تكاليف الغذاء تهدد مستقبل الرياضيين وحياة المرضى في مناطق سيطرة النظام

يواجه عدد من الرياضيين في مناطق سيطرة النظام السوري من مشاكل تعيق تقدمهم الرياضي، حتى أن بعضهم قرر ترك الرياضة بشكل كلي وعدم التفكير بالاحتراف لما تكلفه من أجور ضخمة هذه الأيام على الأقل بالنسبة لمستوى الغذاء، لا يستطيع تسديدها إلا قلة قليلة.

وتظهر تلك الصعوبات بوضوح في العاب رياضية تحتاج لكميات كبيرة من الغذاء، كرياضة كمال الأجسام أو رفع الأثقال، خاصة أنها تحتاج لنمط غذائي محدد يحوي على كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية والكربوهيدرات.

ويقول “شافي” لـ”الاتحاد ميديا”، أن “مستواه الرياضي تراجع جداً ونقص وزنه لحدود كبيرة، بسبب نقص الغذاء الذي يحتاجه لممارسة هذه اللعبة (كمال الأجسام)، وبدأ يفكر جدياً بالانسحاب من هذه الرياضة بعد أن كان ينوي التحضير لبطولة محلية”.

ويشرح الكابتن “منير” لـ”الاتحاد ميديا” عن احتياجات اللاعب الأساسية من الغذاء يومياً للتقدم في مثل هذه الرياضة، مبيناً أنا أي لاعب يحتاج وسطياً لمبلغ 450 ألف ليرة شهرياً، للحصول على غذاء متكامل يقلل من نسب الدهون ويرفع من الكتلة العضلية.

ويتابع الكابتن “منير” قائلاً “يحتاج أي لاعب لنسب محددة من البروتين حسب الوزن والطول والاستجابة العضلية وغيرها، ولتحقيق هذه النسب يجب تناول غذاء محدد كالتونة وسفن الفروج والبيض واللبن وبعض الفواكه والمكسرات”.

واستطلعت “الاتحاد ميديا” عن سعر بعض السلع التي يحتاجها الرياضيون، إذ تبين أن سعر علبة التونة وصل لأكثر من 3500 ليرة سورية (دولار تقريباً).

 بينما وصل سعر كيلو سفن الفروج لأكثر من 16 ألف ليرة سورية (5 دولار تقريباُ)، أما ثمن البيضة الواحدة فوصل لـ 500 ليرة سورية، ويحتاج اللاعب وسطياً لـ 10 قطع من البيض يومياً ما يعادل 5 آلاف ليرة سورية.

ويؤكد “منير” أن “تكلفة شراء المكملات الغذائية أصبحت أوفر بكثير من الاعتماد على الغذاء الطبيعي، بالرغم من أن المكملات تعتبر مضرة نوعاً ما وأقل فائدة من الغذاء الطبيعي”.

الوجبات الصحية والحميات الغذائية

مشكلة ارتفاع أسعار الأغذية الصحية لا تواجه لاعبي الرياضة فقط، وإنما تواجه أصحاب الحميات الغذائية من المرضى والمصابين بأمراض تحتاج لنمط غذائي معين أيضاً، كمرضى السرطان أو السكري أو الذين يعانون من نقص تغذية أو فقر دم.

وتقول “سهى” لـ”الاتحاد ميديا”، أن إصابتها بمرض السكري تسببت بمصاريف وأعباء مالية إضافية من الصعب تحملها، وخاصة أنها تحتاج لنمط غذائي معين لتحافظ على صحتها وتمنع استفحال المرض.

وتقوم الحمية التي تتبعها “سهى”، على الفواكه والخضراوات بشكل أساسي، ولا تستطيع تناول الخبز الأبيض أو الوجبات الدسمة والنشويات كتعويض.

وتبين “سهى” أن تكلفة الوجبات الصحية التي تتناولها تصل لحدود 300 ألف ليرة شهرياً (حوالي 90 دولار تقريبا)، مع العلم أن راتبها الشهري كمعلمة في المرحلة الإعدادية لا يتجاوز 120 ألف ليرة سورية (35 دولار تقريباً).

وتضيف صاحبة ال 42 عاماً، أنها لا تستطيع الاستغناء عن تلك الوجبات المكلفة، لأنه من الصعب تعويضها بأغذية أقل ثمناً وقد تلحق بصحتها الضرر.

وتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بدفع أعداد إضافية من سكان مناطق سيطرة النظام السوري لتحت خط الفقر، ويعاني نحو 84 % من السوريين، من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير صدر عام 2021 لبرنامج الأغذية العالمي.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد