“قسد” تستنكر تصريحات ممثل اليونيسيف في سوريا

استنكرت قوات سوريا الديمقراطية تصريحات ممثل منظمة اليونيسيف في سوريا “بوفيكتور نيلوند لصحيفة نيويورك تايمز، وكذلك البيان الرسمي لليونيسيف نفسه حول وضع المراهقين المرتبطين بداعش، لما اعتبرته قسد “يحتوي معلومات غير دقيقة ومخالفة للحقائق، وتناقض كبير وغير مهني”.

وأوضح مكتب العلاقات لـ “قسد” خلال بيان له نُشر أمس الثلاثاء، إن “المراهقين المرتبطين بداعش لم يكونوا في مركز الاحتجاز القديم عندما زارتهم اليونيسيف بل كانوا في مركز آخر، لخروج المركز القديم عن الخدمة بسبب العمليات العسكرية”، مشيراً إلى أن “السيد نيلوند رأى ذلك بنفسه”.

وأضاف مكتب العلاقات أن “نهج تجزئة المشكلة، وعدم معالجتها ككل هو نهج شخصي وغير مقبول، لأن معظم الدول التي لديها مواطنون على دراية بجميع التفاصيل المتعلقة بعملية نقل المراهقين”.

ونوه إلى أن نقل المراهقين كان “نتيجة حالة الطوارئ التي شكلت تهديداً للسلم والأمن المحليين وتسببت في نزوح أكثر من 30 ألف مدني ومقتل العشرات من مقاتلينا لحماية السكان والمنطقة، والحفاظ على سلامة هؤلاء المراهقين”.

ولفت مكتب العلاقات إلى “الصورة المسربة للمراهقين والتي قدمتها اليونيسيف لصحيفة النيويورك تايمز”، وذكر إنها كانت “عبارة عن مهجع مؤقت وُضع فيه المراهقين لأن المهاجع الرئيسية كانت تخضع لعمليات ترميم وإعادة تأهيل أثناء الزيارة”.

وأفاد مكتب العلاقات أن “الصورة اُلتقطت أثناء أداء المراهقين صلاة الجماعة في فترة ما بعد الظهر، ولا تعكس الصورة وضع المراهقين داخل مركز الاحتجاز”.

وأكد مكتب العلاقات لـ “قسد” في بيانه “حصول المراهقين داخل مركز الاحتجاز على ثلاث وجبات رئيسية يومياً، ومياه نظيفة، وتوفير الرعاية الصحية لهم من قبل الطاقم الطبي لمركز الاحتجاز”.

وأشار مكتب العلاقات إلى أن “وصول ممثلي الجهات الإنسانية (المنظمات الدولية غير الحكومية) إلى المراهقين داخل المعتقل لتقديم الدعم كان متاحًا منذ بداية عام 2020 حتى تعرض المركز لهجوم مسلح من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، وتوقفت لأسباب أمنية بحتة تتعلق بحالة الطوارئ”.

وتابع البيان أن “وصول المنظمات الإنسانية النشطة إلى مركز احتجاز المراهقين سيتم تفعيله بمجرد استقرار الوضع الأمني ​​وانتهاء التهديدات الإرهابية، واستئناف برامج إعادة التأهيل كما هو مخطط لترحيل هؤلاء الأطفال إلى بلدانهم الأصلية ودمجهم في المجتمع”.

ونبه مكتب العلاقات إلى أن “طلب الدعم وحشد المساعدة من الدول والجهات المعنية والدعوة لإنهاء أزمة المراهقين المرتبطين بداعش الذين تقطعت بهم السبل في شمال وشرق سوريا لا ينبغي أن يتم بتزوير الحقائق أو تشويه جهود قوات سوريا الديمقراطية لأنه أمر مخزٍ”، لافتاً إلى أن ذلك “يتعارض مع أساسيات العمل الإنساني في نظام مثل نظام الأمم المتحدة ويضر باليونيسف”.

