شهد شهر شباط الجاري ارتفاع وتيرة هجمات الطائرات المسيرة التركية على مختلف مناطق شمال وشرقي سوريا، بلغت نحو 7 هجمات، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وجرح نحو 10 آخرين.
وتوزعت الهجمات التركية عبر طائراتها المسيرة على مختلف المناطق بدأت في الأول من الشهر الجاري وحتى الـ 12 منه، آخر هجمة للطائرات، بمعدل هجمة واحد في أقل من يومين.
بدأت سلسلة الهجمات بقصف باستهداف الطائرات التركية أحد محطات الكهرباء الواقعة على طريق “سيمالكا” القديم وسط القرى “كركندال، بروج، تقل بقل” وهي محطة مغذية لعدد من الآبار وبعض القرى المحيطة بها.
وفقد أربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية حياتهم، وجرح خمسة مدنيين جراء القصف، وفق ما أعلن المركز الإعلامي لـ “قسد” في بيان لها في 1 شباط/ فبراير الجاري.
وأضافت “قسد” في بيانها “أنها لن تقف مكتوفة الأيدي” حيال هذه الهجمات، “ولن نلتزم الصمت إزاء هذه الهجمات، وسنحاسب دولة الاحتلال التركي على هذا الاعتداء السافر”.
وتعرضت قرى وحقول تابعة لبلدة “عين ديوار” لقصف تركي في الثاني من شباط/ فبراير الجاري، أسفر عن جرح شخصين واحتراق وتدمير عدد من المنازل.
وجرح أربعة أشخاص جراء استهداف مسيّرة تركية لسيارة من نوع “فان” في الثالث من الشهر الجاري بالقرب من قرية “خرزة” 14كم شرقي “درباسية” على الطريق الواصل بين مدينتي “عامودا- درباسية”، تم نقلهم لمشفى مدينة “عامودا”.
واستهدفت طائرة مسيّرة تركية مقرين عسكريين لمجلس منبج العسكري في 6 شباط/ فبراير الجاري بقرية “عرب حسن” بريف منبج.
وأفادت مصادر محلية أن قصف المسيّرات التركية لم يخلف سوى أضراراً في المباني، وذلك لقيام مقاتلي “منبج العسكري” بإخلاء الموقعين قبل عملية القصف.
وشنت مسيّرات تركية، في 7 شباط/ فبراير الجاري، هجمات عدة على عدد من القرى التابعة لمدينة “درباسية” شمال غربي الحسكة بالقرب من الحدود التركية ألحقت أضراراً بمنازل المدنيين.
وطال القصف قرى “كربشك، عاليه، بيركنيس” دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية، مسببة عمليات نزوح من تلك القرى استمرت عدة أيام حتى عاد المدنيون إلى منازلهم.
وفقد الطفل محمد علي كلاح 11 عاماً حياته وجرح ثلاثة آخرون بعد أن استهدفت طائرة مسيّرة تركية سيارة جيب بالقرب من قرية بهيرة التابعة لمدينة عامودا.
وسبب القصف خروج خط التغذية الكهربائية “الريف- تل حبش” عن الخدمة والذي يغذي 40 قرية بالكهرباء، وفق ما أفاد مصدر من دائرة كهرباء عامودا للاتحاد ميديا.
وأدانت هيئة الداخلية لشمال وشرق سوريا ما أسمتها “الجرائم التي يرتكبها النظام التركي بحق أبناء شعبنا”، وحمّلت “الداخلية” الولايات المتحدة وروسيا “كامل المسؤولية” جراء ما تتعرض له مناطق شمال وشرقي سوريا من “عدوان من قبل الدولة التركية”.
وأفاد مصدر محلي للاتحاد ميديا في 12 الشهر الجاري سقوط جريحين جراء استهداف طائرة مسيّرة تركية لأحد مراكز “الحماية الجوهرية” التابعة للإدارة الذاتية بمدينة عامودا.
دور التحالف في الهجمات
اتهمت قوات سوريا الديمقراطية قوات التحالف بـ “فتح الأجواء أمام الطائرات التركية”، وذلك عقب شن طائرات تركية غارات جوية استهدفت محطة الكهرباء في “كركندال” بريف ديرك.
وأشار بيان “قسد” إلى أن “هجمات دولة الاحتلال التركي لم تتم دون علم قوات التحالف الدولي”، مضيفة أن تركيا “تسعى من خلال صمت قوات التحالف إلى إضفاء الشرعية على هجماتها”.
وأضافت في بيان نشرته في الأول من شباط الجاري أن تركيا من أجل تحقيق مكاسب من هجمات داعش “شنت بالتزامن مع الهجوم على سجن الحسكة هجمات على تل تمر وعين عيسى ومناكق أخرى”.
وقال القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي أن الهجوم التركي “يرقى إلى مستوى إعلان الحرب، ويعرض المدنيين للخطر ويقوض قتالنا ضد داعش”.
وأضاف “عبدي” في تغريدة على موقع “تويتر” “مع تزايد تهديد الإرهاب، يتحمل شركاؤنا في التحالف جزءً كبيراً من المسؤولية لمنع مثل هذه الهجمات”.
وطالبت الإدارة الذاتية الرأي العام العالمي والتحالف الدولي وروسيا بوضع حد “للعدوان التركي”، عبر بيان نشرته اليوم الأربعاء بعد هجوم الطائرات تركية على ريف مدينة ديرك.
وذكّر بيان الإدارة الذاتية بشكل خاص روسيا وأميركا بـ “التفاهم الذي بينهم وبين تركيا بخصوص عملية وقف إطلاق النار”، معتبراً هذا “العدوان خرقاً لها”.
ولفتت قوات سوريا الديمقراطية عبر موقعها الرسمي في 10 الشهر الجاري إلى أن “قصف الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع التركية تسبب باستشهاد المئات من المدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا وتضرر الكثير من المدارس والمؤسسات الخدمية بما فيها مؤسسات المياه والكهرباء”.