توصيات ندوة قطر.. خطاب اللون السياسي الواحد وجملة من المفارقات

انتهت أعمال ما سمي بـ” ندوة سوريا إلى أين” في العاصمة القطرية الدوحة، وخرج المشاركون بمجموعة من الـ”توصيات” التي بلغ عددها 17بنداً.

وقرأ رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب التوصيات في نهايةالندوة، وحسب بعض التقارير الإعلامية فإنه يوجد توصيات سرية تم الاتفاق عليها ولم تنشر للعلن.

توابع الإحتلال يدعون لوحدة وسيادة سوريا

وفي البند الأول من التوصيات جاء ” التوافُق على جملة من المبادئ التي تعمل المعارضة تحت مظلتها، وهي التأكيد على وَحْدة الأراضي السورية وسيادة الدولة واستقلالها والحفاظ على مؤسسات الدولة، ورفض دعوات التقسيم، والتمسُّك بالهُوِيَّة الوطنية الجامعة، وتأسيس نظام ديمقراطي يقوم على أسس قِيَم المواطنة المتساوية والتعددية وتداوُل السلطة، في مناخ من الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان والفصل بين السلطات، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية وَفْق سياسات وطنية تحقق التنمية المستدامة”.
ومن الجماعات المشاركة في الندوة من كتل سياسية ومراكز أبحاث ومؤسسات إعلامية، هي التي حملت ومازالت مهمة الدفاع عن احتلال تركيا لمدن الشمال السوري من عفرين مروراً بجرابلس ووصولاً لسري كانيه/رأس العين.
وجاء أيضاً في البند الثاني من التوصيات” إعادة هيكلة مؤسسات قُوى الثورة والمعارضة والارتقاء بأدائها وتمكينها من تحقيق مطالب الشعب السوري المحقة والمشروعة بكفاءة واحتراف”،
ولكن، أغلب الشخصيات المشاركة في الندوة ورياض حجاب رئيس الوزراء السوري السابق المنشق، وهو الداعي لهذه الدعوة برعاية قطرية، كان إلى جانب رفاقه المشاركين من أعضاء الإئتلاف رموزاً لتفت المعارضة السورية وقادة التجاذبات التي أدت لترهل هياكل المعارضة السورية، بسبب تبعيتهم لسياسات الدول الإقليمية وأبرزهاتركيا وقطر، وخير دليل على ذلك التصريحات السابقة لوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ومقولته المشهورة عن الوضع السوري ” تهاوشنا على الصيدة وطارت”.

فاسدون يدعون للإصلاح

وأوصت الندوة في البند الثالث بـ” تنمية وتوظيف كافة الخبرات المتاحة في الداخل السوري والخارج, والاستفادة من الخبرات التي تقدمها مراكز الفكر الوطنية, ودعم الأدوار المحورية التي تقدمها الجاليات السورية في بلدان اللجوء والمهجر إلى جانب منظمات المجتمع المدني السوري, لدفع حكومات الدول لتبني مقاربات تدفع للوصول لعملية الانتقال السياسي”،
وتطرح هنا مسألة أن الإئتلاف السوري المعارض والحكومة السورية التابعة له، صاحبا ، ملفات الفساد الكثيرة التي كشف جزء منها، وكيف تم تسخير الدعم الذي تلقته مؤسسات الإئتلاف والحكومة المؤقتة، لمصالح شخصية للمسؤولين عن الكيانين، وملايين الدولارات التي سرقت برعايتهما، هم أبرز المشاركين في الندوة بشخصيات مسؤولة في الكيانين.
وتطرقت التوصيات في بندها الرابع إلى “تعزيز دور المرأة والشباب في العمل الوطني وضمان تمثيل النساء في سائر مجالات الشأن العامّ، بما في ذلك مؤسسات قوى الثورة والمعارضة”
وهنا أيضاً تكمن المشكلة في الإئتلاف السوري وحكومته المؤقتة بأنهما يدعمان الميليشيات السورية المتطرفة، التي فرضت على النساء في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، الفكر المتطرف، وكيف أن الجهاديين الأكثر تطرفاً يعيشون في هذه المناطق بحماية الفصائل العسكرية التابعة للإئتلاف، وهي ذاتها التي أرسلت الشباب السوري كمرتزقة للقتال من أجل تركيا في أذربيجان وليبيا، وفق تقارير لمنظمات حقوقية، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة.

الدعوة لخطاب سوري جامع كمادة سحرية

وأوصى المشاركون في الندوة في البندالسادس بـ” العمل على صياغة خطاب وطني جامع، ودعم الجهود التي تبذلها مؤسسات الإعلام السورية فيما يسهم في محاربة خطاب الكراهية والتمييز، ويُعرِّف بالقضية السورية، وتعزيز العلاقة الشبكية بين كافة القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والمجتمعية، وحشد الطاقات الوطنية، وتعزيز الحوار المجتمعي، وتوسيع دائرة التحالفات الإقليمية والدولية بما يخدم القضية السورية”
في وقت يعتبر فيه المشاركون جزءاَ من المشكلة وأن المؤسسات الإعلامية المحسوبة على الخط السياسي الذي يمثلونه، والمدعومة من الدولة الراعية للندوة تنشر خطاب الكراهية، وتدعم الميليشيات والجماعات المتطرفة والجهادية في سوريا.
وجاء في البند الثالث عشر “العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود، وعدم تسييسها، ورفض المحاولات التي يبذلها نظام الأسد وداعموه لاحتكار إيصال المساعدات، وحشد الجهود الدولية لتحسين أوضاع اللاجئين والنازحين، وتحقيق حل سياسي يضمن العودة الآمنة والطوعية والكريمة إلى بيوتهم وتوفير شروط هذه العودة، بما في ذلك وقف عبث النظام وحلفائه بالتكوين الديموغرافي السوري”، في الوقت التي تقوم بها الميليشيات التابعة للكيانات السياسية المشاركة الندوة وبدعم من تركيا وقطر بعمليات تغيير ديمغرافي في المناطق التي تحتلها تركيا، ودعمتها قطر سياسياً ومالياً في ذلك.
ولم ينس المشاركون شكر “قطر” وما أسموها “الدول الشقيقة والصديقة التي تساند قضية الشعب السوري وتستضيف الملايين من أبنائه المهجَّرين” في إشارة لتركيا، التي تقوم بترحيل السوريين قسراً إلى سوريا، وتاجرت بقضية اللاجئين السوريين لابتزاز الدول الأوربية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد