تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وتطرق الجانبان للأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وأوضح بن سلمان “موقف المملكة المعلن ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف”، حسب وكالة واس.
وأكد الأمير السعودي، على استعداد المملكة، لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف، بهدف إنهاء الأزمة وإرساء الاستقرار.
وأكد بن سلمان، حصر السعودية على المحافظة على توازن أسواق البترول واستقرارها، في ظل الأزمة الأوكرانية.
ونوه بن سلمان إلى دور اتفاق أوبك بلس في ذلك وأهمية المحافظة عليه، حسب وكالة أنباء السعودية.
اتفاق أوبك بلس
توافقت دول أوبك خلال اجتماع في الجزائر في سبتمبر 2016 بشكل مبدئي على تخفيض إنتاجها للمرة الأولى منذ عام 2008 بهدف تحسين أسعار النفط بعد هبوطات قياسية شهدتها الأسعار خلال العامين السابقين للاجتماع وصلت في بعضها إلى 70 %، بسبب زيادة المعروض.
أعلن في 30 نوفمبر 2016 خلال اجتماع فيينا عن التوصل لاتفاق لخفض الإنتاج بمشاركة دول منتجة للبترول من خارج منظمة أوبك في مقدمتها روسيا التي خفضت 230 ألف برميل من إنتاجها اليومي، فيما تحملت السعودية النسبة الأكبر من التخفيض بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
ارتفاع سعر برميل النفط
وصل سعر برميل النفط إلى 110 دولارات للبرميل على الرغم من إجراءات الطوارئ التي اتبعها أعضاء وكالة الطاقة الدولية، والذين أعلنوا استخدام 60 مليون برميل من النفط من مخزونات الطوارئ.
وكان السبب وراء ذلك هو المخاوف بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا والذي أثار مخاوف بين المستثمرين من مدى تأثر إمدادات النفط والغاز، خاصة وأنّ روسيا تُعتبر واحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم.
وافقت الولايات المتحدة و 30 دولة أخرى أعضاء في وكالة الطاقة الدولية (IEA) على إطلاق ملايين براميل النفط في محاولة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة في جميع أنحاء العالم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في بيان نقلته BBC البريطانية يوم أمس : “نحن على استعداد لاستخدام كل أداة متاحة لنا للحد من تعطل إمدادات الطاقة العالمية نتيجة تصرفات الرئيس فلاديمير بوتين”.
وأضافت أن واشنطن ستواصل النظر في كيفية تسريع نقل إمدادات الطاقة بعيداً عن روسيا.
وأشار بيان آخر صادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن غزو أوكرانيا أدى إلى “تقلب اأسعار النفط العالمية بشكل متزايد خاصة في ظل وصول المخزونات التجارية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2014”.
الغزو الروسي لأوكرانيا يثير قلق المستثمرين
تسببت العقوبات الغربية على روسيا في حدوث اضطراب في القطاع المصرفي العالمي، حيث تسعى الشركات جاهدة لضمان عدم قيامها بأي نوع من الأعمال التجارية مع أي شخصيات أو شركات روسية، بحسب BBC.
وأشار تقرير الـ BBC.إلى أنّ العقوبات قد تضر كلا الجانبين وليس فقط الجانب الروسي، لأنّ أرباح الشركات الغربية من عمالقة الطاقة إلى شركات صناعة السيارات وصولاً إلى صناديق الاستثمار قد انخفضت منذ بداية فرض العقوبات.
ويتوقع المحللون استمرار تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في زعزعة استقرار أسواق الطاقة، والأمر الذي يثبت ذلك هو تجاوز سعر النفط الـ100 دولاراً للبرميل الواحد.
وعلى الرغم من أنّ الإعلان عن كشف مخزونات كبيرة من النفط الخام كان يؤدي عادة إلى انخفاض سعره، إلا أنّ هذا الأمر لم ينجح هذه المرة، ولم يؤثر هذا الإعلان على مخاوف السوق بشأن احتمالية حدوث نقص كبير مع غياب وصول النفط من روسيا.