يشهد فرع الهجرة والجوازات بمدينة الحسكة أزمة متفاقمة تزيد من معاناة المواطنين بشكل مستمر وسط الإجراءات المتزايدة التي تفرضها السلطات التابعة للنظام السوري للحصول على جواز سفر.
ويقول “رامي” 37 عاماً من مدينة عامودا “للاتحاد ميديا” أنه لم يتمكن من تسجيل الدور له ولزوجته وطفليه للحصول على جوازات السفر منذ أكثر من شهرين، وفي كل مرة يتحجج الموظفون بأسباب يؤجلون فيها العملية.
“طلبوا منا في المرة الأخيرة أن نسجل الدور عبر الموقع الرسمي، ولكن حين إدخال عنوان الموقع تكون النتائج كلها خاطئة، وهذا ما دفعنا للتواصل مع بعض السماسرة لحل مشكلتنا”، يقول “رامي”.
وأشار إلى أن “من يحالفه الحظ أو الواسطة بتسجيل الدور فإنه لن يكون قبل شهرين من تاريخ التسجيل، وهذا يضاعف معاناة المواطنين سيما للحالات الطارئة كالأمراض والدراسة”.
وأضاف “تواصلت مع أحد السماسرة لكنه طلب مني 250 دولاراً عن كل جواز سفر ينجزه، وهذا مبلغ كبير يفوق قدرتي، لذا أحاول الآن المواظبة على زيارة فرع الهجرة عسى أن أتمكن من تسجيل دور لي”.
ويصل تكلفة تسجيل الدور للجواز الواحد في فرع الحسكة إلى 100 ألف ليرة سورية، ويصل هذا المبلغ إلى 150 ألف ليرة بعد الحصول على الجواز، وفق ما كشف أحد المتعاملين مع فرع الهجرة للاتحاد ميديا.
وأضاف أن إدارة الهجرة والجوازات أوقفت العمل بطريقة الجواز البطيء والسريع، وباتت حالياً جميع الجوازات تعامَل كجوازات سريعة يتم التسجيل عليها عن طريق الموقع الالكتروني حصرياً.
الجواز الأغلى
وتشكل فروع الهجرة واحدة من المصادر المالية التي تدر أموالاً طائلة للنظام السوري، لما تفرضه من رسوم إضافية عبر وكلاء وسماسرة تابعين لها.
وحددت وزارة الداخلية للنظام السوري قيمة جواز السفر بـ 12170 ليرة سورية (نحو 4 دولار)، وفقاً لوكالة أنباء النظام “سانا”، في حين يصل هذا المبلغ إلى أكثر من مليون ليرة عن طريق الحصول على الجواز عبر السماسرة ودفع الرشاوي.
وبلغت قيمة الجواز المستعجل، وفقاً لداخلية النظام، 31 ألف ليرة سوريا، (نحو 9 دولارات)، بينما يفرض الموظفون عبر السماسرة أكثر من 500 دولاراً للحصول على الجواز المستعجل.
ويرتفع هذا السعر في الحالات التي يكون المواطن مطلوباً لأحد الفروع أو طالباً غير مؤجل، إلى أكثر من ألف دولار، وفقاً لما أفاد متعاملين مع فرع الهجرة بالحسكة للاتحاد ميديا.
ويحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة في قائمة أسوء جواز سفر في العالم، وجاء في المرتبة 109 عالمياً من بين 114 دولة.
ويسمح الجواز السوري لحامله بالسفر إلى 29 دولة فقط دون تأشيرة، وهو الجواز الأغلى سعراً في العالم حيث يصل تكلفته للمغتربين من 300 إلى 800 دولاراً وفقاً للتسعيرة الرسمية.