أعلن الجيش الأردني في بيان صحفي يوم أمس أنّ تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن “بات منظماً”، خاصة مع تكثيف المهربين لعملياتهم واستخدامهم معدات متطورة بما في ذلك طائرات مسيرة للتأكد من عملية التهريب.
وقال مدير الإعلام العسكري الأردني العقيد مصطفى الحياري في تصريح نقلته صحيفة المملكة الأردنية: “قُتل 30 مهرباً وضُبط 17357 كف حشيش وأكثر من 16 مليون حبة مخدرة منذ بداية العام الجاري، وسنستمر في التصدي للفساد ولكل ما يهدد أمن الأردن”.
وحذّر الحياري “كل من يحاول تهريب المخدرات إلى الأردن من أنّه سيموت”، وأكّد على عمل مجموعة من المحققين في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية لكشف أي محاولة تهريب تعرّض أمن الأردن للخطر.
وأضاف الحياري “من يستطيع أن يسيء للأردن سيواجه الموت ببنادق رجالنا، فالأردن يخوض حرباً غير معلنة على الحدود مع تجار المخدرات من سوريا ومن يقف خلفهم”.
وبحسب تقرير المملكة، فإنّ الخطر الأكبر الذي يواجه الأردن هو “وجود مجموعات مسلحة مرافقة للمهربين، لتوفر حماية كاملة لهم ولإدخال المخدرات إلى الأراضي الأردنية بالقوة”.
اشتباكات وعمليات تهريب خلال 2021عبر الحدود السورية الأردنية
شهدت الحدود السورية الأردنية عدة اشتباكات خلال العام الماضي، بين القوات الأردنية من جهة وتجار ومهربي المخدرات السوريين من جهة أخرى، كما أحبطت القوات الأردنية عدة محاولات تهريب من الجانب السوري باتجاه أراضيها.
وأصيب عنصران من القوات الأردنية بجروح، خلال اشتباكات عنيفة دارت على الحدود السورية الأردنية، جنوب غرب محافظة السويداء، في 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأعلنت القوات الأردنية، في 30 من كانون الثاني/ يناير من عام 2021، عن “ضبطها محاولة تسلل مجموعة من الأشخاص وتهريب كمية من المخدرات من سوريا إلى الأردن”.
وقالت السلطات الأردنية في 15 من شباط/ فبراير، إنها “أحبطت محاولة تسلل شخصين وكمية من المخدرات من سوريا إلى الأراضي الأردنية”.
وكشف الجيش الأردني عن مقتل شخصين خلال إحباط عملية تهريب مخدرات إلى أراضيه من سوريا، في 19 شباط/فبراير.
وفي 1 آب/ أغسطس الماضي أعلنت القوات الأردنية ضبط كميات كبيرة من المواد المخدّرة على الحدود السورية – الأردنية، إذ عثر الجيش على 362 ألفاً و600 حبة “كبتاغون”، و273 كفاً من مواد الحشيش المخدّر.
وأحبط الجيش الأردني، في 29 آب/ أغسطس، عملية تهريب كميات كبيرة من المخدرات كانت قادمة إلى البلاد عبر الحدود السورية.
وأفشلت القوات الأردنية، محاولة تهريب كمية من المخدرات عبر طائرة مسيرة من سوريا، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر.
وضبطت الأردن 800 ألف حبة “كبتاغون” داخل شاحنة لنقل الخضار والفواكه في معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، كانت قادمة من سوريا باتجاه الخليج العربي، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأعلن النظام السوري في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، إحباط تهريب ما يزيد على 500 كيلوغرام من حبوب “الكبتاغون” المخدرة إلى خارج البلاد، دون أن تحدد وجهتها.
وقتل 7 من مهربي المخدرات في عدة حوادث خلال عام 2021، وأصيب ما لا يقل عن 9 منهم، تم نقلهم إلى مشافي النظام السوري وخرجوا بعد تلقي العلاج دون اتخاذ أي إجراءات لتوقيفهم، وفق تقارير إعلامية.
وتعلن الأردن بشكل متواصل عن إحباط محاولات تهريب من الحدود السورية باتجاه أراضيها، بينما تغيب الرقابة من قبل قوات النظام السوري بشكل متقصد، وفقاً لناشطين.
ونشر الجيش الأردني في 12 كانون الثاني/ ديسمبر بياناً نوهت فيه، أنه “أحبط 361 محاولة تسلل وتهريب من سوريا إلى الأردن خلال عام 2021”.
وجاء في البيان أن “الجيش ضبط حوالي 15.5 مليون حبة مخدرات بأنواعها المختلفة، وأكثر من 16 ألف ورقة حشيش تزن حوالي 760 كيلوغراماً و2 كيلوغرام من الهيروين.”
وصرحت الجمارك الأردنية حينها، أنها “أحبطت محاولة تهريب 2.7 مليون حبة كبتاغون في شاحنتين قادمة من سوريا عند معبر جابر نصيب الحدود”.
