قالت الأمم المتحدة أن “أعداد الأشخاص من السوريين الذين بحاجة للمساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الحرب”، داعيةً إلى توسيع نطاق برامج التعافي المبكر، جنباً إلى جنب مع العمل المنقذ للحياة”.
وصرحت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ووكيلة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، في أول إحاطة لها أمام مجلس الأمن، خاصة بسوريا، إن 14.6 مليون سوري يعتمدون على المساعدات هذا العام”.
وتابعت أن “هذ النسبة أعلى بحوالي 9 % عما كان عليه العام الماضي، و32 % أكثر من العام الذي سبقه”.
وبينت “مسويا” أن “مقتل المدنيين مستمر إذ قتل نحو 40 مدنياً في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، كما تستمر الأعمال العدائية وتخريب البنى التحتية، مثل المستشفيات والمدارس ومرافق المياه”
انعدام الأمن الغذائي
وصنفت “مسويا” خلال الإحاطة في مجلس الأمن، سوريا من بين أكثر عشر دول معاناة بالعالم، على سبيل انعدام الأمن الغذائي، مبينةً أن 12 مليون شخص يعانون من انعدامه.
وصرحت أن “لا يزال الاقتصاد السوري يشهد مزيداً من التدهور، ويزداد الغلاء بشكل مستمر، ويجوع الناس”، مبينةً أن “حلال العام الماضي تضاعفت تكلفة إطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر، وبتناول أبسط العناصر الغذائية فقط”.
وتنفق العائلة السورية الآن في المتوسط 50 % أكثر مما تكسب، ويتعين على لعائلات من أجل تدبير أمورها، اقتراض المال من دون أمل كبير في سداد هذه القروض” وفقاً للمسؤولة الأممية.
وأضافت “هذه الحالة تجبرهم على اتخاذ خيارات صعبة، كإخراج الأطفال، وخاصة الفتيات، من المدرسة، إذ ارتفعت معدلات زواج الأطفال”.
وتابعت “مسويا” أن “الأسر التي تعيلها نساء، وكبار السن الذين ليس لديهم دعم عائلي ، والأشخاص ذوي الإعاقة ، والأطفال هم من يتأثرون بشكل غير متناسب”
ونوهت المسؤولة الأممية إلى أن “خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2022 أوشكت على الانتهاء”، وتوقعت “مسويا” أن “يتم توجيه ما يقرب من ربع إجمالي النداء نحو زيادة المرونة والوصول إلى الخدمات الأساسية، وهي زيادة كبيرة على العام الماضي”.
وأكدت المسؤولة الأممية على أن الأمم المتحدة “تعمل على تكثيف برامج التعافي المبكر لهذا العام”، مشيرة إلى أن السكان في سوريا “عانوا لوقت طويل، وهم يستحقون مستقبلاً أفضل”.
أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر
قدّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن.
وكشف “برنامج الأغذية العالمي في شباط/ فبراير 2021 عن بيانات تفيد بأن 12.4 مليون سوري، أي ما يقارب 60% يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وأشار تقرير “نقاط الجوع الساخنة” الصادر عن “منظمة الأغذية والزراعة FAO” و”برنامج الأغذية العالمي “WFP” أن سوريا من بين 20 دولة حول العالم، وهي “بؤر جوع ساخنة”.
وأعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ “مارتن غريفيث” تخصيص 25 مليون دولار لدعم عمليات الإغاثة في سوريا.
واعتبر “غريفيث” أن هذه الخطوة التي أتت في سياق إفراج الأمم المتحدة عن 150 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، تمثل “شريان الحياة لملايين الأشخاص المحاصرين في أزمات نقص التمويل”.
ووجّهت منظمة الصحة العالمية WHO نداءً طارئاً لتوفير 257.6 مليون دولار “لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في سوريا”، وفق بيان نُشر على الموقع الرسمي للمنظمة.
وأشارت المنظمة أن النداء يهدف إلى “الحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية بما يشمل الاستجابة لكوفيد- 19 وتقديم الخدمات المنقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن”.
وذكرت “الصحة العالمية” أن “13.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و12.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة الصحية، من بينهم 4 ملايين نازح و1.33 مليون طفل دون الخامسة”.