تواصل مخلفات الحرب في محافظة حماة، بحصاد أرواح المزيد من الأطفال والمدنيين، وبعدة مناطق ضمن المحافظة وخاصة في الأرياف التي كانت محاور اشتباك بين عدة قوى متصارعة.
وقتل طفلين اثنين من العائلة نفسها، يوم أمس، بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بريف مدينة سلمية الشرقي، خلال رعيهما للأغنام، في قرية عقارب.
وتسبب انفجار جسم من مخلفات الحرب، في 10 شباط/ فبراير، بإصابة طفلة من مدينة صوران أثناء مرورها بالقرب من مسجد الحردان ضمن المدينة، حيث نقلت إلى المشفى لتلقي العلاج.
وفارق شاب مدني من قرية الشيخ هلال بريف مدينة سلمية حياته، بسبب انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أيضاً بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير.
وفي 7 كانون الثاني/ يناير، قتل مدنيان بانفجار عبوة من مخلفات الحرب، في منطقة طيبة الإمام بريف حماة.
وشهد العام 2021 عدة حوادث مشابهة، كان أكبرها في “ودي العذيب” بريف حماة، حيث قتل 18 شخصاً من بينهم 10 نساء، وأصيب 6 بجروح، نتيجة انفجار لغمين في المنطقة، بتاريخ 7 آذار/ مارس من العام 2021.
وتسببت مخلفات الحرب بمقتل 22 شخصاً من بينهم 5 أطفال، وجرح 31 شخصاً من بينهم 20 طفلاً، منذ بداية العام الحالي.
وبلغ عدد القتلى منذ عام 2019 حتى تاريخ اليوم، 680 قتيلاً بينهم 245 طفلاً، وفق إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورافقت العمليات العسكرية التي دارت بمختلف مناطق الجغرافيا السورية، عمليات زرع ألغام حول مناطق سيطرة كل طرف من الأطراف المتنازعة، وخاصة حول الأراضي المحيطة بالقرى والمدن لمنع عمليات التسلل أو دخول آليات عسكرية وحدوث هجوم ما.
ومع تطور الأحداث العسكرية وسيطرة فصيل ما على منطقة من المناطق أو فقدانه لمنطقة أخرى، بقيت حقول الألغام على حالها تقريباً، دون وجود خريطة عسكرية توضح أين زرعت هذه الألغام، مما يتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين كل فترة بالرغم من توقف العمليات العسكرية في بعض المناطق.
الألغام تعيق عودة الأهالي
ومنعت مخلفات الحرب عائلات كثيرة من اللاجئين والنازحين من العودة إلى منازلهم أو قراهم، وخاصة بالأرياف المهملة بمناطق سيطرة النظام، خوفاً من انفجار أي لغم أو عبوة أو قذيفة غير مكتشفة.
والتقت “الاتحاد ميديا” مع أحد النازحين في مدينة سلمية، في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، والذي أوضح أنه لم يرجع إلى قريته “الحردانة” بريف سلمية الغربي حتى الآن خوفاً من وجود الألغام، ضمن أراضيه الزراعية”.
وتابع النازح “صحيح أن وحدات الهندسة قامت بتمشيط المنطقة لكن لا يزال خطر الألغام قائماً، وخاصة أن عمليات التمشيط كانت شكلية وتخضع للمحسوبية والرشوة”.
وأشار النازح إلى أن “بعد دخول قوات النظام إلى قريته عام 2019، بدأت وحدات الهندسة التابعة للنظام بتمشيط الأراضي الزراعية لكن مقابل مبالغ مالية كبيرة، أما من لم يدفع فلم تدخل القوات أرضه حتى الآن لإجباره على الدفع أو بقاء الألغام ضمن أرضه”.
ويدعو النظام السوري اللاجئين والنازحين إلى العودة لمناطق سيطرته، دون أن يؤمن لهم أي بيئة آمنة أو مناطق سكنية بديلة عن التي دمرها، ما لم يقم باعتقالهم فور وصولهم.
يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت في تقرير لها صدر في 4 نيسان/ أبريل الماضي، أنّ عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا بلغ أكثر من 12 ألف شخص.
وأشار التقرير إلى أن ” 35% من العدد الإجمالي قتلوا نتيجة الانفجارات، و65% تعرضوا لإصابات وجروح، وبلغت نسبة الأطفال قرابة 25% من المصابين، كما تعرّض 50% من الناجين إلى بترٍ في الأطراف”.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2021، يعيش أكثر من 11.5 مليون شخصاً في سوريا، نصفهم من الأطفال، في مناطق معرضة لخطر الذخائر المتفجرة.