مصانع الكبتاغون التي يشرف عليها النظام السوري
نشرت القناة الرابعة البريطانية مقطع فيديو لمصنع “كبتاغون” غير قانوني على الحدود اللبنانية السورية في 19 يناير/ كانون الثاني، وهو واحد من عشرات المصانع التي تنتج ملايين الحبوب تحت الأرض برعاية وإشراف النظام السوري.
ينتج المعمل الذي رصدته القناة البريطانية 600 ألف قرص من “الكبتاغون” أسبوعياً، بما يعادل نحو 3 مليون دولاراً أميركياً سنوياً، وتباع الأقراص بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، حيث يشتريها الآلاف من المدمنين، ويدفعون أكثر من 10 دولاراً للقرص الواحد.
تحصد حكومة النظام السوري والحكومة اللبنانية الملايين من الدولارات من تصنيع “الكبتاغون” وبيعه في دول الخليج، وقال أحد العاملين في تصنيع “الكبتاغون” والذي رفض الكشف عن هويته للقناة الرابعة البريطانية: “الفقر والحاجة أجبراني على المتاجرة بالكبتاغون، وأعتقد أنّ هذا السبب وراء عمل الكثيرين في تجارة المخدرات”.
وتابع: “الجرائم منتشرة في مجتمعنا بشكل كبير جداً، هناك من يقتل ليحصل على بعض الدولارات، ونحن نصنّع الكبتاغون للحصول على المال”.
وقال مكرم رباح الذي يعمل ضمن الجامعة الاميركية في بيروت للقناة الرابعة البريطانية: “حالياً جميع البلدان الواقعة تحت سيطرة حكومة إيران تُعتبر دول إنتاج مخدرات مثل سوريا ولبنان، وللأسف يستخدم النظام السوري الكبتاغون لمحاربة الخليج ولبنان”.
وذكر التقرير أنّ “النظام السوري يعمل على تهريب حبوب الكبتاغون إلى السعودية والأردن، وتركيا براً، كما يهرّب المخدرات بحراً إلى قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة، وليبيا، وبكميات أقل إلى أوروبا”.
وأشارت القناة إلى أنّ “نظام الأسد عمل بشكل مستمر على إرسال المخدرات إلى دول الخليج العربي للانتقام منهم بعد وقوفهم إلى جانب المعارضة السورية سابقاً”.
ووجهت القناة الاتهامات إلى “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام، وحمّلتها مسؤولية تجارة المخدرات في سوريا، وسخرت القناة من انتصارات الأسد مؤخراً وبأنّها ليست إلا “انتصارات فارغة”.
طرق مختلفة لتهريب المخدرات من سوريا
نشرت صحيفة الغارديان في السابع من أيار/ مايو من عام 2021، تقريراً عن تصنيع “الكبتاغون” في قلب أراضي النظام السوري، وأشارت الصحيفة إلى “شحنة الرمان” التي صادرتها السعودية في نفس العام كشفت عملية تهريب المخدرات في سوريا.
وبحسب تقرير الغارديان فخلال عامي 2020 و2021 ضبط مسؤولو الشرطة في الشرق الأوسط وأوروبا 15 شحنة من المخدرات وجميعها مصدرها سوريا.
وذكرت الغارديان أنّ الشرطة الأوروبية والاميركية دققت على محافظة اللاذقية على وجه الخصوص، وعلى الرغم من ذلك وقعت العديد من عمليات التهريب بين عامي 2019 و2020.
وصادرت اليونان 5 أطنان من “الكبتاغون” في 2019، وصادرت السلطات في دبي كمية مماثلة من “الكبتاغون” في العام نفسه، إضافة إلى ضبط أربعة أطنان من الحشيش من قبل السلطات المصرية في عام 2020 معبأة بعبوات حديدية، وجميع حالات التهريب السابقة ارتبطت بالنظام السوري بحسب الغارديان.
اعترضت السلطات الإيطالية في عام 2020 أكبر كمية من المخدرات على الإطلاق، بقيمة تجاوزت المليار دولار.
كما أعلنت الأردن والكويت خلال الشهر الحالي عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات، والقبض على تجار يحملون الجنسية السورية، على الحدود اللبنانية السورية.
النظام يبرر.. “ازدهار تجارة المخدرات سببه موقعنا الجغرافي”
بررت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الموافق لـ 26 حزيران/ يونيو، انتشار المخدرات في سوريا والتهريب منها إلى دول العالم.
وصرح مدير إدارة مكافحة المخدرات في الوزارة، “نضال جريج”، إن “سبب ازدياد عدد الأشخاص الضالعين بجرائم المخدرات، والكميات المضبوطة منها خلال السنوات الأخيرة، يعود للموقع الجغرافي لسوريا وتوسطها القارات، ما جعلها بلد عبور بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للمخدرات”.
وأرجع “جريج” الانتشار أيضًا إلى الظروف السياسية والأمنية “المعقدة” في المنطقة، “واستغلال الحدود لتنفيذ الغايات الإجرامية واستخدام المخدرات كإحدى أدوات الإرهاب الموجه الذي تتعرض له سوريا بهدف تدمير ركائز الأمن والاستقرار الوطني بها ونشر الفوضى فيها”، وفق تعبيره.