قبيلة عربية تحشد قواتها للثأر من “فيلق الشام” بريف عفرين

احتشد المئات من أبناء “قبيلة النعيمي” مدججين بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة على الطريق الواصل بين ناحية “جنديرس” ومدينة عفرين، مطالبين بالثأر لمقتل أحد أبناء القبيلة أمس الجمعة.

ووجه وجهاء وشيوخ قبيلة “النعيمي” أبناء القبيلة إلى التحشيد والاستنفار لأخذ الثأر، بعد مقتل ابن عمومتهم “عبد الرزاق النعيمي” تحت التعذيب على يد مسلحي فصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا.

وهدد شقيق النعيمي “أبو طراد النعيمي” عبر صفحته على موقع “فيسبوك” مسلحي “فيلق الشام” بالثأر وأنه “سيرون أكثر مما يسمعون”، مضيفاً، “في قانون الغابة لا ينفع إلا الثأر”.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرتها صفحات تابعة لأفراد قبيلة “النعيمي” تحشيدات عسكرية وعبارات تهديد تطال فصيل “فيلق الشام” وقادته.

وطالب رئيس المجلس الأعلى لقبيلة “النعيمي” أحمد إسماعيل أمس، فصيل “فيلق الشام” بتسليم المذنبين لينالوا جزائهم، في حين ظهرت مطالبات أخرى داخل القبيلة تطالب بالثأر.

وأفادت مصادر محلية أن “فيلق الشام” أرسل اليوم السبت وفداً للتفاوض مع وجهاء “النعيمي” يفضي إلى تسليم المذنبين بقتل “عبد العزيز النعيمي” إلى ما تسمى “الشرطة العسكري”، مقابل أن تفض القبيلة اعتصام أبنائها.

ورفض وجهاء “النعيمي” اقتراح “فيلق الشام” مطالبين بتسليم “القتلة” إليهم، مواصلين قطع الطريق الواصل بين ناحية جنديرس وعفرين، وفق المصادر نفسها.

قتلٌ تحت التعذيب

وقتل “عبد الرزاق النعيمي” أمس الجمعة، جراء تعرضه للتعذيب على يد مسلحي فصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا بأحد سجون بلدة “جنديرس” بريف عفرين.

وأظهرت صور ومقاطع مصورة لجثة “النعيمي” نشرتها مواقع عدة تعرض جميع مناطق جسمه للضرب والتعذيب فقد حياته على إثرها.

وأشارت مواقع محلية إلى أن أهالي “النعيمي”، وهو من أهالي قرية “معرزاف” بريف حماه، فقدوا أثره في جميع السجون إلا أن “فيلق الشام” لم تفصح عن مكان اعتقاله إلا حين سلّمته جثة.

وادعى فصيل “فيلق الشام” عبر بيان أمس الجمعة “توقيف لجنة التحقيق والعناصر المشرفة على مركز التوقيف الذي حدثت به هذه الجريمة”.

وزعمت أنها “أصدرت تعليمات مباشرة بتسليمهم إلى القضاء العسكري في عفرين لمتابعة حيثيات القضية والتحقيق مع المتهمين ومحاسبة الفاعلين والمتسببين بها”.

ضحايا التعذيب

ووثق مركز توثيق الانتهاكات مقتل 175 مدنياً تحت التعذيب في سجون مختلف الفصائل الموالية لتركيا منذ احتلالها عفرين في آذار/ مارس 2018.

وشهدت مناطق عفرين والمناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا خلال الفترة الماضية حوادث عدة تعرض خلالها المعتقلون للتعذيب، فقد بعضهم حياتهم جراء ذلك، وفقاً لمنظمات حقوقية ومراكز توثيق.

وكشف مركز توثيق الانتهاكات في تقريره السنوي للعام الماضي أن أكثر من 3000 معتقل ما زالوا محتجزين في سجون تشرف عليها ميليشيات “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا في المناطق التي تحتلها في شمال سوريا.

وأضاف المركز أن نحو 200 منهم نُقلوا للمحاكمة في تركيا، وأن 85 سورياً تمت محاكمتهم بأحكام قاسة بدون حضور محامي أو إبلاغ عوائلهم لحضور جلسات المحاكمة.

وأفاد تقرير “مركز توثيق لانتهاكات” أن “8453 مواطناً سوريا اُعتقلوا من قبل ميليشيا الجيش الوطني السوري، وتم توثيق تعرض 1299 شخصاً للتعذيب”، حتى نهاية عام 2021.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد