أكد البيت الأبيض أن “جنود روس يحتجزون موظفي منشآت تشرنوبل كرهائن”، معربة عن شهورهم “بالغضب” من هذه التقارير، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض “جين بساكي”.
ووصفت “بساكي” عملية أخذ الرهائن بـ “غير قانونية”، محذرة من أن ذلك “يمكن أن تقلب جهود الخدمة المدنية الروتينية المطلوبة للحفاظ على مرافق النفايات النووية وحمايتها”.
وأشارت “بساكي” أن البيت الأبيض “يدين ذلك ويطالب بالإفراج عنهم.
“إعلان الحرب ضد أوربا”
وحذر الرئيس الأوكراني “فلوديمير زيلينسكي” أمس الخميس من سيطرة القوات الروسية على محطة “تشرنوبل” النووية عبر حسابه على موقع “تويتر”.
وقال إن “قوات الاحتلال الروسية تحاول الاسيلاء على محطة تشرنوبل”، مضيفاً أن هناك “من يدافع عنا بأرواحهم حتى لا تتكرر مأساة عام 1986″، واصفاً هذه العملية بـ “إعلان الحرب ضد أوربا بأكملها”.
وذكرت وزارة الخارجة الأوكرانية عبر حسابها على “تويتر” كارثة “تشرنوبل” في عام 1986، وأضافت في تغريدتها “إذا واصلت روسيا الحرب، يمكن أن تحدث تشرنوبل مرة أخرى في عام 2022”.
لا أضرار على المفاعل
ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافائيل ماريانو غروسي” إلى “أقصى درجات ضبط النفس” مؤكدة عبر بيان لها أمس الخميس حرصها “على عدم تعرض المنشآت النووية في أوكرانيا لأي ضرر”.
وأضاف “غروسي” في بيانه “تماشياً مع تفويضها، تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التطورات في أوكرانيا عن كثب مع التركيز بشكل خاص على سلامة وأمن محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت ذات الصلة بالطاقة النووية”.
وأشارت الوكالة في بيانها إلى أن “أوكرانيا أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قوات مسلحة مجهولة سيطرت على جميع منشآت المؤسسة الحكومية المتخصصة في مفاعل تشرنوبل للطاقة النووية الواقعة داخل المنطقة المحظورة”. ولفتت إلى أن “الجهة المنظمة للطاقة النووية في أوكرانيا نقلت لهم إن محطات الطاقة النووية تعمل بأمان وسلامة ولم يحدث دمار أو إصابات”.
مفاعل تشرنوبل
تقع محطة “تشرنوبل” للطاقة النووية على بعد 108كم شمالي العاصمة “كييف”، ويعتبر طريقها هو الأقصر بين “بيلاروسيا” والعاصمة “كييف” ما يزيد من أهمية سيطرة الروس عليها.
وسبب خطأ أثناء عملية اختبار الأمانة في المحطة في 26 نيسان/ أبريل 1986 موجة انفجار كيميائية بعد 7 ثوان فقط من اختبار قطع الكهرباء عن المفاعل، وصلت تأثيراته إلى معظم دول أوربا وحتى شرق الولايات المتحدة، وفقاً لتقارير للأمم المتحدة.
وأدت قوة الانفجار إلى كارثة طبيعية وبشرية أثّرت على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفييتي- التي كانت تضم بيلاروسيا وأوكرانيا أيضاً- ومقتل 31 شخصاً على الفور، بالإضافة إلى تعرض أكثر من 600 شخص من المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف لجرعات عالية من الإشعاع.
ووفقاً لتقارير رسمية تعرض ما يقرب من 8 ملايين و400 ألف شخص في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا للإشعاع، بواقع 155 ألف ك م2 من الأراضي التابعة للبدان الثلاثة.
ورحَلت الحكومة السوفيتية خلال أشهر قليلة بعد الحادثة أكثر من 346 ألف شخص من المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل، إلى مناطق غير ملوثة.
ورغم إنكار “الاتحاد السوفييتي” برئاسة “ميخائيل غورباتشوف” للحادثة ومحاولة التكتم عنها، إلى أن هول الكارثة لم يدع مجالاً للإنكار، ما دفعت سلطة “غورباتشوف” إلى طلب المساعدة لإنعاش “تشرنوبل” في عام 1990.
ووفقاً للتقديرات فإن نحو 100 ألف شخص لقوا حتفهم جراء كارثة “تشرنوبل” سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر إصابتهم بأنواع مختلفة من السرطان نتيجة تعرضهم للتلوث الكيميائي.