منظمة أممية تنتقد “التصريحات العنصرية” بحق اللاجئين غير الأوكرانيين

انتقدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “شابيا مانتو” ما أسمتها بـ “التصريحات العنصرية العلنية لبعض السياسيين والصحفيين من الدول الغربية”، مشيرة إن هذه التصريحات “تثير التمييز بين اللاجئين”.

وأضافت “مانتو” في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء أن استخدام عبارات “البيض، الأوربيين” للاجئين الأوكرانيين وتعبيرات مسيئة للاجئين السوريين والأفغان “أثارت انتباه الكثيرين وتسببت في موجة انتقادات واسعة”.

وذكرت “مانتو” أنه “لا يهم ما هي هوية اللاجئين ومن أين أتوا، لنكن أكثر إنسانية ورأقة”، وتابعت “لسنا بحاجة لهذا النوع من الخطاب، هذا الوضع مأساوي جداً على اللاجئين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان ودول أخرى”، منوهة أنه “لا أحد يرغب في أن يكون لاجئاً”.

وحصلت “الاتحاد ميديا” على مقطع فيديو حصري لأحد العالقين غير الأوكرانيين على الحدود الأوكرانية أظهر “الاختلاف بين اللاجئين الأوكرانيين، واللاجئين الأجانب الآخرين”، مشيراً على أن قوات الأمن قاموا بضربهم ولم يحترموا أي أحد منهم.

وأضاف أن حرس الحدود “جعلوهم ينتظرون في البرد لمدة خمسة أيام بدون أي طعام”، مطالباً في الوقت نفسه بـ “المساعدة”.

مواقف عنصرية

وسبب الغزو الروسي على أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي نوزح الآلاف من الأوكرانيين وغير الأوكرانيين باتجاه الدول الأوروبية المجاورة لها.

وسلطت الأزمة الأوكرانية وموجة النزوح، الضوء على الاختلافات الكبيرة في تعامل الدول المستقبلة للاجئين مع اللاجئين غير الأوكرانيين.

وقال رئيس الوزراء البلغاري “كيريل بيتكوف”: “اللاجئون من أوكرانيا ليسوا كموجة اللاجئين التي اعتدنا عليهم سابقاً، حيث كان اللاجئون السابقون إلينا أناساً لسنا متأكدين من هويتهم، أناس بلا ماض واضح، وربما كانوا إرهابيين، وليسوا كاللاجئين الأوكرانيين الذين لا نخشى استقبالهم”، وفق تقرير لـ CBC News الكندية.

وقد رأى اللاجئون السوريون البيان السابق لرئيس الوزراء البلغاري “عنصرياً للغاية”، بحسب CBC New.

وأشار تقرير CBC New إلى أنّ “بعض قادة أوروبا الذين كانوا من أكثر الأشخاص معارضة للهجرة واللجوء سابقاً، غيّروا آراءهم وتحولوا من أشخاص لا يسمحون لأي شخص بدخول بلدهم، إلى أشخاص يرحبون بجميع اللاجئين الأوكرانيين”.

ولفت تقرير CBC News إلى تصريح مذيع في قناة الجزيرة الإنجليزية الذي قال سابقاً في أحد تغطياته عن الغزو الروسي لأوكرانيا: “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا لاجئين يحاولون الهرب من مناطق في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، فهم أناس أغنياء مثل أي عائلة أوروبية”، ونتيجة لتصريحاته العنصرية أصدرت القناة اعتذاراً قالت فيه إن “ما قاله الصحفي ليست مسؤولة عنه”.

واعتذرت شبكة CBS الإخبارية بعد أن قال أحد مراسليها إن الصراع في كييف “لم يكن مثل العراق أو أفغانستان وذلك لأن أوكرانيا مدينة أوروبية ومتحضرة”.

وانتشرت مقاطع فيديو تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #AfricansinUkraine أظهرت منع الطلاب الأفارقة من ركوب القطارات خارج أوكرانيا لإفساح المجال للأوكرانيين.

وقال الاتحاد الأفريقي في نيروبي يوم الإثنين لـ CBC News : “لكل فرد الحق في عبور الحدود الدولية للفرار من الصراع”، وأضاف في بيان لها: “التقارير التي تفيد بأن الأفارقة الموجودين في أوكرانيا يعاملون بطريقة مختلفة عن البقية هي تقارير عنصرية وصادمة وتنتهك القانون الدولي”.

وحث الاتحاد الإفريقي جميع الدول على “إظهار التعاطف والدعم نفسه لجميع الأشخاص الفارين من الحرب بغض النظر عن هويتهم العرقية”.

الآلاف ينتظرون العبور

وأدان مسؤولون في الأمم المتحدة ما أسمتها “التقارير التي تفيد بتعرض العديد من الطلاب الأجانب من أفريقيا والمهاجرين الذين يعيشون ويعملون في أوكرانيا لسوء المعاملة والإيذاء من قبل المسؤولين أثناء محاولتهم الانضمام إلى الهجرة الجماعية”.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان “ليز ثروسيل” إن “التمييز والعنصرية أخطاء مطلقة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان ومكتبنا كانا صريحين للغاية في الدعوة إلى منع ذلك”، وفق ما جاء في الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وتابعت “فيما يتعلق بالوضع الذي قد يحدث على الحدود فمن الواضح أن هذا شيء يجب مراقبته”، مشيرة إلى “أنها تعتقد أن الدعوة ستكون السماح للجميع بدخول بلد أجنبي دون تمييز على أساس العرق والإثنية”.

وفرّ أكثر من 600 ألف شخص من داخل أوكرانيا بعد نحو أسبوع من بدء هجوم روسي شامل على أوكرانيا باتجاه الدول الأوروبية المجاورة لها.

وأشارت المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “شابيا مانتو” إلى أن “الأعداد تتزايد بشكل كبير”.

ونوهت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة “صفاء مسيحلي” إلى أن “هناك ما يقدر بـ 470 ألف شخص من رعايا الدول الثالثة في أوكرانيا، بما في ذلك عدد كبير من الطلاب والمهاجرين العاملين في البلاد”.

وقالت “مسيحلي” إن “العديد منهم لا يزالون عالقين داخل أوكرانيا، على الرغم من وصول 6000 على الأقل من رعايا الدول الثالثة إلى مولدوفا وسلوفاكيا وحدهما”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد