قوات النظام وميليشياته يفككون جدران وأسقف المنازل لـ “تعفيشها”

تواصل ميليشيات النظام السوري وقواته العسكرية، عمليات سرقة ونهب ممتلكات المدنيين (التعفيش)، في المناطق التي سيطرت عليها بعد تهجير أهلها منها كمناطق في شمال غرب سوريا وأرياف محافظات دمشق وحماة وحلب وحمص وغيرها.

وقالت مصادر خاصة لـ”الاتحاد ميديا” أن “عمليات التعفيش في تلك المناطق أخذت أشكالاً وطرقاً أخرى، حيث بدأ عناصر الميليشيات التابعة لقوات النظام، بتفكيك حجارة تلك المنازل والعقارات وهدم الجدران والأسقف لاستخراج الحديد منها وبيعه”.

وتابعت المصادر، أن “عمليات التعفيش هذه بدأت بعد انتهاء سرقة النوافذ والأبواب وأثاث المنازل وتجهيزاته، ولم يتبق أمام تلك العناصر إلا الحجارة والحديد والجدران”,

وتنظم تلك قوات النظام السوري، عمل تلك الميليشيات ضمن مجموعات، وترسلها إلى قطاعات مقسمة، وبمهام محددة لسرقة الحديد أو النحاس أو الحجارة “الطوب/البلوك”، وفقاً للمصادر ذاتها.

ويشرف على هذه العمليات ضباط وقادة ميليشيات يتقاضون مبالغاً طائلة نتيجة هذه التجارة، وأبرز القوات العاملة بهذا المجال هي ميليشيات تابعة للفرقة الرابعة والمخابرات الجوية في مناطق ريف دمشق وحمص وحلب بشكل أساسي.

أما في شمال غرب سوريا ومناطق في ريف حلب وحماة، فتعتبر مجموعات الفرقة “25 مهام خاصة” بقيادة “سهيل الحسن” المدعوم روسياً، هي المسؤولة عن هذه العمليات.

بالإضافة لميليشيات “عصائب أهل الحق” المدعومة إيرانياً، ومجموعة عسكرية تتبع للفرقة التاسعة التابعة لقوات النظام، وفقاً للمصادر.

تأجير للمناطق والقطاعات

ويقوم النظام السوري عن طريق ضباطه والمسؤولين العسكريين في تلك المناطق بـ”تأجير” تلك القطاعات وتوزيعها مقابل مبالغ مالية يومية، تقدر بمئات ملايين الليرات.

وقال مصدر خاص لـ”الاتحاد ميديا”، أن “ثمن تأجير المناطق يختلف من واحدة لأخرى، حسب عدد البيوت ونسبة التدمير فيها، وماهية المواد التي تحتويها ضمنها القابلة للسرقة”.

وأضاف المصدر “على سبيل المثال يتراوح سعر الطن الواحد من الحديد ما بين 1إلى 2 مليون ليرة سورية، (300 إلى 600 دولار)، ويحتوي المنزل على أكثر من 3 طن من الحديد وسطياً، أي كل بيت يستطيع أن يعطي فقط من الحديد ما يتراوح بين 3 إلى 6 ملين ليرة سورية”.

وتابع المصدر المقرب من قادة أحد الميليشيات العاملة بريف إدلب، أن “المبلغ المطلوب من قادة الميليشيات التي تعمل بالسرقة والتعفيش يصل لأكثر من 70 مليون ليرة سورية يومياً (20 ألف دولار أميركي تقريباً)”.

وأشار المصدر أن “هذه المبالغ يتم ارسالها لقادة المحاور والضباط المسؤولين عن تلك المناطق، الذين يرسلونها بدورهم إلى القصر الجمهوري بعد أخذ نسبتهم منها”.

والتحقت أعداد كبيرة من المطلوبين أو المجرمين بتلك الميليشيات، واستطاعوا تأسيس أعمال خاصة بهم واشترى بعضهم سيارات وعقارات.

وقتلت أعداد كبيرة من عناصر تلك الميليشيات إما باقتتال داخلي نتيجة الاختلاف على المسروقات وتوزيع المناطق، أو بسبب العبوات الناسفة والمنازل المفخخة من قبل الفصائل العسكرية التي كانت مسيطرة هناك قبل دخول النظام السوري.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد