اندمجت أربعة فصائل في “الجيش الوطني السوري” الموالي للتركيا، الثلاثاء، في جسم جديد باسم “حركة التحرير والبناء”.
وأعلن “فصيل أحرار الشرقية والفرقة عشرين وجيش الشرقية وقطاع الشمال في فصيل صقور الشام، عبر بيان مشترك الاندماج في جسم عسكري واحد تحت مسمى حركة التحرير والبناء”.
ويأتي هذا الاندماج الجديد “خوفاً من عقوبات قد تصل إلى التصنيف على قوائم الإرهاب”، بحسب تقارير صحفية.
ونهاية تموز/ يوليو الماضي، شملت عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، فصيل أحرار الشرقية المتهم بانتهاكاتهم لحقوق المدنيين، واعتداءاتهم الممنهجة على الكرد السوريين من خطف وقتل وتعذيب ومصادرة ممتلكات.
وجاء في بيان الخزانة الأميركية حينها، “قررنا معاقبة فصيل أحرار الشرقية الناشط في شمال سوريا، واثنين من قياديه بسبب انتهاكاتهم لحقوق المدنيين واعتداءاتهم الممنهجة على الكرد السوريين، بما في ذلك القيام بأعمال الخطف والتهجير والتعذيب ومصادرة الممتلكات والقتل”.
شخصيات تابعة للنظام وأخرى للمعارضة على لوائح العقوبات الأمريكية
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، عن حزمة جديدة من العقوبات استهدفت كيانات تابعة لأجهزة المخابرات السورية وفصيل سوري مدعوم تركياً متهم بانتهاكات وجرائم وضم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى صفوفه.
وشملت العقوبات عدة أشخاص وكيانات، بينهم آصف الدكر ومالك حبيب وأحمد ديب ووفيق ناصر، وهم من مسؤولي أجهزة الاستخبارات التابعة لدمشق، بالإضافة إلى أحمد إحسان فياض الهايس ورائد جاسم الهايس وهما قياديان في فصيل “أحرار الشرقية” الموالي لأنقرة.
وجاء في بيان الخزانة الأميركية: “قررنا معاقبة فصيل أحرار الشرقية الناشط في شمال سوريا، واثنين من قيادييه بسبب انتهاكاتهم لحقوق المدنيين واعتداءاتهم الممنهجة على الكرد السوريين، بما في ذلك القيام بأعمال الخطف والتهجير والتعذيب ومصادرة الممتلكات والقتل”.
وقال البيان: “بالإضافة إلى قيام أحرار الشرقية بتجنيد أعضاء سابقين من تنظيم داعش الإرهابي في صفوفه”.
ما قصة فصيل أحرار الشرقية؟
تأسست مجموعة “أحرار الشرقية” المسلحة عام 2016، وانبثقت من وحدة مسلحة تابعة لجماعة “أحرار الشام” في محافظة دير الزور، وفقاً لموقع “هيستوريكا”.
ووفقاً للموقع، فإن معظم مقاتلي المجموعة جاءوا من جماعة أحرار الشام وجبهة النصرة، مشيراً إلى أن عدد مقاتلي الجماعة تجاوز 2000 عنصر عام 2019.
ويعمل أعضاء الجماعة الآن بشكل لصيق في مناطق النفوذ التركي شمال وشمال غربي سوريا، وقالت مصادر محلية إن الأحرار هم من الفصائل المعنية بمنع أي تدفق عكسي للمسلحين غير السوريين إلى الأراضي التركية وتجنيد المقاتلين ممن لا يتبعون فصيلاً معيناً للعمل مع الشركات الأمنية التركية التي ترسل المقاتلين إلى وجهات خارج سوريا مثل ليبيا.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان مشترك مع وزارة الخارجية، أن “أحرار الشرقية” تسيطر على مجمع سجون كبير خارج حلب، حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018.
ولفت البيان إلى أن المجموعة استخدمت هذا السجن لتنفيذ عملية خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات تجارية ومعارضة بارزة من محافظتي إدلب وحلب.
إدانة واسعة
كانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اعتبرت تركيا مسؤولة عن الانتهاكات التي ترتكبها جماعة “أحرار الشرقية” في سوريا ضد الأكراد.
وأفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في أكتوبر 2019، بأنها تملك مقطعي فيديو يظهران “ما يبدو أنه عمليات إعدام تعسفية ارتكبت في 12 أكتوبر 2019 من قبل مقاتلين ينتمون إلى فصيل أحرار الشرقية المسلح التابع لتركيا”، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
واتهمت المفوضية مجموعة “أحرار الشرقية” أيضاً بإعدام السياسية الكردية المعروفة هفرين خلف، وحارسها الشخصي في أكتوبر 2019، وشددت على أن هذه الأعمال تعتبر “جرائم حرب”.