استخدم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن يدين غزو بلاده لأوكرانيا يوم أمس، بعد أن صوت أحد عشر عضواً لصالحه وامتنعت ثلاث دول عن التصويت، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.
ومع نقض قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان يستهدف روسيا، لن تتمكن اللجنة المسؤولة عن حماية السلام الدولي والحفاظ عليه من العمل، حيث أدان القرار الذي كتبته وقدمته الولايات المتحدة الأميركية وعشرات من حلفائها الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعا موسكو إلى سحب قواتها على الفور، وتأمين وصول آمن لعمال الإغاثة الإنسانية.
وبحسب وكالة اسوشيتد برس صوتت دولة عضواً في مجلس الأمن الدولي لصالح القرار، وامتنعت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت، واستخدمت روسيا حق النقض الذي تتمتع به كأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس لمنع هذا القرار.
وقالت السفيرة الأميركية في مجلس الأمن ليندا غرينفيلد: “يمكن لروسيا استخدام حق النقض، لكن لا يمكن لها استخدام حق النقض ضد أصواتنا، لا يمكنها نقض الحقيقة ونقض مبادئنا، والاعتراض على الشعب الأوكراني”.
ولكن السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا نفى أن تكون روسيا قد استهدفت البنية المدنية في أوكرانيا، وشكر الدول الثلاثة التي امتنعت عن التصويت، وقال: “من الصعب علينا التنافس مع الولايات المتحدة الأميركية بالغزو”، وذكّر بالتوغل العسكري الأميركي في العراق عام 2003.
بلدان امتنعت عن إدانة روسيا في مجلس الأمن
لم يكن امتناع الصين عن التصويت مفاجأة، فلطالما اتبعت الصين نهجاً واضحاً من أي صراع يحدث، وطالبت الصين بإيقاف التوترات واحترام السيادة، لكنّها رفضت إدانة روسيا، وذلك بحسب اسوشيتد برس.
وقال سفير الصين ، تشانغ جون: “على خلفية الجولات الخمس المتتالية لتوسيع الناتو، ينبغي إيلاء الاهتمام لتطلعات روسيا الأمنية المشروعة ومعالجتها بشكل صحيح، ويجب أن تكون أوكرانيا جسراً بين الشرق والغرب، وليس بؤرة للمواجهة بين الدول الكبرى”.
أما امتناع الهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت فكان مفاجأة كبيرة، وبررا ذلك بأنّ هذا القرار سيغلق الباب أمام حل دبلوماسي للصراع.
وانتهى اجتماع المجلس بالسفير الأوكراني، سيرجي كيسليتسيا ، الذي طالب بالوقوف دقيقة صمت للصلاة من أجل السلام وتكريم أولئك الذين ماتوا أو قد يموتون خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال كيسليتسيا: “أدعو السفير الروسي للصلاة من أجل خلاصنا”، وتلت تلك الدقيقة تصفيقاً كبيراً من الحاضرين في اجتماع مجلس الأمن.
ردّ الناتو على غزو روسيا لأوكرانيا
وصف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ تحركات روسيا بأنها “عمل حربي وحشي” وأكد صباح الخميس أن التحالف العسكري سيدافع عن “كل شبر” من أراضيه إذا هاجمت روسيا دولة عضو.
على الرغم من الحرب المستمرة والخسائر المتزايدة ، لم يرسل الناتو أي قوات إلى أوكرانيا، وبدلاً من ذلك عمل على تعزيز جناحه الشرقي، بحسب صحيفة Time.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي سابق في 24 شباط/فبراير: “لا خطط لدينا لنشر قوات الناتو في أوكرانيا، وبدلاً من ذلك قمنا بزيادة تواجد قوات الناتو في الجزء الشرقي من الحلف”.
وبعد ساعات من إعلان الناتو عن خططه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لن يرسل أي قوات إلى أوكرانيا، وللولايات المتحدة حوالي 90 ألف جندي يتمركزون بالفعل في أوروبا ، ويتمركز معظمهم في ألمانيا وقال بايدن “سننشر 7 آلاف جندياً إضافياً في ألمانيا هذا الأسبوع”.
وفي بيان بعد ظهر يوم الخميس قال بايدن: “سنشارك في الحرب فقط إذا شنّ بوتين حرباً ضد أحد دول الناتو”.
ونتيجة لتقدم القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا، أعلن حلف الناتو يوم الخميس أنّه ولأول مرة “سينشر جزءاً من قوته في أوروبا الشرقية كإجراء احترازي، وسيستمر في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا”.