وصل سعر برميل النفط إلى 110 دولارات للبرميل على الرغم من إجراءات الطوارئ التي اتبعها أعضاء وكالة الطاقة الدولية، والذين أعلنوا استخدام 60 مليون برميل من النفط من مخزونات الطوارئ.
وكان السبب وراء ذلك هو المخاوف بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا والذي أثار مخاوف بين المستثمرين من مدى تأثر إمدادات النفط والغاز، خاصة وأنّ روسيا تُعتبر واحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم.
وافقت الولايات المتحدة و 30 دولة أخرى أعضاء في وكالة الطاقة الدولية (IEA) على إطلاق ملايين براميل النفط في محاولة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة في جميع أنحاء العالم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في بيان نقلته BBC البريطانية يوم أمس : “نحن على استعداد لاستخدام كل أداة متاحة لنا للحد من تعطل إمدادات الطاقة العالمية نتيجة تصرفات الرئيس فلاديمير بوتين”.
وأضافت أن واشنطن ستواصل النظر في كيفية تسريع نقل إمدادات الطاقة بعيداً عن روسيا.
وأشار بيان آخر صادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن غزو أوكرانيا أدى إلى “تقلب اأسعار النفط العالمية بشكل متزايد خاصة في ظل وصول المخزونات التجارية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2014”.
آثار العقوبات الاقتصادية على روسيا
وفرضت دول غربية عقوبات على موسكو نتيجة غزوها لأوكرانيا، مع قيام مجموعة أخرى من الشركات بإنهاء العمليات الروسية ووقف الاستثمار ، مثل شركة BP وشركة “شل Shell”.
وقالت شركة إيني الإيطالية العملاقة للطاقة إنها تعتزم بيع حصتها في خط أنابيب بلو ستريم، وهو الخط الذي ينقل الغاز الروسي إلى تركيا.
و قالت مجموعة النفط والغاز الفرنسية TotalEnergies إنها لن تقدم رأس المال بعد الآن لمشاريع جديدة في روسيا يوم الثلاثاء.
وشهدت فرانكفورت خسائر أكبر، والتي أشار المحللون إلى أنها قد تكون مرتبطة باعتماد ألمانيا على واردات الطاقة الروسية.
ومع ذلك ، كانت العملة الروسية مستقرة، بعد أن انهارت بنسبة 30٪ يوم الاثنين لتسجل أدنى مستوياتها أمام العملات الرئيسية، وبلغت قيمة الروبل الواحد أقل من سنت أمريكي واحد في التداول يوم الثلاثاء.
وقلل انخفاض الروبل من مدخرات المواطنين الروس العاديين، وتوقف تراجعه عندما ضاعف البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة لجعل العملة الروسية أكثر جاذبية للمستثمرين.
أثرت العقوبات المفروضة على الشؤون المالية لموسكو على قدرة البنك المركزي على الوصول إلى الكثير من احتياطيات روسيا الضخمة من الأموال المحتفظ بها في شكل عملات أجنبية.
الغزو الروسي لأوكرانيا يثير قلق المستثمرين
تسببت العقوبات الغربية على روسيا في حدوث اضطراب في القطاع المصرفي العالمي، حيث تسعى الشركات جاهدة لضمان عدم قيامها بأي نوع من الأعمال التجارية مع أي شخصيات أو شركات روسية، بحسب BBC.
وأشار تقرير الـ BBC.إلى أنّ العقوبات قد تضر كلا الجانبين وليس فقط الجانب الروسي، لأنّ أرباح الشركات الغربية من عمالقة الطاقة إلى شركات صناعة السيارات وصولاً إلى صناديق الاستثمار قد انخفضت منذ بداية فرض العقوبات.
ويتوقع المحللون استمرار تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في زعزعة استقرار أسواق الطاقة، والأمر الذي يثبت ذلك هو تجاوز سعر النفط الـ100 دولاراً للبرميل الواحد.
وعلى الرغم من أنّ الإعلان عن كشف مخزونات كبيرة من النفط الخام كان يؤدي عادة إلى انخفاض سعره، إلا أنّ هذا الأمر لم ينجح هذه المرة، ولم يؤثر هذا الإعلان على مخاوف السوق بشأن احتمالية حدوث نقص كبير مع غياب وصول النفط من روسيا.