً أخرى، ونهجاً مختلفاً يتوقعه العالم من “القوى المسؤولة”.
وقال كبير الدبلوماسيين في الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا “دانييل كريتنبرينك”، أن “الاجتماع بين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.
في حين اعتبر بعض الدبلوماسيين أن روسيا والصين أعلنتا عزمهما على الوقوف معاً ضد الولايات المتحدة والغرب، والاستعداد للصمود أمام العقوبات ومنافسة القيادة الأميركية العالمية”.
واعتبر كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية في إدارة أوباما، “دانييل راسل”، أن “الصين مستعدة للوقوف إلى جانب روسيا في موقف ضعيف ولكن ليس بشكل كثيف، وفي حال اندلعت حرب على أوكرانيا أو تايوان، فيمكننا أن نتوقع انهيار هذه الشراكة”.
وأدانت تايوان توقيت الإعلان عن الشراكة بين الصين وروسيا، الذي وقع في بداية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية معتبرةً أنه “جدير بالازدراء ويلحق العار بروح الألعاب الأولمبية.