الفصائل الموالية لتركيا تختطف عدداً من أهالي عفرين

شهدت مدينة عفرين وبعض المناطق التابعة لها خلال اليومين الماضيين سلسلة من عمليات المداهمة والاختطاف من قبل الفصائل الموالية لتركيا، طالت عدداً من أهالي عفرين.

وأخذت الفصائل ذريعة العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً لاختطاف المواطنين والمطالبة بمبالغ مالية لقاء الإفراج عنهم.

واختطفت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية الموالية لها صباح اليوم الأربعاء “محمود رشيد عبدو 34 عاماً” من منزله بحي عفرين القديمة واقتادته إلى جهة مجهولة.

ووجهت “الشرطة العسكرية” تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية إلى “محمود رشيد”، وهو من أهالي قرية “كمروك” التابعة لناحية “ماباتا/ معبطلي” بعفرين.

وداهمت عناصر من فصيل “الجبهة الشامية” الموالي لتركيا أمس الثلاثاء عدداً من المنازل الواقعة على طريق “ترندة” بحي الأشرفية.

واعتقلت خلال عمليات المداهمة “محمد محمد أحمد 36عاماً” من أهالي قرية “داركريه” التابعة لناحية “ماباتا/ معبطلي”، بتهمة تشكيل خلايا نائمة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وفق مواقع ونشطاء محليين.

وأقدمت الشرطة العسكرية ومسلحين من “جيش النخبة” الموالي لتركيا على اعتقال مواطنين اثنين من قرية “شيخونكة” التابعة لناحية “معبطلي” بريف عفرين.

واقتادت الفصائل الموالية لتركيا المواطنين “احمد حنان رشو 54 عاما” و”منان سعيد شيخ سيدي 40عاماً” قبل يومين من منزلهما، ولا يزال مصيرهما مجهولاً، وفق ما أعلنت منظمة حقوق الإنسان- عفرين.

وأشارت مصادر محلية إلى اعتقال مواطنين اثنين آخرين من أهالي قرية “كمروك” بتهمة تنفيذ نوبات حراسة ليلية في زمن الإدارة الذاتية سابقاً.

وطالبت الشرطة العسكرية التابعة لتركيا أهالي المعتقلين بدفع فدية مالي قدرها 1500 ليرة تركية (نحو 110دولار) عن كل شخص مقابل الإفراج عنهم، بعد أن اقتادتهم إلى مقرها بمركز ناحية “معبطلي”.

انتهاكات تطال المستوطنين والمنظمات الإغاثية

صادرت الشرطة العسكرية الموالية لتركيا اليوم الأربعاء كميات من المواد الإغاثية العائدة لمنظمة “شفق” التركية لصالح أحد زعمائها المدعو “أبو رياض حمادين”.

وأشارت مواقع ومصادر محلية إلى أن الشرطة العسكرية رفضت دخول شحنة الإغاثة إلى عفرين عبر إحدى حواجزها إلا بعد الحصول على كمية من الحصص، وبعد رفض المنظمة ذلك، صادرت الشرطة العسكرية نحو 300 سلة غذائية، يقدر سعر السلة الواحدة بنحو 100 دولار.

واعتقل فصيل “الملك شاه” المدعو “نضال الشبلي” وهو مستوطن قدم من الريف الجنوبي لحلب ويقطن في بناء عائد لمهجّري عفرين، بتهمة التعامل مع “قناة إخبارية على تطبيق تيليغرام”، وفق ما أفاد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سرويا.

وأشار مركز التوثيق إلى أن اعتقال “الشبلي” جاء بعد رفضه طلب القيادي في فصيل “الملك شاه” المدعو “نبيل الكن” بإخلاء البناء الكائن في ناحية “شران” بعفرين وتسليمه للفصيل.

انتهاكات منذ 2018

وتشهد مدينة عفرين والمناطق التابعة لها انتهاكات مستمرة بحق السكان الأصليين من قبل الفصائل العسكرية المدعومة من أنقرا منذ احتلالها لهذه المناطق في آذار/ مارس 2018.

وتشمل الانتهاكات القتل والاختطاف والابتزاز بدفع مبالغ مالية وفرض إتاوات، وغيرها من الانتهاكات التي تستهدف الآثار وقطع الأشجار، ما يتسبب مزيداً من التهجير للسكان الأصليين، وفق منظمات حقوقية.

واختطفت الفصائل الموالية لتركيا خلال شهر شباط/ فبراير الجاري أكثر من 9 اشخاص بينهم امرأة، وفق إحصائيات لمركز توثيق الانتهاكات.

وأشار المركز أن عدد المختطفين منذ بداية العام الجاري بلغ نحو 54 شخصاً ممن وثّقت أسمائهم، مشيرة أن العدد الفعلي أكثر من ذلك نظراً لرفض بعض العائلات الإفصاح الإدلاء بمعلومات عن أبنائها خوفاً من الفصائل المسلحة.

ووثّقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” اعتقال 584 شخصاً بمنطقة عفرين خلال عام 2021، بينهم 46 امرأة، و16 طفلاً، في تقرير نشرته في 11 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ولفتت المنظمة إلى أن هذا العدد هو لمن تمكنت من الوصول إليهم وتوثيقهم، في حين العدد الفعلي هو أكثر من ذلك، نظراً لأنها لم تستطع الوصول إلى جميع الحالات التي تعرضت للاعتقال.