أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أمس الأربعاء، أن وحداتها الخاصة، فككت شبكة للاتجار بالمخدرات وتهريبها في مدينة الرقة.
وقالت قسد في بيان نشرته على موقع مركزها الإعلامي أنه وحداتها : “ضبطت خلال عملية تفتيش استهدفت عدد من المنازل كمية كبيرة من المخدرات كانت الشبكة الإجرامية تعتزم الاتجار بها في المدينة ضمن أسواق وهمية كانت تحاول تأسيسها”.
ونشر المركز الإعلامي ل”قسد”، فيديو لاعترافات بعض عناصر الشبكة حيث يظهر فيها شخص يدعى محمد نور البدر من الرقة ويؤكد: “استلامه كميات كبيرة من المخدرات مرسلة من قبل شخص يدعى “عبدو أبو محمد” ويسكن في مناطق سيطرة النظام السوري بمدينة حلب وعلى علاقة تجارية معه، حيث تمّ تغليفها ضمن مواد غذائية”.
سوريا أرض خصبة لصناعة وتصدير المخدرات
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير نشرته العام الماضي إن: ” شركاء متنفذين ومقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، متورطون في صناعة وترويج مخدر الكبتاغون -وهو عقار غير قانوني يستخدم كمنشط للجهاز العصبي- مما يؤشر على قيام “دولة مخدرات” جديدة في حوض البحر الأبيض المتوسط”.
وأضافت الصحيفة أن: ” تجارة المخدرات غير القانونية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يديرها شركاء أقوياء وأقارب للرئيس الأسد، بُنيت على أنقاض 10 سنوات من الحرب في سوريا متجاوزة حجم الصادرات القانونية السورية، ومحولة البلد إلى أحدث دولة تعتمد على التجارة غير الشرعية للمخدرات في العالم”.
وأكد التقرير أنه:” تمتد عمليات صنع المخدرات في عموم سوريا، من خلال ورشات للتصنيع ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير وشبكات للتهريب تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية”.
وأعلن الجيش الأردني، في شباط/ فبراير الماضي، أنّ:” تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن بات منظماً، خاصة مع تكثيف المهربين لعملياتهم واستخدامهم معدات متطورة بما في ذلك طائرات مسيرة للتأكد من عملية التهريب”، وذلك عبر بيان رسمي.
وقال مدير الإعلام العسكري الأردني العقيد مصطفى الحياري في تصريح نقلته صحيفة المملكة الأردنية حينها أنه: “قُتل 30 مهرباً وضُبط 17357 كف حشيش وأكثر من 16 مليون حبة مخدرة منذ بداية العام الجاري، وسنستمر في التصدي للفساد ولكل ما يهدد أمن الأردن”.
وسبق أن أعلن الجيش الأردني في 12 كانون الثاني/ ديسمبر من العام 2021 عبر بيان بأنه “أحبط 361 محاولة تسلل وتهريب من سوريا إلى الأردن خلال عام 2021”.
وجاء في البيان أن “الجيش ضبط حوالي 15.5 مليون حبة مخدرات بأنواعها المختلفة، وأكثر من 16 ألف ورقة حشيش تزن حوالي 760 كيلوغراماً و2 كيلوغرام من الهيروين”.
وصرحت الجمارك الأردنية حينها، أنها “أحبطت محاولة تهريب 2.7 مليون حبة كبتاغون في شاحنتين قادمة من سوريا عند معبر جابر نصيب الحدود”.
مصانع للمخدرات برعاية النظام السوري
نشرت القناة الرابعة البريطانية مقطع فيديو لمصنع “كبتاغون” على الحدود اللبنانية السورية في 19 كانون الثاني/يناير.
وهذا المصنع واحد من عشرات المصانع التي تنتج ملايين الحبوب تحت الأرض برعاية وإشراف النظام السوري.
ينتج المعمل الذي رصدته القناة البريطانية 600 ألف قرص من “الكبتاغون” أسبوعياً، بما يعادل نحو 3 مليون دولاراً أميركياً سنوياً، وتباع الأقراص بشكل كبير في المملكة العربية السعودية.