وأثنت “قوات سوريا الديمقراطية” في بيانها على ” دور جميع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية على تدخلها السريع والاستثنائي في أصعب الظروف، لتلبية الاحتياجات الأساسية وتوفير الرعاية الصحية للمراهقين داخل مركز الاحتجاز”.

زيارة “اليونيسيف”

وزار وفد من “اليونيسيف” سجن الصناعة بمدينة الحسكة في 6 الشهر الجاري بعد أيام هجوم عناصر من تنظيم داعش على السجن، وإعادة السيطرة عليه من قبل قوات وسوريا الديمقراطية والقوى الأمنية في 26 الشهر الماضي.

وتألف الوفد من مدير مكتب اليونيسيف في سوريا “بوفيكتور نيلوند”، ومديرة مكتب اليونيسيف في قامشلو “ناتاشا ستويكوفسكا”.

ودعا ممثل “اليونيسيف” في سوريا “بوفيكتور نيلوند” خلال تصريح له في اليوم نفسه إلى “الإفراج الفوري عن الأطفال في سجن غويران وجميع مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا، وتسليمهم إلى الجهات الفاعلة في مجال الأطفال”.

وأشار “بوفيكتور” إلى أن “اليونيسيف تدرك الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لتحقيق الاستقرار في الوضع داخل السجن وخارجه. إن العمل المبذول لتقييم حالة الأطفال دعم رعايتهم وحمايتهم لا يقدر بثمن ويجب أن يستمر”.

وأكد “بوفيكتور” في تصريحه “استعداد اليونيسيف للمساعدة في دعم إيجاد مكان جديد آمن في شمال شرق سوريا لرعاية الأطفال الأكثر هشاشة والذين لا تتجاوز أعمار بعضهم 12 عاماً”.

وأضاف “لا يجوز أبداً احتجاز الأطفال بسبب ارتباطهم بجماعات مسلحة. يجب دائماً معاملة الأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة والمجندين من قبلهم كضحايا للنزاع”.

وأعرب ممثل “اليونيسيف” في سوريا عن “استعداد اليونيسيف تسهيل العودة السريعة والمنهجية للأطفال الأجانب وإعادة دمج الأطفال في سوريا في مجتمعاتهم المحلية الأصلية”.

ولفت “بوفيكتور” إلى أن “بالنسبة للأطفال الذين تقطعت بهم السبل في شمال شرق سوريا، كل يوم مهم”، مشيراً على أن “الوتيرة التي تتم بها حالياً إعادة الأطفال العالقين في شمال شرق سوريا إلى أوطانهم وإعادة إدماجهم، بطيئة جداً، وهذا غير مقبول”.

الهجوم على السجن

وشنّ عناصر من تنظيم “داعش” مساء الـ 20 الشهر الجاري هجوماً على أحد البوابات الخارجية لسجن الصناعة بحي “غويران” عبر سيارة مفخخة.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي انتهاء الأعمال القتالية في سجن الحسكة ومحيطها، واستسلام جميع عناصر داعش.

وكشفت “قسد” في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي عبر بيان حول نتائج هجوم عناصر داعش على سجن الصناعة أن قواتها “تحركت بحساسية عالية وتحلت بصبر طويل وأناةٍ حيال التعامل مع الأوضاع، وهذا ما جعل العملية تأخذ وقتاً إضافياً”.

وأوضحت أن ذلك “من اجل ألا يلحق الأذى والضرر بأرواح ومنازل المواطنين في الحسكة، وكذلك لحماية الأطفال (أشبال الخلافة) المتواجدين في السِّجن، ولأنَّ مرتزقة “داعش” استخدموهم “كدروع بشريّة”.

وأضافت بأن الهجوم الأخير “طرحت مجدداً قضية الإسراع في محاكمة ومقاضاة إرهابيي داعش، عبر تشكيل أساس محكمة دولية”.

ونبهت “قسد” إلى أنه “كلّما تأخّر إيجاد الحلول لهذه القضايا والمسائل وتنفيذها على أرض الواقع، كُلّما استفاد تنظيم داعش الإرهابيّ منه”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد