أقرّت “حكومة الإنقاذ”، الذراع المدني لهيئة تحرير الشام، بتبعية شركة “وتد للبترول” لها، بعد إنشائها مديرية خاصة بالمشتقات النفطية في إدلب، الأحد الماضي، وربطها برئيس مجلس الوزراء مباشرة.
وبحسب متابعين، إن “القرار أوضح بشكل علني تبعية شركة وتد لحكومة الإنقاذ، حيث نفت الأخيرة وعبر تصريحات صحفية سابقة أن يكون للشركة أي تبعية لها”.
ورأى المتابعون أن “المديرية المحدثة تهدف لإضفاء صفة قانونية على ممارسات شركة وتد، واحتكارها لكافة المشتقات النفطية في المنطقة”.
ولفتوا إلى أن “شركة وتد ستصبح قادرة على محاكمة وتغريم كل شخص يدخل الوقود إلى إدلب، مما يمنع استحداث أي شركات منافسة لها في سوق المحروقات في الشمال السوري”.
احتكار أهم القطاعات
ومنذ تفردها بالحكم في شمال غربي سوريا، تتبع هيئة تحرير الشام، وذراعها المدني “حكومة الإنقاذ” سياسة الاحتكار لكافة القطاعات الاقتصادية الهامة، كما تتبع سياسة التضييق على السكان في مناطق سيطرتها من خلال تحكمها بكافة مفاصل الحياة.
واحتجز عناصر من “هيئة تحرير الشام” في معبر “أطمة- دير بلوط” شمال إدلب، السبت الماضي، عشرات الآليات القادمة من مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف عفرين إلى مناطق سيطرة الهيئة في إدلب، بحجة تهريب المازوت.
وبحسب مصادر محلية، إن ” أن تدقيق عناصر تحرير الشام على الآليات أدى إلى تشكل طوابير طويلة على طرفي المعبر، حيث يحتاج الوصول إلى إدلب للوقوف أكثر من ساعة نتيجة الازدحام الشديد الذي سببه البحث عن المحروقات”.
وأشارت المصادر، إلى أن “عناصر الحاجز يقومون بحجز كل آلية يكون خزان وقودها ممتلئ”.
وتمنع “تحرير الشام” إدخال المحروقات عبر معبري دير بلوط والغزاوية إلى مناطق سيطرتها في إدلب حيث تحتكر شركات تابعة لها مثل أسواق المحروقات وتتحكم بأسعاره.
وفي العاشر من الشهر الجاري، قتلت امرأة نازحة بتهمة تهريب المازوت، برصاص عناصر “هيئة تحرير الشام” وهو ما أثار حينها غضباً كبيراً أدى إلى اندلاع احتجاجات ضدها.
وفقدت فاطمة عبد الرحمن الحميد (28) عاماً، حياتها، بعد تأثرها بجراحها في مشفى باب الهوى، إثر إصابتها بطلقة استقرت في الرأس، وأُصيب طفل بجراح في احدى المخيمات برصاص عناصر هيئة تحرير الشام اللذين اقتحموا مخيمات أطمة.
احتجاجات بسبب ممارسات “تحرير الشام”
وخرج العشرات من نازحي مخيمات “اطمة” باحتجاجات لتتحول الى مواجهات مع عناصر هيئة تحرير الشام الذين اقتحموا المخيمات.
وبحسب مصادر للاتحاد ميديا أن عناصر الهيئة هاجمت مخيمي “أم الشهداء وسفوهن” واعتقلت عدة أشخاص بعد إطلاق رصاص عشوائي تسبب بإصابة طفل برصاصة في قدمه.
وأشارت المصادر، إلى أن “عناصر الهيئة اقتحموا المخيمات بعد قيام نازحي المخيمات بمهاجمة الحاجز الذي أطلق النار على السيدة وحرقه، بالإضافة لحرق عدد من الدراجات النارية عائدة لعناصر الحاجز”.
احتكار وتضييق على السكان والنازحين
ويعتاش مئات العوائل النازحة في مخيمات “أطمة” من تهريب مادة المازوت من منطقة دير بلوط التابعة لعفرين إلى ريف ادلب الشمالي، وذلك سيراً على الأقدام عبر الاراضي الزراعية.
وتحتكر هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب تجارة مادة المازوت وتمنع دخول المحروقات من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرتها عن طريق السكان.
وفرضت هيئة تحرير الشام قبل نحو شهر، غرامات مالية، وتوجيه إنذارات للعديد من محطات الوقود في منطقتي “دير حسان” و”أطمة”، لشرائها المازوت المهرب من شمالي حلب.
واعتقلت هيئة تحرير الشام قبل نحو 10 أيام، عدداً من النازحين في مخيم (أطفالنا تناشدكم) الواقع قرب بلدة “أطمة” شمالي ادلب شمالي سوريا.
وقال مصدر من المنطقة، ل الاتحاد ميديا، إن عناصر من الهيئة داهمت المخيم واعتقلت ستة أشخاص، بعد عدم استجابتهم لتبليغ الهيئة لنازحي المخيم بضرورة إخلاء الأرض التي بني عليها المخيم، خلال عدة أيام.
وجاء اعتقال النازحين بعد أيام من قيام الهيئة بإرسال تبليغات خطية لنحو 80 عائلة نازحة في المخيم تتضمن ضرورة إخلاء الأرض التي بني عليها المخيم خلال مدة محددة، وإلا سيتم طردهم بالقوة، حسب المصادر نفسها.