عفرين: بناء مساجد ومستوطنات على أنقاض مزارات يزيدية

تقوم مديرية المساجد في هيئة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة للحكومة السورية المؤقتة الموالية لتركيا، وبتوجيه من رئيس حكومتها، ببناء مسجد “إبراهيم الخليل” في قرية ينديانكي بناحية جنديرس التابعة لعفرين المحتلة شمالي حلب.

وتعمل الحكومة السورية المؤقتة والفصائل المسلحة، الموالون لتركيا، إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لمنطقة عفرين منذ احتلالها عام 2018.

ولفت رئيس هيئة الاوقاف إلى أن تجهيز مسجد إبراهيم الخليل يتم العمل به ومن المتوقع يتم افتتاحه في شهر رمضان لإقامة الشعائر الإسلامية وصلاة التراويح.

بناء مساجد وتدمير مزارات إيزيدية

يتجاوز عدد المزارات الدينية الإيزيدية في عفرين ثمانية عشرة مزارًا تعرّض معظمها بشكل متعمد للتدمير أو التخريب أو لسرقة محتوياتها، فضلًا عن قطع الأشجار المقدسة، وهدم المقابر الإيزيدية.

وأظهر مقطع فيديو نشرته مؤسسة “إيزدينا” في أيار 2018 تدمير مزار “شيخ جنيد”، الذي يحظى بأهمية بالغة لدى الإيزيديين، في قرية فقيرا بريف عفرين بعد نبش القبر وسرقته.

كما أظهر مقطع فيديو آخر نشرته المؤسسة في آذار 2018 حرق “شجرة مقدسة” في قرية كفرجنة بريف عفرين مقابل “مزار هوكر” (قره جرنه).

ووثقت المنظمة تدمير مزار “الشيخ علي” في قرية باصوفان بريف عفرين في نيسان 2020، من الخارج عبر هدم أجزاء من قبته بجرافة، وذلك بعد تعرضه لسرقة محتوياته ورمي الأوساخ فيه عام 2018.

ووثّقت مؤسسة إيزدينا، عبر فريقها الميداني الذي يتولى مهمة رصد الانتهاكات في مناطق عفرين بشكل سري، تعرُّض العديد من المدنيين الإيزيديين للقتل المباشر عبر استخدام أسلحة فردية وقنابل يدوية “بدوافع دينية متطرفة”.

كما رصدت المؤسسة حالات اختطاف وقتل لنساء إيزيديات، عزتها إلى “استفزاز الإيزيديين وطرد المتبقين منهم في عفرين”، بينها مقتل الشابة الإيزيدية نرجس دادو (24 عامًا) في قرية كيمار بريف عفرين رميًا بالرصاص في تشرين الثاني 2019، والسيدة فاطمة حمكي التي قتلت داخل منزلها في حزيران 2018 بعد أن رمى عنصر من “فرقة الحمزة” قنبلة داخله، لرفضها الخروج منه وتركه لنازحين جدد.

تغيير التركيبة السكانية

يترافق ذلك مع استمرار بناء المستوطنات في ريف عفرين بشكل ممنهج ودقيق من قبل جمعيات تركية وكويتية وفلسطينية.

وقالت منظمة حقوق الانسان – عفرين أن : “جمعيات خليجية وتركية كالأيادي البيضاء والشام الخيرية والإحسان للتنمية والتطوير والرحمة الكويتية والعيش بالكرامة والهلال الأحمر القطريتين وأفاد والهلال الأحمر ووقف الديانة التركية (ديانت) التركية، تعمل في إنشاء المستوطنات بإشراف من السلطات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها”.

ويعود بناء أول مستوطنة في قرية باصوفان الإيزيدية إلى العام 2018 بعد التضييق على السكان.

ولفتت المنظمة في تقريرها، إن “الفصائل المسلحة الموالية لتركيا استولت على أرض عائدة لعبدو مستو نجار، من سكان قرية باسوطة، وقامت باقتلاع أكثر من 2000 شجرة زيتون ورمان، وبدأت بتسوية الأرض تمهيداً لبناء مستوطنة تسع لاكثر من 3500 شقة سكنية للأرامل الذين قتل أزواجهم في جبهات أزربيجان وليبيا”.

وبلغ عدد المستوطنات التي تم إنشاؤها 19 مستوطنة، أربع منها في ناحية جنديرس، وثلاث في كل من نواحي شيه وشيراوا وشران وبلبل ومستوطنتان في ناحية راجو ، ومستوطنة واحدة غرب عفرين المدينة.

ورغم التقارير الدولية والمحلية التي تحدثت عن انتهاكات واسعة لتركيا والفصائل الموالية لها منذ سيطرتها على عفرين في آذار/ مارس عام 2018، وسعي أنقرة لتغيير ديمغرافي في منطقة كردية، إلا أن تلك الدول تواصل إنشاء المستوطنات باسم دعم الثورة السورية أو إغاثة اللاجئين.

وتلجأ الجمعيات إلى بناء مستوطناتها على طول الشريط الحدودي على حساب المساحات الحراجية ويقومون بجرف الأراضي واقتلاع الأشجار كما حدث في موقع جبل شيخ محمد”.

أو يستولون على الأملاك الخاصة وذلك بالضغط على أصحاب الأراضي وإجبارهم على إخلائها.

وأعلنت تركيا بمساندة فصائل “الجيش الوطني السوري” سيطرتها على مدينة عفرين وريفها شمال غربي حلب في 18 من آذار 2018، بعد توغل الفصائل داخل مركز المدينة، وتقدمها على حساب “وحدات حماية الشعب” في عملية أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون”.

وأدى الاحتلال التركي إلى نزوح ما يزيد على 137 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ومن  أبرز الفصائل المسيطرة في عفرين: “فرقة الحمزة”، “لواء سليمان شاه”، “لواء الوقاص”، “لواء السلطان مراد”، “أحرار الشرقية”، “جيش الشرقية”، “الجبهة الشامية”، “فيلق الشام”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد