دعى مجلس سوريا الديمقراطية، قادة الحراك الشعبي في السويداء جنوبي سوريا، إلى قيادة مسيرتهم بأنفسهم وعدم السماح لأي طرف كان بحرفها عن مسارها السلمي.
ولفت مجلس سوريا الديمقراطية، عبر بيان، أمس السبت، انه “يقف إلى جانب الحراك الثوري في السويداء ويتابع تطوراته عن كثب”.
منبهاً “إلى خطورة الأوضاع في السويداء”، ويعبر “عن مخاوفه الكبيرة إزاء استغلال السلطة في دمشق للأجواء الدولية، خصوصاً في توقيت ينشغل فيه العالم بالأزمة الروسية – الأوكرانية، ويحسبها فرصة لقمع الحراك الثوري السلمي هناك، من دون وجود أي حسيب أو رقيب.
مؤيداً لاحتجاجات أهالي السويداء وخروجهم في (تظاهرات سلمية) مطالبين (بالحرية والكرامة وتحسين الظروف المعيشية)، على الرغم من (القبضة الامنية القمعية لسلطة دمشق).
ومضى بيان مجلس سوريا الديمقراطية بالقول، إن “ثورة الحرية والكرامة لم تتوقف، فالأمل كان مرافقاً لها في كل لحظة، بالرغم من الانتكاسات التي تخللت مسيرتها خلال العقد المنصرم، مازالت الروح تبعث فيها وتتجدد اليوم في سويداء القلب النابض بصوت جميع السوريين”.
واعتبر البيان ان الثورة “انحرفت عن مسارها حين سيطر عليها الإسلام السياسي، ولاحقاً التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة، وما تفرع عنهم من فصائل مرتزقة يأتمرون بأوامر الاحتلال التركي وأجنداته”.
لافتا إلى إن “جميعهم خدموا بقاء نظام الاستبداد لأن مبتغاهم هو الوصول إلى السلطة وليس الحصول على حقوق الناس العادلة”.
واعتبر مجلس سوريا الديمقراطية ان ما يجري اليوم من حراك شعبي في السويداء “هو إحياء للثورة”، بالقول: “تلك الثورة التي تهيب بلقمة العيش الكريم وتحفظ كرامته”.
مشدداً ب أن “هذا الحراك تحدٍ جديد في وجهة سلطة الاستبداد وبرهان آخر بأن ثورة الحقوق لا تموت”.
واختتم البيان بمطالبة المجتمع الدولي وروسيا “إلى ردع السلطة في دمشق عن ارتكابها أية مجازر، ومحاسبتها عن أي انتهاك يتعرض له أهلنا في السويداء، ودفعها لطاولة الحوار، وإبرام الحل السياسي كونه المفتاح الوحيد لإنقاذ الشعب والبلاد، واستقرار المنطقة”.
محاولات النظام ل”لصق” أجندات خارجية بمظاهرات السويداء
واستجاب أهالي محافظة السويداء لدعوات التظاهر التي أطلقها ناشطون خلال الأيام الماضية، للخروج بتظاهرة كبيرة تمت يوم الجمعة، شملت أعداد كبيرة من المتظاهرين بينهم طلاب جامعات، وسط اتهامات من قبل النظام السوري وأجهزته الإعلامية بعمالة المتظاهرين وارتباطهم بمخابرات دول خارجية.
وقال أحد الناشطين ممن شاركوا بالتظاهرات الأخيرة في السويداء، لـ “الاتحاد ميديا”، “يحاول النظام السوري تشويه صورة المتظاهرين والاحتجاجات عن طريق مجموعة من الصفحات التي تديرها المخابرات السورية، وبعض الإعلاميين التابعين له”.
وأضاف الناشط “مطالبنا واضحة ومعظمها مطالب محقة تتعلق بالوضع المعيشي وكرامة الإنسان، والتحركات جميعها سلمية، ولم يحمل أي متظاهر قطعة سلاح واحدة، على عكس ما يروج له النظام”.
وتابع الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن “صفحات المخابرات السورية على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولت صوراً قديمة لأشخاص من المدينة يحملون أسلحة رشاشة وأعلاماً خاصة بالطائفة الدرزية، لكن هذه الصور قديمة وتتعلق بأحداث سابقة ومواجهات قديمة مع تنظيم “داعش”.
زعران السويداء
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وسم أطلقته مخابرات النظام السوري تحت عنوان “#زعران_السويداء”، وهو وسم اعتبره أبناء المحافظة، متقصداً ويهدف للإساءة لأبناء المحافظة بشكل عام وليس للمحتجين فقط، لكنه لم يلقى صدى خارج أسوار مخابرات النظام”.
ويقول الناشط “غياث” لـ “الاتحاد ميديا”، أن إطلاق النظام لمثل هذه التسميات على المتظاهرين متقصد، ويهدف لعزل المحافظة اجتماعياً عن باقي المحافظات، ورسم صورة أن أبناء السويداء الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم مجرد زعران”.
ويضيف “غياث”، كيف لنا أن نكون “زعران” وخرجنا بشكل سلمي للاحتجاج، وأعطينا مهلة للنظام لتنفيذ مطالبنا، التي تتعلق بكرامة الشعب بالدرجة الاولى وما ينطوي تحت ذلك من العيشة الكريمة التي لا يشوبها الذل والهوان، وذلك بناء على توجيهات من الهيئة الروحية للطائفة”.
وقال الناشط، أن المحتجين أصدروا بياناً جاء فيه أنهم أعطوا مهلة للنظام قبل العودة إلى الشارع، وبعد هذه المهلة يتم التعامل حسب معطيات الواقع”.
الجميع بالانتظار
بالرغم من استنفار النظام إعلامياً وأمنياً ومراقبته لاحتجاجات السويداء، وتخوفه من توسع رقعتها لتشمل مدناً ومحافظات بأكملها، تنتشر دعوات شعبية للخروج بتظاهرات في باقي المناطق، وسط وجود مناخ شعبي متقبل للتظاهر ومتخوف من رد فعل النظام الذي يتبع أسلوب الترهيب والتهديد.
ويقول “ماهر” المولود في مدينة صافيتا، لـ “الاتحاد ميديا”، أن “هناك مناخ شعبي داعم للاحتجاجات التي تجري في السويداء، والجميع يتمنى وينتظر حدوثها في مناطقه، لكن الخوف يسيطر حتى الآن على الجميع”.
ويشير “ماهر”، إلى أن “تعليقات السكان في جميع المحافظات على وسائل التواصل الاجتماعي واضحة وتدعم الاحتجاجات، وحتى أحاديث الناس في الشارع تؤيد الخروج بتظاهرات مطلبية”.
ويتوقع “ماهر” انتقال التظاهرات إلى باقي المناطق السورية، كون الشارع وصل لأعلى درجات الضغط والغضب، ووصل لمرحلة الانفجار”، وفق رأيه.
وتشهد محافظة السويداء، موجة احتجاجات شعبية بعد قرار رفع الدعم الحكومي عن مئات الآلاف من العائلات في مناطق سيطرة النظام.