وقال مكرم رباح الذي يعمل في الجامعة الأميركية في بيروت للقناة الرابعة البريطانية: “حالياً جميع البلدان الواقعة تحت سيطرة حكومة إيران تُعتبر دول إنتاج مخدرات مثل سوريا ولبنان، وللأسف يستخدم النظام السوري الكبتاغون لمحاربة الخليج ولبنان”.
وذكر التقرير أنّ “النظام السوري يعمل على تهريب حبوب الكبتاغون إلى السعودية والأردن، وتركيا براً، كما يهرّب المخدرات بحراً إلى قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة، وليبيا، وبكميات أقل إلى أوروبا”.
وأشارت القناة إلى أنّ “نظام الأسد عمل بشكل مستمر على إرسال المخدرات إلى دول الخليج العربي للانتقام منهم بعد وقوفهم إلى جانب المعارضة السورية سابقاً”.
ووجهت القناة الاتهامات إلى “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام، وحمّلتها مسؤولية تجارة المخدرات في سوريا، وسخرت القناة من انتصارات الأسد مؤخراً وبأنّها ليست إلا “انتصارات فارغة”.
سوريا الأسد كمصّدر للمخدرات
نشرت صحيفة الغارديان في السابع من أيار/ مايو من عام 2021، تقريراً عن تصنيع “الكبتاغون” في قلب أراضي النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى “شحنة الرمان” التي صادرتها السعودية في نفس العام كشفت عملية تهريب المخدرات في سوريا.
وبحسب تقرير الغارديان خلال عامي 2020 و2021 ضبط مسؤولو الشرطة في الشرق الأوسط وأوروبا 15 شحنة من المخدرات وجميعها مصدرها سوريا.
وذكرت الغارديان أنّ الشرطة الأوروبية والاميركية دققت على محافظة اللاذقية على وجه الخصوص، وعلى الرغم من ذلك وقعت العديد من عمليات التهريب بين عامي 2019 و2020
وصادرت اليونان 5 أطنان من “الكبتاغون” في 2019، وصادرت السلطات في دبي كمية مماثلة من “الكبتاغون” في العام نفسه، إضافة إلى ضبط أربعة أطنان من الحشيش من قبل السلطات المصرية في عام 2020 معبأة بعبوات حديدية، وجميع حالات التهريب السابقة ارتبطت بالنظام السوري بحسب الغارديان.
اعترضت السلطات الإيطالية في عام 2020 أكبر كمية من المخدرات على الإطلاق، بقيمة تجاوزت المليار دولار.
كما أعلنت الأردن والكويت خلال الشهر الحالي عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات، والقبض على تجار يحملون الجنسية السورية، على الحدود اللبنانية السورية.
الكونغرس طالب بمحاسبة الأسد
وطالب المشرعون في مجلس الشيوخ الأميركي، في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، الإدارة الأميركية بضرورة ضبط تجارة المخدرات الضخمة من قبل النظام السوري، وأضاف بيان الكونغرس أن إنتاج الكبتاغون في سوريا جعلها من عام 2018 دولة تموّل جرائم النظام عبر المخدرات
وقال النائب بويل: “تمكَّن نظام الأسد من ارتكاب أفظع الجرائم بحق الشعب السوري، عبر تجارة المخدرات، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية السعي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254″.
مليشيات تركيا أنشأت مصانع للمخدرات في المدن المحتلة
وشهدت منطقة عفرين المحتلة، في تشرين الأول/ أكتوبر، اشتباكات بين الفصائل السورية الموالية لتركيا، وذلك بعد ضبط مصنع للمخدرات في منطقة باسوطة.
واندلعت الاشتباكات بين ما تسمى بالشرطة العسكرية وغرفة القيادة الموحدة “عزم” من جهة وفصيل الحمزة، وذلك حين داهمت الأولى مصنع للحبوب المخدرة في ناحية جنديرس بعفرين المحتلة.
وحسب مصادر محلية، فحينها كانت عملية المداهمة وقعت بين قريتي باسوطة وبرج عبدالو بناحية جنديرس، وأدّت الاشتباكات لإصابة عدد من عناصر مليشيا “الحمزة” بجروح.
وبحسب ذات المصادر، انتعشت عمليات تنصيع وتهريب المخدرات، وترويجها في المنطقة، خاصة بعد احتلال المنطقة، والفوضى الأمنية، وتورط الفصائل الموالية لتركيا في عمليات التصنيع والتهريب.