جامعة الفرات تعلق العملية الامتحانية في الحسكة

علقت رئاسة جامعة الفرات تعليق العملية الامتحانية بمحافظة الحسكة اعتباراً من يوم غد السبت، وفق ما أعلن رئيس الجامعة “طه الخليفة”.

وأعلنت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام السوري تعليق العملية الامتحانية في كافة الكليات والمعاهد التابعة لجامعة الفرات في محافظة الحسكة.

وبررت “وزارة تعليم النظام قرارها نتيجة الأحداث التي شهدتها مدينة الحسكة في 20 الشهر الماضي وهجوم عناصر داعش على سجن الحسكة.

وادّعت وزارة تعليم النظام أن “قوات سوريا الديمقراطية استهدفت مباني كليات الهندسة المدنية والزراعية والاقتصاد والمعهد التقاني الهندسي، ونقل الموجودات في تلك المباني.

وزعمت إن “قسد” منعت طلاب كلية الهندسة الزراعية والكادر الإداري والتدريسي من الدخول إلى مبنى الكلية لإجراء الامتحانات.

وطالبت وزارة النظام تسليم “إدارة فرع الجامعة، وكليات الهندسة الزراعية والمدنية والاقتصاد، وكافة التجهيزات والأثاث والفرض والوثائق، مع تأمين مباني بديلة لتسليمها لفرع الجامعة وتقديم كافة التسهيلات فيما يخص العملية التدريسية في هذه الكليات”.

وقال “االخليفة” لتلفزيون النظام السوري أنهم قدموا حزمة من المطالب لعودة الطلاب إلى هذه الكليات منها “تسليم المقرات القديمة، السماح لدخول فريق عمل من الجامعة للدخول وتقييم الوضع، والحفاظ على ما تبقى من المستلزمات الموجودة”.

وشهدت محافظة الحسكة هجوماً لعناصر من تنظيم داعش على سجن الصناعة في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وتحصن عدد من عناصر التنظيم في مباني الكليات القريبة من السجن، ما جعلها هدفاً لنيران طائرات التحالف حتى استسلام مقاتلي “داعش”.

وألحقت عمليات القصف أضراراً كبيرة بعدد من الكليات والأقسام الرئيسية داخلها، بالإضافة لرئاسة فرع الجامعة.

أستاذ سابق في جامعة الفرات يتوقع عودة الطلاب إلى الكليات في وقت قريب

وتوقع الأستاذ السابق في جامعة الفرات، الدكتور فريد سعدون، أن الأمور ستذهب” باتجاه الحل في وقت قريب وعودة الطلاب إلى الكليات بعد إعادة ما يتعلق بالكليات من لوازم ومعدات وتنظيف المباني المتضررة من الأنقاض والمتفجرات”.

وأشار سعدون في تصريح للاتحاد ميديا إلى:” خضوع مسألة الجامعة للتجاذبات السياسية والعسكرية بين الإدارة الذاتية والنظام من جهة، وبين الإدارة الذاتية والجماعات الإرهابية من جهة اخرى، وتكرر على مدى السنين”.

وقال سعدون أن:” مسيرة هذه الجامعة في الحسكة حافلة بالمشاكل، وأكثر من مرة تعرضت لتأجيل الامتحانات وإغلاق الكليات وعدم وصول الطلاب الى الكليات، وكل هذا كان يؤثر على العملية التعليمية في الجامعة”.

وحول قرار رئاسة جامعة الفرات تعليق العملية الامتحانية في كلياتها، أشار “سعدون” إلى أن هذا القرار مرتبط بالأحداث الأخيرة التي شهدها سجن غويران الشهر الماضي، وهي مسألة إرهاب واشتباكات عسكرية وقصف وتدمير للكليات”.

وأضاف سعدون “هذا الأمر مؤكد سيؤدي لإغلاق الجامعة لكن كان من المفترض انتهاء الأمر بانتهاء العمليات العسكرية وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي”.

