كشفت مديرية الآثار في عفرين عن تعرض تلال أثرية بمنطقة عفرين لأعمال تخريب ممنهجة تقوم بها الفصائل الموالية لتركيا بهدف الحصول على الكنوز واللقى الأثرية، معرضة بذلك هذه التلال إلى أعمال تخريب كبيرة.
ويعتبر تل “لاق” الأثري واحداً من التلال الأثرية التي رصدت مديرية آثار عفرين عمليات تخريب جرت فيها بالآليات الثقيلة من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
ويقع تل “لاق” على بعد 30كم شمال غربي مدينة عفرين، على الضفة اليسر لنهر عفرين، وتتبع إدارياً لقرية “فيرغانة” التابعة لناحية “شرا/ شران”، وفق ما أفادت مديرية الآثار.
وأشارت المديرية إلى أن صوراً للأقمار الصناعية اُلتقطت في كانون الأول/ ديسمبر 2019 تُظهر مجموعة من الأشخاص المجتمعين حول آلية ثقيلة من نوع “بلدوزر مجنزر” وهي تعمل على سفح التل، وتقوم بتدمير وتخريب الطبقات الأثرية.
وأظهرت الصور التي نشرتها المديرية تسوية سطح التل نتيجة إزالة الطبقات العليا وقلب الطبقات الأثرية رأساً على عقب، كما وتظهر الصور بحيرة “ميدانكي” في الغرب وغابة صنوبر شرقي التل، وفق مديرية الآثار.
وبحسب مديرية الآثار فإن “عمليات الحفر في التل حصلت في الربع الأخير من عام 2019 استناداً إلى صور الأقمار الصناعية التي تشير إلى اتساع مساحة الحفريات وزيادة عمقها”.
وأفادت المديرية إلى أن “صوراً التقطت في نيسان/ أبريل 2020 توضح فتح طرق في التل لتسهيل صهود ونزول الآليات”، مضيفة أنها “لا تعلم عمق هذه الحفريات والمساحات التي طالتها أعمال التخريب”.
ونوهت المديرية إلى أنها “لا تعلم شيئاً عن طبيعة المواد والقطع التي تم استخراجها من التل، وكيفية التصرف بها من قبل سلطات الاحتلال التركي، صاحبة القرار الفعلي في المنطقة منذ احتلالها”.
تخريب يطال التلال المسجلة رسمياً
وتعرض تل “سلطان” في قرية “بربوش” بدوره لعمليات حفر وتنقيب بدائية عرضته للتخريب الممنهج وفق ما نشرت مديرية الآثار في عفرين.
وأشارت مديرية الآثار إلى أن “التل سُجل في الوثائق الرسمية لمديرية الآثار السورية بالقرار 244/أ عام 1981 كتل أثري، ويحوي على مزار ديني عائد لمجلس الطائفة العلوية”.
ونشرت مديرية الآثار مقطعا مصوراً قالت عنه أنها “وثقت من خلاله ما تعرض له التل في النصف الثاني من 2019 من تخريب وتجاويف طالت طبقة الأكروبوليس من التل”.
وأكدت مديرية الآثار “تعرض التل لفعل التخريب من خلال صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها في أيلول/ سبتمبر 2019 وربطها بوثائق ومعلومات أخرى حصلت عليها ومتابعة المديرية لهذه المعلومات”.
ولفتت المديرية إلى أن نتائج صور الأقمار الصناعية تثبت “قيام سلطات الاحتلال التركي بحفريات تخريبية، ما أدت لتدمير المكتشفات والطبقات الأثرية، بالإضافة لاقتلاع العديد من الأشجار المحيطة بالضريح الديني”.
وذكرت مديرية الآثار أنها “لا تعلم ما إذا استمرت أعمال الحفر والتخريب بعد تاريخ حصولها على مقطع الفيديو”، كما أن مصادرها “تعجز عن توثيق الأحداث بشكل دوري خوفاً من تعرضهم لأشد العقوبات”.
وتمنع سلطات الاحتلال التركي السماح بدخول الوكالات والبعثات الإعلامية إلى منطقة عفرين، في انتهاك صارخ للمواثيق والاتفاقيات الدولية، وفق ما نوهت إليه مديرية الآثار في عفرين.
انتهاكات مستمرة
ووفق إحصائيات لجهات مختصة بالآثار هناك 75 تل، و28 موقع أثري بعفرين “تعرضت جميعها للتخريب والتجريف والسرقة” منذ احتلال عفرين من قبل تركيا والفصائل الموالية لها في آذار/ مارس 2018.
وسرقت تركيا أكثر من 16 ألف قطعة أثرية من المواقع الأثرية بعفرين، وفق تصريحات سابقة للرئيس المشترك لمديرية الآثار بمقاطعة عفرين، حميد ناصر.
وأقدمت الفصائل الموالية لتركيا منذ احتلالها عفرين على جرف وتخريب أكثر من 59 موقع أثري، و20 مزاراً للإيزيديين والمسلمين، وفق تصريح للناطق باسم منظمة حقوق الإنسان- عفرين للاتحاد ميديا.
وأشار المحامي إبراهيم شيخو أيضاً إلى “توسيع عمليات الحفر في معظم المواقع سواء من ناحية العمق أو المساحة المحيطة بالموقع خلال عام 2021، مثل موقع النبي هوري، وموقع مار مارون بقرية براد التي وضعت على لوائح حماية الآثار لمنظمة الأونسكو عام 2011”.
وتحوي منطقة عفرين أكثر من 80 موقعاً وتلاً أثرياً، منها 37 مسجلة لدى المديرية العامة للآثار التابعة للنظام السوري، وفق القرار 244 لعام 1981، كما تضم نحو 45 تلاً وموقعاً غير مسجل، تم إحصائه من قبل باحثين ومنظمات محلية.