فولوديمير زيلينسكي.. كيف تحول من ممثل كوميدي لرئيس أوكرانيا؟

أصبح الرئيس فولوديمير زيلينسكي وجه مقاومة أوكرانيا ضد روسيا التي غزت أراضيها منذ أكثر من أسبوع تقريباً، لكنّ العديد لا يعلم أنّ السيد زيلينسكي وصل إلى السلطة بخبرة قليلة، واشتُهر بلعب دور كوميدي في مسلسل تلفزيوني، بحسب تقرير صادر عن وول ستريت جورنال.

انتُخب  زيلينسكي رئيساً لأوكرانيا في عام 2019 ، متغلباً على منافسه الرئيس السابق لأوكرانيا بترو بوروشنكو، وعمد على إظهار نفسه على أنّه شخص يحارب الفساد وسيوطد علاقته مع موسكو، وسمى حزبه السياسي على اسم برنامجه التلفزيوني.

وأشار تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّ “زيلينسكي سيطر على جميع المواقع الإخبارية، وهو يرتدي سترات واقية من الرصاص، وهو يحث الناس على القتال والدفاع عن أرضهم ضمن مقاطع فيديو نشرهاTelegram و Facebook و Instagram من وسط كييف.

ودعا زيلينسكي البالغ من العمر 44 عاماً القادة الغربيين إلى “تصعيد عقوباتهم ضد بوتين، وتحدث مع شخصيات مثل الرئيس الأمريكي بايدن ، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ووصف الضربات الصاروخية الروسية بالـ “ضربات الإرهابية” بحسب وول ستريت جورنال.

كيف ارتقى زيلينسكي من ممثل كوميدي تلفزيوني إلى رئيس؟

“ولد زيلينسكي في 25 يناير 1978 ، ونشأ في منطقة تتحدث الروسية في جنوب شرق أوكرانيا، وهو من أصل يهودي توفي العديد من أفراد عائلته في الهولوكوست، وخدم جده في الحرب العالمية الثانية كضابط في الجيش السوفييتي”بحسب وول ستريت جورنال.

“اختار والده، عالم الرياضيات ، ووالدته، وهي مهندسة البقاء في أوكرانيا بينما غادر العديد من اليهود الآخرين إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل عندما سمح لهم الاتحاد السوفيتي السابق بالهجرة”، وفقاً لوول ستريت جورنال.

ولفت تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّ “زيلينسكي لم يتحدث كثيراً عن أصوله اليهودية، ولكنّه قال في عام 2020 إنه ” جاء من عائلة يهودية سوفيتية عادية وأن معظم هذه العائلات لم تكن متدينة”، و”تعرّض حينها لانتقادات كبيرة لأنّه تجاهل كيف كان على اليهود في الاتحاد السوفييتي السابق بما في ذلك أوكرانيا إخفاء هويتهم الدينية لأنّ الجميع ينظر إليهم كغرباء”.

“درس السيد زيلينسكي القانون في الجامعة ولكن بعد التخرج دخل مجال الترفيه،  وأسس شركة للإنتاج التلفزيوني، وشتهر بمسرحياته التمثيلية، وفاز بالنسخة الأوكرانية من برنامج “الرقص مع النجوم” في عام 2006 “وفقاً لتقرير وول ستريت جورنال.

كان برنامجه التلفزيوني “Servant of the People” هو الذي جعله أكثر شهرة، خاصة عندما تم بثه لأول مرة في عام 2015، ولعب فيه دور مدرس متواضع ينتقد الفساد في أوكرانيا، وبعد انتشار هذا البرنامج أطلق زيلينسكي برنامجه السياسي وأوصل هذه الشخصية إلى القصر الرئاسي.

تعامل زيلينسكي مع الغزو الروسي

أشار تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّ “زيلينسكي عمل على تركيز طاقته كلها بالحفاظ على هدوئه وهدوء شعبه، على الرغم من وصول القوات الروسية إلى طول حدود أوكرانيا لتصل في النهاية إلى ما يصل إلى 190 ألف جندياً”.

و”بعد بدء الضربات الروسية الأولى على كييف ومدن أوكرانية أخرى في 24 شباط/فبراير عمل على تعزيز دفاع أوكرانيا، وطلب أكبر قدر ممكن من المساعدة الغربية التي يمكن أن يحصل عليها، على الرغم من اتهامه بالهروب من البلاد”، بحسب وول ستريت جورنال.

وليثبت أنّه لا يزال في كييف قام بتصوير فيديو لنفسه في الشارع أمام القصر الرئاسي لحث الأوكرانيين على الدفاع عن البلاد، وحصد ملايين المشاهدات على Telegram و Facebook. .

كيف تدهورت العلاقات بين زيلينسكي وروسيا؟

سعى السيد زيلينسكي في البداية إلى التقارب مع روسيا عندما تم انتخابه رئيساً لأوكرانيا في عام 2019، وكانت حينها أوكرانيا على خلاف مع الكرملين منذ عام 2014 ، عندما ضمت القوات الروسية ميناء القرم على البحر الأسود وأثارت تمرداً أدى إلى قيام مدينتين بالخروج عن سيطرة كييف.

“تعهّد زيلينسكي بتحسين العلاقات مع السيد بوتين، وحقق بعض النجاحات، مثل الاتفاق على تبادل للأسرى مع روسيا، والوصول إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار في عام 2015” بحسب وول ستريت جورنال.

وأشار تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّ “الاحتجاجات في شوارع أوكرانيا ضد زيلينسكي أجبرته على تغيير طريقة تعامله مع روسيا، خاصة بعد أن حذره خبراء غربيون من أن بوتين سيدفعه إلى توقيع اتفاقية من شأنها أن يكون لها تأثيراً طويل المدى على مستقبل أوكرانيا وستمنعه من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو”.

و”لإرضاء شعبه عمل زيلينسكي على إقناع الناتو بالسماح لأوكرانيا بالانضمام له، وأطلق حملة لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، وحينها علمت موسكو أنّه سيدفع أوكرانيا للاتفاق مع الدول الغربية”، بحسب وول ستريت جورنال.

وقال محللون سياسيون لوول ستريت جورنال: “إن  انحياز أوكرانيا الواضح للغرب أثار غضب بوتين، الذي كان يحاول منذ فترة طويلة فرض دور روسيا على الساحة، بعد أن تم تقليص دورها بشدة منذ نهاية الحرب الباردة، أي قبل ثلاثين عاماً”.

وقال زيلينسكي في الأول من آذار/مارس،  اليوم الخامس من الغزو الروسي لأوكرانيا عبر منصات التواصل الاجتماعي: “الشعب الأوكراني يقاتل الآن لكي يصبح في الاتحاد الأوروبي، نقدم حياتنا من أجل حقنا في المساواة، لا تتركوا الشعب الأوكراني وترحلوا”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد