قال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية، سلمان بارودو، اليوم الثلاثاء، أن سبب ارتفاع سعر السماد في المنطقة يعود لـ:” ارتفاع سعره عالمياً، واستيراد الإدارة الذاتية للأسمدة لعدم وجود معامل للأسمدة في مناطقها”.
وتابع “سلمان بارودو” للاتحاد ميديا، :”السعر الذي حددناه أقل من سعر الدول المجاورة، ومن الطبيعي أن يرفع ذلك من تكلفة الإنتاج”.
وأضاف حول تسعيرة الإدارة الذاتية لشراء القمح من المزارعين “سيتم وضع التسعيرة المناسبة بعد دراسة تكلفة الدونم الواحد، ووضع هامش ربح معقول للفلاح”.
وأكد بارودو تلكؤ إدارة المحروقات بعدم توصيل قسم من الدفعة الأولى من المازوت، أي دفعة الإنبات، إلى أصحاب الاستحقاق”، مشيراً إلى “توزيعها على معظم الفلاحين أصحاب الزراعات المروية”.
وأوضح بارودو أنه:” عقد اجتماع مع إدارة المحروقات والاتفاق على توزيع الدفة الثانية خلال منتصف شهر شباط/ فبراير الجاري، بعد إعطائهم المساحات المروية التي تم إحصائها من قبل لجان الزراعة”.
وخصصت الإدارة الذاتية مبلغ 200 مليون دولار لشراء الحبوب بمختلف أنواعها للموسم الزراعي للعام الجاري، وفق ما كشف “بارودو” للاتحاد ميديا.
وأشار تقرير مالي للإدارة الذاتية إلى أن نفقات الإدارة الذاتية لشراء الحبوب خلال عام 2021 بلغ أكثر من 127 مليون دولار.
وحول خطط الإدارة الذاتية للتعامل مع أي طارئ قد يسبب انخفاضاً في انتاج القمح، قال “بارودو” أن:”مديريات الزراعة في كافة المناطق وضعت خطة لدعم الزراعات المروية وفق الإمكانات المتاحة”، مضيفاً أن “الإدارة الذاتية ستؤمن مادة الطحين بكل السبل وفق الإمكانات المتاحة”.
صعوبات مستمرة
تستمر الصعوبات أمام المزارعين بمناطق شمال وشرقي سوريا في الموسم الزراعي للعام الحالي، وتزداد مخاوفهم مع استمرار انحسار الأمطار والغلاء المستمر في أسعار المواد الأولية من بذور وأسمدة وأدوات الإنتاج.
قال مصطفى 41 عاماً من سكان مدينة قامشلو للاتحاد ميديا، أن “القلق يلازم المزارعين منذ بداية الموسم ووضع البذار في الأرض”، منوهاً إلى “ارتفاع سعر البذار إلى مليون و200 ألف ليرة سورية للطن الواحد، نحو (337) دولاراً” وفق تسعيرة الإدارة الذاتية.
وأضاف مصطفى “شراء البذور من الأسواق الحرة يكلف مليون و900 ألف ليرة، وهذا أكثر مما حددته الإدارة الذاتية التي وزعت البذور بسعر أقل شريطة تعهد المزارع ببيع محصوله لها وليس للمراكز التابعة للنظام السوري”.
وتابع مصطفى :”الإدارة الذاتية تأخرت في توزيع المازوت المخصص للمزارع والذي حددت سعره بـ 85 ليرة للتر، وهذا دفع الكثيرين منا إلى شراء المازوت عبر الطرق الخاصة بسعر 410 ليرات، وهذا زاد من مصاريفنا السنوية”.
وأشار مصطفى إلى:” إنّ أسعار الأسمدة أيضاً وارتفاعها إلى 650 دولاراً للطن الواحد، بعد أن كان سعر الطن الواحد 450 دولاراً.
وأبدى “مصطفى” مخاوفه من “ازدياد تكاليف الإنتاج في ظل ارتفاع أجور الآليات والأيدي العاملة، وألا يغطي المحصول ما تم صرفه خلال العام”.
ونوه “مصطفى” إلى أن “النظام السوري بصدد تحديد سعر القمح بنحو 2200 ليرة للكيلو”، مشيراً أن “السعر النهائي لم يحدد بعد ولكن يتم تداول هذا السعر حالياً بين المزارعين”.
ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية
بلغت مساحة الأراضي الزراعية لمحصولي القمح والشعير لهذا العام حوالي 3 مليون و200 ألف هكتار، منها أكثر من 300 ألف هكتار مروي، وفق إحصائيات هيئة الاقتصاد والزراعة.
ووفق تقديرات هيئة الاقتصاد والزراعة لنسبة الأمطار فقد بلغت في جميع مناطق الإدارة الذاتية نحو 21% بحساب نسب جميع المناطق، وهي نسبة أقل بكثير ما تحتاجه الأراضي الزراعية لتكملة دورة إنتاجها.
وتبلغ المساحة المزروعة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية ما نسبته 35% من مجمل المساحات المزروعة في سوريا، وتعتبر هذه المناطق السلة الغذائية لسوريا لما تنتجه من محاصيل زراعية مختلفة وخاصة القمح والشعير.
وقدرت وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري مساحة الأراضي الزراعية بالقمح والشعير في محافظة الحسكة فقط والتي تضم مدن “قامشلو، عامودا، ديرك، درباسية” بحوالي 958 ألف هكتار لعام 2020.