دعا عدد من الناشطين في مدينة السويداء، للخروج بمظاهرة كبيرة، يوم غد لجمعة، احتجاجاً على الظروف الاقتصادية والوضع المعيشي الذي يعيشه سكان مناطق سيطرة النظام السوري، وسط تأهب واستنفار لقوات النظام ضمن المحافظة.
وأفادت مصادر محلية من مدينة السويداء للاتحاد ميديا، أن” عدداً من المحتجين خرجوا اليوم أنا مقام “عين الزمان، ومن ثم اتجهوا إلى وسط المدينة، لكن الاحتجاج لم يدم كثيراً، وسط دعوات لتجديد التظاهرة غداً وبأعداد أكبر”.
وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع إرسال النظام السوري لدفعة ثانية من التعزيزات الأمنية والعسكرية، وهي عبارة عن باصات نقل كبيرة تحوي عناصراً من أجهزة المخابرات العسكرية والجوية، بالإضافة لسيارات مزودة برشاشات متوسطة.
وقالت مصادر محلية من المدينة، أ:” أغلب التعزيزات جاءت من العاصمة دمشق ومن مدينة درعا، وتوزعت التعزيزات على النقاط العسكرية والحواجز وأفرع الأمن، وسط مخاوف لدى النظام السوري من استفحال الاحتجاجات وتوسع رقعتها”، وفقاً لناشطين.
نظرية المؤامرة من جديد
تحدثت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري عن تقارير استخباراتية روسية تفيد بأن أميركا تشجع على الاحتجاجات الشعبية في سوريا.
وجاء توظيف هذه التقارير الاستخباراتية بسياق المؤامرة المنظمة التي تستهدف “الدولة السورية”.
وزعمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، وجود مخطط من الاستخبارات الأميركية لتوجيه خلايا نائمة للمتطرفين في مدينة دمشق والمنطقة المتاخمة لها وكذلك في محافظة اللاذقية.
وأردفت: “تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة بما في ذلك في الحسابات الناطقة باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع”.
ونقل موقع “RT” عن نائب مدير مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم، “أوليغ جورافليوف” قوله “تفيد المعلومات الواردة بأن زعماء العصابات المسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة في أراضي محافظات حمص ودمشق ودرعا والسويداء”.
السويداء والنظام السوري
غابت قوات النظام عن محافظة السويداء لعدة سنوات، في الوقت الذي أعطت صلاحياتها الأمنية لمتنفذين داخل المدينة، ولم تعط أي أهمية لملاحقة بعض المجموعات المسلحة التي تمتهن الخطف والسرقة.
ويُرجع ناشطون حالة الفلتان الأمني لمخابرات النظام السوري، وميليشيات تعمل لصالح شعبة المخابرات الجوية وقوات “الدفاع الوطني”، والتي تقوم بتجنيد أفراد من المدينة ومدهم بالسلاح والمال والنفوذ الأمني، مقابل تنفيذ عمليات الاعتقال أو الخطف داخل المدينة.
وغالباً ما تكون عمليات الاختطاف بهدف تحصيل فدية مالية، وإما لأهداف أُخرى كأعمال انتقامية بسبب الولاء والانتماء السياسي.
وشهدت السويداء في حزيران/يونيو 2020 عودة للتظاهرات السلمية داخل المدينة، التي دعت لإسقاط النظام، وتحسين الواقع الاقتصادي لسكان المحافظة، تحت مسمى “بدنا نعيش”.
لكن قوات النظام سرعان ما تدخلت عبر حملة اعتقالات طالت قياديين في الحراك، وسعت للتفاوض مع رجال الدين الدروز من المدينة، للتوصل إلى اتفاق ووعود بتحسين الظروف الاقتصادية للسكان.
يذكر أن مظاهرات “بدنا نعيش” التي حدثت عام 2020 تزامنت مع تحركات فورية لخلايا داعش بريف السويداء، الأمر الذي اعتبره سكان المدينة “تلويحاً من قبل النظام بعودة نشاط داعش واستهداف المحافظة مجدداً في حال استمرت التظاهرات”.