حواجز “طيارة” لملاحقة مطلوبين في مناطق سيطرة النظام

نشرت قوات النظام السوري حواجزاً جديدة، في عدة مناطق ومحافظات في مناطق سيطرتها، وذلك بقصد القبض على مطلوبين “للخدمة الإلزامية في صفوف النظام السوري”.

وقال أحد الشبان من محافظة طرطوس، لـ”الاتحاد ميديا”، أن “النظام السوري عاد لفكرة لحواجز والدوريات “الطيارة”، التي تقوم على مبدأ انتشار العناصر وتشكيل حاجز بشكل مؤقت وسريع لتفتيش المارة والسيارات والتأكد من أوراقهم ودفاترهم العسكرية”.

وتابع الشاب “منذ ساعات المساء بدأت عدة دوريات بالتجول ضمن الشوارع، وأقامت عدة حواجز طيارة بمختلف المناطق، على الكورنيش، وبالقرب من بناء المحافظة وبالقرب من حديقة الباسل، وبدأت بطلب هويات المارة وتحديداً الشباب للتأكد من وضعهم التجنيدي”.

وأضاف الشاب، أن “الدوريات تسببت بشل حركة المدينة فورياً بسبب وجود أعداد كبيرة من الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية والمتخلفين عنها الذين فضلوا البقاء ضمن منازلهم وعدم الخروج منها حتى مغادرة الدوريات للمنطقة”.

وشهدت عدة محافظات ومدن، حالات استنفار أمني مشابهة، حيث انتشرت دوريات مشتركة من الشرطة العسكرية والمخابرات الجوية، في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص وحماة وأريافها، وقامت بتفتيش واعتقال بعض المواطنين “المتخلفين” عن “الخدمة الإلزامية”.

الحواجز الطيارة

بدأت قوات النظام السوري بتطبيق فكرة “الحواجز الطيارة” منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بقصد القبض على المطلوبين بشكل مفاجئ، والتحقق من هوياتهم.

وتعتمد فكرة “الحواجز الطيارة” على مبدأ المباغتة والسرعة وعنصر المفاجأة، حيث يقوم عناصر الدورية بتشكيل هذه الحواجز بشكل “سريع” وفي أماكن غير متوقعة بالنسبة للمارة المطلوبين، ممن يتفادوا الحواجز الرئيسية أثناء تحركاتهم ضمن المدن والمحافظات.

وتكون أغلب هذه الدوريات مزودة بأجهزة “كمبيوتر” وسجلات وأسماء خاصة بالمطلوبين، حيث يقوم العناصر بطلب الهوية من المارة والتحقق منها (تفييشها) الكترونياً وأحياناً يدوياً، مما يتسبب بحالة ازدحام مروري في المنطقة التي يتواجدون بها.

ويقول أحد الناشطين لـ”الاتحاد ميديا”، أن “فكرة الحواجز الطيارة غير مجدية بالنسبة للنظام بشكل كبير، وخاصة أن أهالي المناطق باتوا يحذرون أبنائهم فورياً بعد تشكيل الحاجز”.

ويتابع أن “خبر تواجد مثل هذه الدوريات بات ينتشر بأي منطقة بشكل سريع، فتقل حركة المارة، وينكشف أمر الحاجز الذي يبقى ليعتمد على الصدفة والحظ السيء للمطلوبين”.

وطبق النظام السوري تكتيك “الحواجز الطيارة” مستفيداً من تجربة دوريات الجمارك التي كانت تقيم حواجزاً مشابهة على طرقات السفر والمناطق الحدودية بشكل متخفي، بين الأشجار أو تحت الجسور والمنعطفات، لتفتيش السيارات والبضائع.

التخلف عن “الخدمة الإلزامية”

يتخلف آلاف الشبان في مناطق سيطرة النظام عن “الخدمة العسكرية الإلزامية”، وذلك لأسباب مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من الأسباب.

 وتبلغ مدة “الخدمة العسكرية” في صفوف قوات النظام السوري، أكثر من 7 سنوات متتالية، وسجل بعض الأشخاص خدمة تقارب الـ 10 سنوات بين (الإلزامي والاحتفاظ والاحتياط).

ويلجأ عدد من الشباب السوري للسفر قبل مرحلة “تخلفهم العسكري”، الذي يصفونه بأنه يقضي على مستقبلهم بشكل كامل.

كما يضطر بعض الشباب لدفع رشوة مالية لقادة دوريات الشرطة العسكرية في المدن والمحافظات، ليتم غض النظر عنهم، وعدم ملاحقتهم أو اقتحام منازلهم.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد