أكدت المنظمة الآثورية الديمقراطية إن خطر تنظيم داعش لا يزال قائماً، إشارة الى الأحداث التي شهدتها مدينة الحسكة، بعد هجوم خلايا تنظيم داعش على سجن الصناعة بالمدينة في الـ 20 من كانون الثاني الماضي.
وقالت المنظمة في بيان لها بمناسبة الذكرى السابعة لاجتياح تنظيم داعش القرى الآشورية في منطقة الخابور، غربي الحسكة، في 23/02/2015، إن “هذه الجريمة التي ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، استكمالاً للجرائم اقترفها هذا المسخ الإرهابي في كلٍ من سوريا والعراق وطالت المدنيين من كل المكونات، مستفيداً من حالة الفوضى المنتشرة في دول المنطقة، ومن الدعم الخفي لبعض الجهات المشغّلة، ومن تردّد المجتمع الدولي الذي تأخّر في وقف تمدّده وإرهابه المنفلت”.
واعتبرت المنظمة إنّ الوقوف على حقوق الشعب الكلداني الآشوري “يفرض على حركتنا السياسية تعزيز الشراكة والتعاون مع القوى الوطنية الديمقراطية من أجل إحلال السلام والاستقرار، وتحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يضمن بناء سوريا الجديدة التي تضمن حقوق كافة مكوناتها على قاعدة العدالة والمساواة والشراكة بين جميع السوريين”.
وارتُكبَت داعش الفظائع بحق أهالي قرى الخابور من قتلٍ وخطف وتدمير الكنائس، وأدّى ذلك تهجير غالبية أبناء القرى الآشورية، وإفراغ قرى الخابور من سكانها.
وعن هجوم خلايات تنظيم داعش على سجن الصناعة، تابع البيان “ورغم إحباط هذا الهجوم على أيدي قوات سوريا الديمقراطية بدعمٍ من قوات التحالف، فإنّ خطر هذا التنظيم الإرهابي ما يزال ماثلاً من خلال السجون المنتشرة في الأحياء المدنية حيث تحوي الآلاف من عناصره، أو من خلال العمليات المتفرقة التي يقوم بها هنا وهناك”.
ودعى البيان إلى تحرك دولي “لمعالجة وضع السجون التي باتت تشكّل قنبلة موقوتة زُرِعت بين المدنيين، وتكثيف الجهود من أجل إنهاء هذا الخطر الإرهابي ومنع انبعاثه مجدّداً”.
وأشار بيان المنظمة إلى أنه “في وقتٍ يتطلّع فيه السريان الآشوريون وعموم أهل الجزيرة إلى إرساء حالة من الاستقرار تتيح لهم تحسين أوضاعهم الحياتية والخدمية والصحية في ظل التدهور الاقتصادي المستمر. نجد أنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تسعى إلى عسكرة مظاهر الحياة، وتغليب اعتباراتها العسكرية”.
وطالبت المنظمة الآثورية الديمقراطية قوات سوريا الديمقراطية “بالتوقف الفوري عن حفر المزيد من هذه الأنفاق، والاستيلاء على منازل المدنيين بالقوة، وإخلاء الأقبية التي تمت السيطرة عليها خلافا لإرادة مالكيها”.
وأضاف البيان “وذلك من خلال الاستمرار في حفر الأنفاق والخنادق في المناطق السكنية في تل تمر وقرى شعبنا في الخابور وفي معظم مدن وبلدات الجزيرة”.
واعتبرت المنظمة الآثورية الديمقراطية عبر بيانها إنّ “هذا الإجراء وبغض النظر عن الأضرار التي يلحقها بممتلكات المواطنين، فإنّ حفر الأنفاق في الاحياء السكنية ووضع اليد على الاقبية والمنازل وتحويلها الى مراصد ومراكز لإطلاق النار، من شأنه أن يعرّض حياة السكان المدنيين للخطر”.
وأشارت إلى إن “الأمر الذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربعة، الذي يحظر تعريض المدنيين والأعيان المدنية للقصف والاعتداء”.
اختطاف وإفراغ للقرى الآشورية
واجتاح تنظيم داعش في الـ 23/02/2015 القرى الآشورية الواقعة على سرير نهر الخابور غرب الحسكة وصولا لبلدة تل تمر، واختطف حينها ما بين 140 إلى 150 آشورياً من أهالي تلك القرى.
وتسبب هجوم داعش على قرى الآشوريين من هجرة غالبية سكانها إلى دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وكندا واستراليا.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد التنظيم من تلك المناطق بعد أيام شهدت معارك عنيفة بين الجانبين.
وبعد نحو 10 أشهر من اختطاف داعش لأهالي تلك القرى، أفرج التنظيم عنهم بوساطات عشائرية ودينية وبعد دفع فدية عن كل شخص وصلت لل 50 ألف دولار أميركي.