وأوضح سعدون أن “كلية الاقتصاد والهندسة ورئاسة الجامعة وبعض المدرجات تعرضت للتدمير فكان من الصعب الدوام بشكل سلس وطبيعي في كلية الاقتصاد والهندسة المدنية وكان من الممكن ننقل الطلاب إلى الكليات الأخرى”.

وتابع “سعدون” كلامه: “المكان الطبيعي الذي كنا ننقل إليه الطلاب أثناء الأزمات في منطقة الجنوب، كان كلية الهندسة الزراعية وكلية طب الأسنان في المنطقة الشمالية، لكن الاسايش هناك منعت دخول منعت الطلاب والهيئة التدريسية من دخول الكلية”.

ولفت سعدون إلى أن هذه المسألة لم تعد متعلقة بالإرهاب والاشتباكات، بل بالصراع السياسي بين الإدارة الذاتية والحكومة، ما اضطرت رئاسة الجامعة إلى تأجيل الامتحانات لحين تسوية الأمر بين الإدارة الذاتية ورئاسة الجامعة”.

وأشار سعدون إلى أن هذا القرار هو مؤقت لوجود تجارب سابقة، حيث يتم إغلاق الجامعة لفترة محددة إلى أن يسوى الأمر بين الطرفين”.

وعن بعض المقترحات الرامية لنقل الجامعة بشكل نهائي إلى دمشق أو دير الزور، استبعد “سعدون” ذلك معللاً ذلك أن “دير الزور أيضاً ليست أحسن حالا من الحسكة، كما أن قسم كبير منها يقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية، وهنا أيضاً يمكن للإدارة الذاتية أن تمنع الطلاب من الوصول إلى الجامعة إذا أرادت ذلك وتضع حواجز على الطرق ومنع الطلاب من دخول مدينة دير الزور والأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، وبالتالي نفس المشكلة ستتكرر هناك”.

واقترح سعدون أن يكون هناك “اتفاق رسمي بين الإدارة الذاتية ورئاسة الجامعة يتم بموجبه تحييد الجامعة عن هذه الصراعات، والاتفاق على آلية محددة وإدارة محددة لحماية الجامعة”.

جامعة الفرات

تأسست جامعة الفرات بمدينة دير الزور في تموز/ يوليو 2016 وتضم 25 كلية منها 8 كليات و4 معاهد تابعة لها موجودة بمحافظة الحسكة، ولها فرع آخر بمدينة الرقة.

وبلغ عدد الطلاب في الكليات الموجودة بمحافظة الحسكة في العام الدراسي الحالي نحو 30 ألف طالب وفق إحصائيات صادرة عن موقع الجامعة الالكتروني.

وشهدت مدينة الحسكة أحداثاً عسكرية منذ بداية الثورة السورية سببت بإغلاق كليات الجامعة بالمدينة وتوقفها عن العمل لفترات وجيزة.

وأوقف محافظ الحسكة في 2018 التعليم في كليات محافظة الحسكة بعد مطالبة الإدارة الذاتية بخضوع العملية التعليمية في المحافظة لهيئة التربية التابعة لها، قبل أن تعود وتفتتح أمام الطلاب بعد توقف مطالبات الإدارة.

ونشبت خلافات حادة بين اتحاد الطلبة الديمقراطيين التابع للإدارة الذاتية، واتحاد الطلبة التابع للنظام السوري في جامعة الفرات بالحسكة حول من يسير أمور الطلبة وإدارتها، ما سبب بتوقف العملية التعليمية عدداً من الأيام.

وأغلقت الكليات “الآداب، التربية، الاقتصاد، الهندسة المدنية” المتواجدة في الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة، بشكل كلي بعد سيطرة تنظيم داعش وفصائل مسلحة تابعة لجبهة النصرة على تلك المناطق في 2015، ونقل طلاب هذه الكليات إلى الكليات الواقعة شمالي المدينة “الحقوق والزراعة”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد