أثار الغزو الروسي لأوكرانيا تغييراً كبيراً في السياسة الأوروبية، حيث قام السياسيون الأوروبيون بتمزيق عقيدة سياسية عمرها عقود في غضون أيام قليلة، بحسب تقرير قناة cnbc الأميركية.
وقال رئيس مركز أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية فريدريك كيمبي في برنامج “Capital Connection.”على قناة cnbc الأميركية: “في نهاية هذا الأسبوع ، شهدنا تحولاً جذرياً في نهج أوروبا تجاه روسيا”.
وبحسب التقرير فقد صرّحت الحكومة الألمانية إنّها سترسل أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، بعد أن كانت ترفض إرسال أي نوع من الأسلحة إلى أي منطقة نزاع سابقاً.
وأعلنت بولندا والمجر عن فتح أبوابهما لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا الهاربين من العنف، في الوقت الذي امتنعتا فيه عن استقبال اللاجئين السوريين وحاربا دول الاتحاد الأوروبي التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين.
ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، أعلن بعد موافقة جميع أعضائه عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، في عملية هي الأولى من نوعها.
الآثار السياسية المستقبلية
قال عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الليبرالي Renew Europe لويس جاريكانو ، لقناة CNBC: “ساهم الموقف البطولي لسكان أوكرانيا جنباً إلى جنب مع المظاهرات من قبل المواطنين في دول أوروبا في حدوث تغييرات مهمة في موقف دول الاتحاد الأوروبي من روسيا”.
أما عن السياسة المستقبلية في الاتحاد الأوروبي، قال جاريكانو: “الحرب في أوكرانيا غيرت كل شيء وأوضحت أنّ الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى سياسة خارجية قوية وموحدة، خاصة وأنّ الصراع في أوكرانيا يشكل خطراً على الجميع”.
وأشار التقرير إلى “أنّ دول الشمال، ولا سيما فنلندا والسويد، تعرّضت لتهديدات مستمرة من روسيا، التي لم تسمح لهما بالدخول إلى حلف الناتو”.
كما “تشعر دول مثل بولندا والمجر ودول البلطيق، بما في ذلك إستونيا وليتوانيا، بالقلق من أن الصراع قد يؤثر عليها أيضًا نظرًا لقربها الجغرافي مع روسيا”، بحس التقرير.
وقال إمري بيكر ، مدير شركة أوراسيا جروب الاستشارية ، لقناة CNBC: “موقف الاتحاد الأوروبي مما حصل في روسيا يبشر بالخير، بالطبع لا أتوقع تشكيل جيش للاتحاد الأوروبي ولكن العدوان الروسي على أوكرانيا قد يؤدي إلى طرح مثل هذه الفكرة”.
الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته على الانتخابات الفرنسية
أشار التقرير إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستفيد مما حدث عند السعي لإعادة انتخابه خلال شهر تقريباً، فمن المتوقع أن يزيد الغزو الروسي لأوكرانيا من احتمالية إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون بحسب قناة CNBC.
ومن المتوقع أن يعلن ماكرون في الأيام المقبلة أنه سيرشح نفسه لولاية ثانية كزعيم لفرنسا، وذكرت قناة CNBC أنّ “ماكرون حاول أن يكون الوسيط الأوروبي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتجنب أي غزو على أوكرانيا، إلا أنّه فشل في ذلك، ولكنّه كسب إعجاب الكثيرين”.
عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي
أصبح عدد الدول ضمن الاتحاد الأوروبي 27 دولة بعد مغادرة المملكة المتحدة في يناير من عام 2020 ، وكانت آخر مرة انضمت فيها دولة إلى المجموعة في عام 2013، وكانت حينها كرواتيا.
أدت الأزمة المالية العميقة لعام 2008 وأزمة الديون السيادية التي أعقبت ذلك إلى إعاقة توسع الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك ، قالت بولندا وسلوفينيا وليتوانيا إنه من الواجب تسريع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد عبر منحها وضع الترشح ، والذي هو اعتراف رسمي بأن دولة ما تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتقوم بالإصلاحات اللازمة لتصبح كذلك.
ولا يزال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بحاجة موافقة أعضاء الاتحاد الأوروبي بالإجماع.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته بشراء أسلحة لأوكرانيا، حيث تقدم عدة دول أوروبية مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك السويد ، التي لم ترسل أسلحة إلى بلد في حالة نزاع مسلح منذ غزو الاتحاد السوفيتي لفنلندا في عام 1939.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى احتمال إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية ، بما في ذلك الطائرات الخاصة لحكام القلة الروسية. إضافة إلى حظر المحطة التلفزيونية الخاصة بالدولة الروسية RT وسبوتنيك.
ومن المقرر عقد جلسة استثنائية طارئة نادرة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي المرة الأولى منذ 40 عاماً التي يقدم فيها مجلس الأمن مثل هذا الطلب.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 368 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الأوكرانيين إلى 4 مليون شخص في حال استمرار تدهور الوضع.