النظام يزعم منح الطلاب والعازبين المقيمين “البطاقة الذكية”

أعلن النظام السوري، أمس الثلاثاء، نيته منح الطلاب والعازبين المقيمين دون عائلاتهم “بطاقة ذكية”، لشراء المواد التموينية، بالسعر المدعوم، والتي توزع عبر “البطاقة الذكية”، دون أن تحدد موعد صدور البطاقة.

وشهدت مدينة السويداء منذ نحو شهر احتجاجات واسعة على خلفية قرار النظام برفع الدعم عن شريحة كبيرة من السكان، معتبرة ان أمورهم المادية جيدة مستندة على ممتلكات تعتبر من الحاجات الأساسية للسكان.

ونقلت صحيفة “البعث” التابعة للنظام السوري، عن مصادر خاصة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، زعمها، أنَّ “الوزارة تعمل على منح بطاقات إلكترونية للعازبين للحصول على مخصصاتهم التموينية والخبز بالسعر المدعوم”.

سيحصل العازبون والطلاب على مادة الخبز وفق التعليمات الوزارية من المخابز العامة بموجب موافقات ورقية تثبت أنهم يسكنون لوحدهم بعيداً عن عائلاتهم، بحسب، شادي سكرية، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق.

والبطاقة الذكية، هي مشروع تنفذه شركة تكامل، وتطورت عبر عدة مراحل، أولها في تموز/ يوليو 2014 وتركزت حينها بالآليات الحكومية، والمرحلة الثانية في 2016 للآليات الخاصة، والمرحلة الثالثة في عام 2017 لتوزيع مازوت التدفئة للعائلات.

وفي المرحلة الرابعة في شباط / فبراير2020، أضيف إليها المواد الغذائية المدعومة (الأرز والسكر والشاي)، وفي شهر نيسان/ أبريل من نفس العام، أضيف الخبز أيضاً إلى البطاقة.

وفي العاشر من كانون الثاني/ يناير الفائت، أعلن وزير الداخلية وحماية المستهلك لدى النظام، عمرو سالم، خلال مؤتمر صحفي عن فئات سيتم رفع دعم البطاقة الذكية عنها، “على اعتبار هذه الفئات قادرة على شراء المواد بشكل حرّ”.

وشهدت مدن عدة في مناطق سيطرة النظام السوري على رأسها السويداء، احتجاجات واسعة، على خلفية قرار النظام برفع الدعم عن شريحة كبيرة من السكان عبر البطاقة الذكية.

وكانت وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري بدأت، الثلاثاء 1 من شباط، بتطبيق إزالة “الدعم الحكومي” عن مجموعة من حاملي “البطاقة الذكية” (لم يذكر عددهم بالضبط)، دون إعلان رسمي مسبق.

في حين دعت وزارة الداخلية المدنيين ممن أوقف دعم بطاقاتهم “الذكية” بسبب وجود بيانات تفيد بمغادرتهم القطر لأكثر من عام، وتبيّن وجودهم داخل القطر حاليًا، إلى مراجعة إدارة الهجرة والجوازات لتثبيت وجودهم داخل البلاد.

احتجاجات السويداء

وشهدت مدينة السويداء، جنوب سوريا، في ال 3 من شباط الماضي، احتجاجات وقطع طرقات، رداً على قرار النظام السوري برفع الدعم عن شريحة كبيرة من السكان.

وذكرت صفحة السويداء 24، أن سكان بلدة سليم(10كم) شمال السويداء، أغلقوا الطريق الرئيس الواصل بين دمشق – السويداء بالإطارات المشتعلة ومنعوا السير باتجاه العاصمة.

وأضافت، أن شبان من بلدة نمرة بريف السويداء الشمالي، قطعوا الطريق إلى البلدة ومنعوا الموظفين وطلاب المدارس من الذهاب إلى مراكزهم، إضافةً إلى إغلاق المجمعات الحكومية في قرى بكا ونمرة والغارية وعريقة من قبل السكان احتجاجاً على القرار.

دعوة إلى حراك شعبي

في السياق ذاته، دعا نشطاء في السويداء، في بيان وزعته فعاليات مدنية وأهلية إلى حراك شعبي يحمل سلسلة من المطالب، تتضمن “حلاً جذرياً لسياسة السلطة الاقتصادية التي أدت لهجرة واسعة، وتتجه لمحاصرة من تبقى في سوريا”.

وأكد البيان أن “غضب الشارع اليوم، لا ينبغي أن يكون من أجل إعادة الدعم فقط، فالتراجع عن القرار إن حصل، لا يعني حل مشاكل كثيرة كانت موجودة قبله، وكان الشارع محتقناً بسببها”.

وتضمن البيان، إعادة الدعم الحكومي لكل فئات المجتمع دون تمييز ولكافة السلع الضرورية، ورفع الرواتب والأجور للعاملين بالدولة وفرض زيادة مماثلة لعمال القطاع الخاص بمقدار لا يقل عن ٢٠٠ بالمائة.

وشدد البيان على ضرورة إيجاد خطط واضحة وشفافة لتأمين المشتقات النفطية للمواطنين، كما طالب بتأمين ضمان معيشي صحي لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

واعتبر أن “تلك المطالب تتحقق من خلال وضع خطة طوارئ اقتصادية تعيد لميزانية الدولة الأموال التي حصلت عليها شركات الهاتف المحمول بطريقة غير شرعية وتمديد عقودها بطريقة غير قانونية منذ عام 2014.

رد النظام

أربكت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء، جنوبي سورية، أخيراً، النظام السوري، ما دفعه إلى محاولة تهديد الأهالي عبر إرسال المزيد من التعزيزات إلى المحافظة ومحيطها، وتخويفهم من عودة تنظيم “داعش” إلى المنطقة.

ومن جهة ثانية اتهام المتظاهرين بالعمالة للخارج ولإسرائيل على وجه التحديد من جهة أخرى، لا سيما بعد دخول “رئيس الطائفة الدرزية في فلسطين موفق طريف على خط الاحتجاجات، وهو ما دفع بمنظميها إلى التريث في مواصلتها، ريثما تتم إعادة ترتيب أوراقهم، بغية تفويت الفرصة على النظام الذي يحاول حرف الاحتجاجات عن مسارها وتهديد أو تخوين القائمين عليها.

ومع ذلك، تجمع حينها، عشرات المحتجين أمام ضريح سلطان باشا الأطرش في بلدة القريّا، جنوب السويداء، استجابة لدعوة منظمي الحراك الاحتجاجي، للتنديد بسياسات النظام التي أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد