أصيب عدد كبير من الأطفال وطلاب المدارس التابعة لحكومة النظام السوري في محافظتي اللاذقية وحمص، بـ “قمل الرأس”، مما دفع ببعض الأهالي إلى منع أطفالهم من الذهاب إلى مدارسهم.
وقال أحد آباء الطلاب من مدينة اللاذقية، لـ “الاتحاد ميديا” أنه “تفاجأ بإصابة ابنه بالقمل، بالرغم من أنه يتبع إجراءات النظافة الشخصية بشكل كبير، من الاستحمام والتعقيم وغيرها”.
وتابع والد الطفل أن “العدوى أتت من المدرسة، بعد انتشار القمل وإصابة عدد من زملائه ممن يجلسون بجواره في المقعد”.
وقالت “ربى” التي تسكن في المشرفة بريف حمص، لــ “الاتحاد ميديا” أنها “اضطرت لقص شعر ابنتها الطويل، بعض استفحال إصابتها، وانتشار القمل بشكل كبير في رأسها، وانتقال العدوى لإخوتها في المنزل”.
وتؤكد “ربى” أن “العدوى التقطت من المدرسة أيضاً، بسبب وجود أطفال مصابين، نتيجة عدم الاستحمام واتباع إجراءات الوقاية والنظافة الشخصية”.
ولا تلوم “ربى” طلاب المدارس أو أهاليهم، وفق قولها، لأن تأمين مستلزمات النظافة من مياه وكهرباء وغيرها للاستحمام مسؤولية حكومة النظام وليس مسؤولية الأهالي.
وفي تقرير سابق أعدته “الاتحاد ميديا” تبين أن الازدحام في الفصول الدراسية “الشُعَب” في اللاذقية وصل إلى 70 طالباً في الفصل الواحد، حيث يجلس كل أربعة أطفال سوياً في المقعد الدراسي.
وانتقد أولياء أمور طلبة في مدارس مختلفة في أنحاء اللاذقية من عدم توفير أي وسيلة تدفئة للأطفال في ظل هذا الطقس البارد، إضافة إلى “تكديس الطلاب بجانب بعضهم البعض دون الالتزام بالإجراءات الصحية المفروضة”.
أما عن مستوى نظافة المدارس في محافظة اللاذقية فهو دون الصفر، وفقاً لوصف أولياء الأمور إضافة لشكواهم من “واقع المراحيض ودورات مياه المدارس المؤسف”، وهو ما يعرّض صحة أبناءهم للخطر.
واقع المدارس في سوريا
تفتقد مدارس النظام الحكومية للكثير من المقومات التربوية والصحية واللوجستية، وبالرغم من ذلك لا يزال النظام السوري يتباهى بفكرة “مجانية التعليم” ضمن تلك المدارس، وهي من الأفكار “الوهمية والكاذبة” التي يقدمها النظام السوري، وفقاً لما يقول الأهالي.
نشرت “اليونيسف” تقريراً في 24 كانون الثاني/يناير 2021، جاء فيه أنه يوجد في سوريا أكثر من 2.4 مليون طفل غير الملتحقين بالمدرسة، منهم 40 %تقريبًا من الفتيات.
أما الأطفال القادرون على الالتحاق بالمدارس، فإنهم يتعلمون في الغالب في صفوف دراسية مكتظة، وفي مبانٍ لا تحتوي على ما يكفي من المياه ومرافق الصرف الصحي والكهرباء والتدفئة أو التهوية، وفقاً لتقرير “اليونيسف”
ووصلت تكلفة تجهيز الطالب الواحد هذا العام، ما يقارب 300 ألف ليرة سورية أي حوالي 100 دولار أميركي، مقابل شراء القرطاسية والكتب والدفاتر والحقيبة المدرسية، واللباس المدرسي، وفقاً لتصريحات سابقة حصلت عليها “الاتحاد ميديا”، من قبل الأهالي.
وزعمت وكالة أنباء النظام “سانا” أن “أكثر من 3.6 ملايين طالب وتلميذ من مختلف المراحل التعليمية توجهوا إلى مدراسهم يرافقهم نحو 300 ألف مدرس ومعلم للعام الدراسي 2021-2022”.
وقال وزير التربية في حكومة النظام السوري، “دارم طباع” العام الماضي، أن “إجمالي عدد المدارس في سورية بلغ 13.115 مدرسة وعدد المباني المدرسية الحكومية المتضررة جزئياً ولكنها مستخدمة 11.390 مدرسة”.
في حين بلغ عدد المدارس المتضررة جزئياً ولكنها غير مستخدمة 1.218 وعدد المباني المدمرة 459 والمدارس المستخدمة لأغراض غير تعليمية (إقامة) 26 مدرسة، وفق رواية وزير تربية النظام السوري.