أصدرت اللجنة المنظّمة لـ حراك السويداء الشّعبي السّلمي، اليوم الجمعة، بياناً حدّدت فيه مطالب المتظاهرين من حكومة النظام السّوري في السّويداء وبلداتها.
وقُرأ البيان أثناء التظاهر، اليوم الجمعة، أمام مقام عين الزمان، دار طائفة الموحدين الدروز، في مدينة السويداء.
وحدّد البيان مطالب المتظاهرين بـ: “دولة مدنية عادلة بدون تمييز حزبي أو طائفي أو عرقي وبدون احتكار للسلطة، دولة قانون ومؤسسات لا دولة فساد واستبداد”.
وطالب المتظاهرون بـ: “الكشف عن مصير المعتقلين حسب القوائم وعرضهم على القضاء النزيه ومتابعة ملف المفقودين ومعرفة مصيرهم”.
ودعا المتظاهرون إلى فتح ملفّ الفساد ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وإعادة المال المنهوب إلى خزينة الدّولة، ورفض رفد الخزينة من مال الشعب.
وحث المتظاهرون في مطالباتهم على “إلغاء البطاقة الذكية وتأمين كافة حقوق المواطن السوري وفق الدستور لتحقيق العيش الكريم وتأمين جميع متطلباته، وإلغاء الموافقات الامنية للبيوع العقارية والوكالات، وإلغاء الرسوم الجمركية، ورفع القوة الشرائية للمواطن السوري وضبط الاسعار بما يتناسب مع دخل المواطن، ودعم المزارعين لتمكينهم من استثمار أراضيهم وفق خطط مدروسة للنهوض بواقع الإنتاج الزراعي”.
كما أشار المتظاهرون إلى ضرورة منع والتصدي لظاهرة انتشار المخدرات في المجتمع، ورفض تحويل السويداء إلى ممر لـ المخدرات إلى دول الجوار.
وكان منظمو الاحتجاجات في السويداء، قد دعوا، يوم أمس الخميس، إلى وقفة احتجاجية غداً الجمعة أمام عين الزمان دار طائفة الموحدون الدروز، وسط مدينة السويداء، لقراءة مطالب الحراك.
وقال منظمو الحراك في منشورٍ على صفحتهم على “فيس بوك “انتظرونا غداً الساعة ١١ من أمام مقام عين الزمان، لإعلان قرارات الحراك الشعبي الوطني”.
بيان شيخ العقل حكمت الهجري
وقبل يومين أصدر شيخ العقل لدى الطائفة الدرزية، “حكمت الهجري”، بياناً رسمياً دعم من خلاله الحراك السلمي والاحتجاجات التي يقوم بها أبناء السويداء، ضد النظام السوري.
وجاء في البيان “فلنكن كلنا من صغيرنا إلى كبيرنا مكافحين لكل فساد بعد أن استشرى وأصبح ثقافة عامة، وقبل أن يسري في عروق الأجيال القادمة”.
وقال الشيخ “الهجري” في البيان “نحن في حصار خارجي.. نعم، ولكن الحصار الداخلي بحكومة سيئة كان الأصعب والأعنف فصار عيشنا بارتكاباتهم أقسى، ليتركوا في صدورنا آلاما متكررة تتزايد حدتها، ولا نستطيع التعامل معهم كأبناء كما نتعامل مع الغزاة الغرباء”.
واعتبر الشيخ “الهجري” أن “الحكومة تجاوزت حدود البنوة بالإساءة إلى أهلهم وإراقة كبريائهم واذلالهم والجور عليهم بحجة تحصيل حقوق للدولة، مما يوجب أن نصرخ في وجههم، ونشكوهم للأعلى منهم”.
وأضاف البيان “ليتنحّ كل عاجز عن أداء مهامه دون أن يكذب ويتملق ويستخدم المصطلحات الرنانة لتبرير تقصيره، فقد ملّ الشعب الخطاب والتبريرات، وإننا نحتاج للصادقين المخلصين لبناء الوطن، نحتاج أن نصرخ ونجاب”.
وتابع الشيخ “حكمت الهجري” في بيانه مخاطباً حكومة النظام السوري، “اتركوهم يصرخون، يعبرون، عن أوجاعهم كي يسمعهم الكبار بصدق الوجع لا كما يصوره حماة الفساد، فلم نكن يوما أعداءً للوطن”.
وأشار الشيخ “الهجري إلى أنه “لا يوجد في شعبنا معارضون للحق، بل يوجد شعب يريد أن يعيش الحياة بما يتيسر من خير وطنه دون منية من أحد ودون إذلال، فليخرج أحد من كبار الدولة، وليصدق القول دون تبرير تقصير أحد”.
ودعا البيان أيضاً “لعيش كريم تحت سقف دولة العدل والقانون، وتنحي كل من قصّر بواجبه ودوره دون أن يعامل من يصرخ بطلب حقه بالقوة”.
تظاهرات السويداء
وخرج العشرات من أهالي محافظة السويداء بعدة تظاهرات ضد حكومة النظام السوري، احتجاجاً على قرارات رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وجاءت التظاهرات بالتزامن مع إرسال النظام السوري لتعزيزات أمنية وعسكرية إلى المحافظة، وهي عبارة عن باصات نقل كبيرة تحوي عناصراً من أجهزة المخابرات العسكرية والجوية، بالإضافة لسيارات مزودة برشاشات متوسطة.
وجاءت أغلب التعزيزات من العاصمة دمشق ومن مدينة درعا، وتوزعت التعزيزات على النقاط العسكرية والحواجز وأفرع الأمن، وسط مخاوف لدى النظام السوري من استفحال الاحتجاجات وتوسع رقعتها.
وشهدت السويداء في حزيران/يونيو 2020 عودة للتظاهرات السلمية داخل المدينة، التي دعت لإسقاط النظام، وتحسين الواقع الاقتصادي لسكان المحافظة، تحت مسمى “بدنا نعيش”.
لكن قوات النظام سرعان ما تدخلت عبر حملة اعتقالات طالت قياديين في الحراك، وسعت للتفاوض مع رجال الدين الدروز من المدينة، للتوصل إلى اتفاق ووعود بتحسين الظروف الاقتصادية للسكان.
يذكر أن مظاهرات “بدنا نعيش” التي حدثت عام 2020 تزامنت مع تحركات فورية لخلايا داعش بريف السويداء، الأمر الذي اعتبره سكان المدينة “تلويحاً من قبل النظام بعودة نشاط داعش واستهداف المحافظة مجدداً في حال استمرت التظاهرات”.