شارك أعضاء الجالية الأوكرانية في “كولورادو” مخاوفهم من الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، مع احتمال غزو روسيا لأوكرانيا في غضون أيام، وطالبوا الولايات المتحدة بالتدخل لإنقاذ بلادهم.
وقالت “ليليا سوبيتشكو”، والتي غادرت أوكرانيا عام 2002 بحثاً عن حياة أفضل في الولايات المتحدة الأميركية، لـ CNN الأميركية: “لا نريد أن تصبح أوكرانيا مثل سوريا، نحن نشاهد التفجيرات في سوريا والفقراء والأطفال الذين قُتلوا في الشوارع جرّاء القصف، ولا نريد حدوث مثل هذا الأمر لأوكرانيا”.
وجاءت هذه التصريحات من أعضاء الجالية الأوكرانية في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحشد فيه القوات الروسية المزيد من جنودها وأسلحتها بالقرب من حدود أوكرانيا.
وذكرت الولايات المتحدة الأميركية أنّها تعمل على سحب جميع الأفراد من العاصمة الأوكرانية بحلول منتصف الأسبوع. احتشد الأوكرانيون في ولاية “كولورادو” الأميركية عام 2014 أمام مبنى الكابيتول، احتجاجاً على الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، لكنّ الخطر الآن برأي أعضاء الجالية “أكبر بكثير”، لذا قالت “سوبيتشكو”: “نخطط لتنظيم احتجاج جديد، فما تقوم به روسيا تهديد حقيقي، ونأمل تدخُّل الولايات المتحدة وبلدان أخرى لإنقاذ أوكرانيا قبل فوات الأوان”.
الموقف الأميركي من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، “جيك سوليفان”، يوم الجمعة الماضي أن واشنطن “تتوقع أن تبدأ روسيا بحملة عسكرية في أوكرانيا في أي لحظة”، مطالباً الرعايا الأميركيين في أوكرانيا “بالمغادرة الفورية طالما هناك خيارات متاحة”.
وقال “سوليفان”، إن: “الاجتياح الروسي لأوكرانيا قد يبدأ بقصف جوي يتبعه اجتياحاً برياً، داعياً جميع الأميركيين مغادرة أوكرانيا خلال 24 ساعة”.
وأشار “سوليفان”، إلى أن غزو روسي لأوكرانيا “قد يحصل أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية وليس بعدها، وهناك احتمالات كبيرة بأن يشمل الاجتياح الروسي مدنا كبيرة في أوكرانيا بما فيها العاصمة”.
وتابع “سوليفان” “مستعدون للرد على روسيا بطريقة صارمة مع حلفائنا وهذا سيشمل عقوبات اقتصادية قاسية، لن يتعزز تأثير روسيا إذا قامت بغزو أوكرانيا”.
ولفت إن “بايدن سيبقى على تواصل مع الحلفاء في حال قام بوتين بعمل عسكري، القوات التي تم إرسالها إلى أوروبا ستكون تحت تصرف النيتو عند الحاجة”.
معتبراً أن “قوات روسيا على حدود أوكرانيا وبيلاروسيا تظهر أنها في موقع يسمح لها بشن هجوم، لكن لم يردنا أي تقرير يفيد بأن بوتين اتخذ قراراً نهائياً بشأن مهاجمة أوكرانيا”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، يوم أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن “واشنطن ستغلق سفارتها في كييف وتستعيض عنها بمهمة دبلوماسية غربي أوكرانيا”.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي، “انتوني بلينكن”، إن الولايات المتحدة الأميركية تقوم “بنقل عمليات السفارة في أوكرانيا مؤقتاً من كييف بسبب التسارع الكبير في الحشد العسكري الروسي”.
ضم القرم
وصف “جون سيمبسون” محرر الشؤون الدولية في BBC عملية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014 بأنها “أسلس عملية غزو في التاريخ الحديث إذ انتهت قبل أن يدرك العالم الخارجي أنها قد بدأت”.
آنذاك حاولت الولايات الأميركية برئاسة “باراك أوباما” التحرك لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعا لاجتماع لقادة مجموعة السبعة الكبار التي تضم كل من “الولايات المتحدة الاميركية، كندا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، واليابان”.
لكن لم يردع ذلك الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن التوقيع على قرار ضم القرم رسمياً لسيادة بلاده، الأمر الذي لم تعترف به أوكرانيا ولا الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية.
وبقيت مسألة القرم محل نقاش ونقطة خلاف بين روسيا الاتحادية ودول حلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي بسطت فيه موسكو سيطرتها على شبه الجزيرة.
بدء الحرب رسمياً بين البلدين
استمر الخلاف بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا منذ ضم شبه جزيرة القرم حتى يومنا هذا، لكن بوتيرة أخف، قبل شهر آذار/ مارس من العام الماضي، حين أعلنت صفحة وزارة الدفاع الأوكرانية باللغة العربية على موقع “تويتر”، إن الحرب “بدأت رسميًا الآن مرة أخرى في أوكرانيا”.
وأعلنت حينها وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت 20 موقعاً دفاعياً للجيش الأوكراني في منطقة “دونباس” شرقي البلاد، في حين حذّرت روسيا كييف وحلف الناتو(NATO) من القيام بأي محاولة لاستعادة شبه جزيرة القرم.
وفي 26 آذار/ مارس 2021 الماضي، تصاعد التوتر مجدداً في “دونباس”، عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جراء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا.
وتصاعد السجال بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا الاتحادية، لتنشر قبل أيام وسائل إعلام تقارير عن حشود روسية على الحدود الروسية الأوكرانية، حيث تتهم واشنطن موسكو بنيتها شن عملية عسكرية ضد كييف، الأمر التي تنفيه روسيا وتعتبره “دعاية مغرضة”، حسب مسؤولين روس.