انخفاض ثمن العقار وأرقام “فلكية” للإيجار في مناطق سيطرة النظام السوري

تشهد مناطق سيطرة النظام السوري، ارتفاعاً مستمراً بإيجارات المحال التجارية والمنازل والغرف السكنية، مقابل انخفاض واضح بثمن وقيمة العقار المالية عند عرضه للبيع.

ويختلف إيجار العقار التجاري أو السكني بين المحافظات وبين منطقة وأخرى حسب تصنيفها وكثافتها السكنية، لكن بعض الإيجارات وصلت لأرقام وصفها السكان بـ”الفلكية”.

وقال أحد أصحاب المكاتب العقارية في اللاذقية، لـ “الاتحاد ميديا”، أن “أسعار المنازل والشقق السكنية انخفضت بالمقارنة مع قيمة إيجارها الشهري”، مبيناً أن “إيجارات المنازل والمحال التجارية تضاعفت عدة مرات منذ حوالي السنة، بينما انخفض ثمن العقار بشكل عام”.

وأوضح صاحب المكتب العقاري، أن أسباب انخفاض سعر المنازل هو كثرة عروض البيع، وخاصة عند المُلاك الذين يحضرون لسفر أبنائهم للخارج، بينما أسعار الإيجارات ازدادت بسبب قلة العروض وكثرة الطلب وخاصة من قبل طلاب الجامعات”.

ووصل إيجار بعض الشقق السكنية في مدينة اللاذقية في مناطق كـ”الزراعة والأوقاف والمشروع السابع” إلى أكثر من 600 ألف ليرة سورية شهرياً (ما يعادل 170 دولار تقريباً)، وأغلبهم يطالب بالإيجار بشكل سنوي.

أما في دمشق، التي تتفوق عن باقي المناطق السورية بأسعار منازلها ومحالها وحتى إيجاراتهم، فلا يوجد سعر ثابت أو واضح، حيث تصل أسعار بعض المنازل السكنية إلى ملياري ليرة سورية، مثل مناطق “المالكي أو أبو رمانة”، (ما يعادل 600 ألف دولار أميركي تقريباً).

ووصل ثمن المنزل الصغير في ريف دمشق، كمناطق صحنايا أو جديدة عرطوز البلد، لأكثر من 350 مليون ليرة سورية (أي ما يعادل 100 ألف دولار أميركي تقريباً).

البيع للهرب والنجاة

انخفاض أسعار المنازل والمحال التجارية، جاء بعد كثرة العروض المطروحة بالسوق، وخاصة في المدن الصغيرة التي لا يوجد فيها نشاط تجاري أو سكاني كبيرة، كمدينة مصياف مثلاً.

ويقول “مهدي”، أحد سكان مدينة مصياف، أن “أسعار المنازل انخفضت بنسبة 40% عن سعرها الأصلي تقريباً، وبعضها انخفض عن سعر تكلفة بنائه واكسائه”.

ويشير “مهدي” لـ”الاتحاد ميديا”، أن “الثمن الحقيقي لمنزله يبلغ 150 مليون ليرة سورية، بالنسبة لموقعه ومساحته، أما اليوم فهو مستعد لبيعه 100 مليون ليرة سورية، بقصد دفع تكاليف سفر ابنه للخارج بعد أن طلبه النظام السوري للالتحاق بالخدمة الإلزامية”.

أما “نهى” التي ورثت عن أبيها قطعة أرض في مدينة جبلة، “باعتها فورياً بحوالي نصف سعرها الحقيقي”، وفقاً لما قالت لـ”الاتحاد ميديا”.

وتشرح “نهى” عن سبب بيعها لقطعة الأرض بهذا الشكل قائلةً، “تراكمت الديون علينا بشكل كبير مؤخراً، وخاصة بعد سفر ابني العام الماضي للدراسة الجامعية في دمشق، ولم يتبقى لدي خيار إلا البيع ليكمل تعليمه”.

وتسبب الانهيار الاقتصادي الحاصل في مناطق سيطرة النظام، بانضمام مئات الآلاف من الأسر السورية لدائرة الفقر وخطر الجوع، وفقاً لتقديرات أممية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد